من اغتال شهيدنا في كفر كنا
تاريخ النشر : 2014-11-10 11:53

لا آظن أن شعباَ يتفوق في حبه للشهداء على شعب فلسطين، مع أن كل  الشعوب  تحب شهداءها كم نحب شهداءنا. حتى أن محبة الشهداء أنستنا لفنرة طويلة البحث عن أسماء القاتلين لهم. الفرحة بالشهيد والاستشهاد واجبة، عقب استشهاد البطل عبد القادر الحسيني نسي رفاقه الاحتفاظ بما سيطروا عليه من ثغور واتجهوا لتشييع الشهيد وتقبل العزاء فيه، وهذا ما أغضب الشهيد بكل تأكيد ، ولكن، هناك نماذجاً  كثيرة من القتل الصهيوني المتعمد بدم بارد لفتية وشباب منا ، أوجبت علينا البحث عن اسم القاتل لمطاردته بعد الاحتفاء بالشهيد في التشييع والعزاء، بعد العزاء وربما قبل العزاء يجب فتح صفحة الوفاء للشهيد بالبحث عن قاتله من أجل تتبعه على أقل القليل لمعاقبته حسب القدرة والإمكان،

عملية الاغتيال القذرة لشهيدنا في كفر كنا البطل خير حمدان وهو مفي مقتبل العمر وقمة الحماس، إبن العشرين عاما، تخرج كل حليم عن حلمه، وتؤكد للحكيم والغبي بأن عدونا ذو قلب أسود حانق حاقد ليس كسائر البشر، وعليه فقد استوجبت ملاحقته من كل البشر، إن كان في هذا العالم بشر أصلاً، كان الشاب غاضباً وعلى حق من زمرة شريرة اعتقلت رفيقه، وكمنت بخبث وخسة ونذالة لاصطياد غيره.

لنفرض بأن خير حمدان بصق على من كان داخل عربة الحقد الأسود، أو سبهم أو هددهم ظاهرياَ أو وهماً قبل انصرافه عنهم، وهم مسلحين حقيقة، لماذا تبعه أفراد تلك الدورية القذرة لاغتياله برصاص الحقد الأسود بدون مبرر وبدون حاجة لإراقة الدماء الزكية، في مثل هذه الحالة، فإن القاتل معروف، وصورته واضحة، وجريمته ثابتة، هل من سبيل لمعرفة اسمه وعنوانه ورتبته !!؟؟

منذ الانفاضة الأولى والثانية والحروب على قطاع غزة والضفة الفلسطينية وأسماء القتلة غير مطلوبة، لدينا خمسة عشر ألف شهيد، لا نعرف شيئاً عن قاتل واحد لهم أو لبعضهم أو لواحد منهم.

ملاحقة القاتلين، لا بد أن تكون من مجمل صفحات ومراحل وفصول الحرب القانونية الوشيكة، التي يستعجلها اليهود على أنفسهم وعلى كيانهم البغيض، لدينا في الضفة والقطاع وداخل الوطن السليب من أبناء فلسطين أكثر من خمسة عشر ألف محامي فلسطيني، فليستلم كل واحد منهم ملف شهيد، وليبدأ بينهم أشرف سباق في البحث عن القاتلين ومتابعتهم وتتبعهم، من اجل معاقبتهم وتخويفهم وتخويف من سيقلدهم من لصوص الأرض، من ثقل الإقامة في فلسطين أو السفر إلى خارجها حيث من المفترض بأن هناك قوانين دولية، مهما كانت مستوياتها ودرجاتها، فإنها في النهاية لن تكون في صالح القاتل عمداً ، فإما أن ينتصر القانون لفلسطين وقضايا أبنائها أو أن ينهزم أمام فلسطين كما انهزمت عصبة الأمم المتحدة قبل تشكيل الأمم المتحدة، التي أصبحت ومجلس أمنها على المحك، فإما الحكم لصالح فلسطين، وإمام الزوال إلى مزبلة التاريخ. الحرب القانونية على الكيان قاب قوسين أو أدنى، فلندخل هذه الحرب بقوة وعقل ومعرفة واصول