القيادي حبيب يكشف لـ"أمد" تفاصيل زيارة وفد الجهاد لمصر وتغيب العجوري عن اللقاء!
تاريخ النشر : 2023-02-05 15:01

غزة- صافيناز اللوح: تداولت وسائل إعلام محلية وعربية وعبرية، أخبار حول فشل اللقاء بين وفد حركة الجهاد الإسلامي مع مصر، فيما يخص ضبط الأوضاع لمنع أي تصعيد محتمل قادم.

فما حقيقة فشل لقاء الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة مع وزير المخابرات المصرية، وهل طرأت توترات في هذه المباحثات؟!، ولماذا تغيب القيادي الكبير أكرم العجوري عن لقاءات القاهرة، والاعتقالات التي شنّها جيش الاحتلال بحق قيادات وكوادر الجهاد في جنين وتأثيرها على تلك المباحثات، هذا وأكثر تحدثنا به مع عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد خضر حبيب.

وفد الجهاد ومباحثات القاهرة
الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة، الذي وصل إلى العاصمة المصرية السبت،  لينضم إلى أعضاء المكتب السياسي نافذ عزام ووليد القططي وخالد البطش ويوسف الحساينة ومحمد حميد، وآخرين من لبنان وسورية، في لقاء وفد المخابرات المصرية الذي يترأسه اللواء عباس كامل، بعد طلب مصري للحركة، من أجل منع أي تصعيد محتمل بسبب التوترات الأمنية خلال الفترة الأخيرة.

في بيان سابق نشرته حركة الجهاد، حول الحوار الذي يخوضه وفدها مع مصر، والذي ناقش الأوضاع في القدس والضفة الغربية وخاصة مدينة جنين، بالإضافة إلى الأوضاع السياسية بشكلٍ عام والداخلية بشكل خاص.

وبحث الجانبان، العلاقات الثنائية والجهود المصرية لتخفيف معاناة شعبنا، وسبل إعادة وحدة الصف الفلسطيني، مشددةً الجهاد، أنّ أجواء اللقاء كانت إيجابية بتأكيد مصر على استمرار جهودها المساندة للقضية الفلسطينية على كافة المستويات.

الجهاد ونصر اتفقا، على استمرار الاتصالات والتشاور بشأن كافة القضايا ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية، والأوضاع في الضفة والقدس بشكلٍ خاص.

ما صحة فشل لقاء القاهرة
فشل المباحثات بين الجهاد ومصر، كانت عنواناً للعديد من الوكالات، وانتشؤت بكثرة عبر السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، وذلك تعقيباً على حملة الاعتقالات التي شنها جيش الاحتلال في مدينة جنين فجر الأحد، وطالت كوادر وقادة الحركة من بينهم خضر عدنان وخالد وغوادرة وآخرين.

وخلال اتصال "أمد" مع القيادي في الجهاد خضر حبيب، أكدَ أنّ بيان حركته الذي صدر بعد اجتماع وفدها مع الوزير عباس كامل كان واضحاً، ولم يتحدث عن فشل، ولكنها مباحثات في ظل المستجدات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والعلاقات بينهما.

وقال حبيب، إنّ اللقاء سيطر عليه تقارب في وجهات النظر بين الجانبين، في قضية إجراءات الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، وتهديد الأمن في المنطقة، والإجراءات التعسفية ضد الفلسطينيين والتي تطال الأقصى والأسرى والضفة الغربية، واقتحامات جنين ونابلس وأريحا.

وشدد حبيب لـ"أمد"، أنّ الحكومة المصرية أبدت انزعاجها من هذه الإجراءات الإسرائيلية، مؤكدين على عمق العلاقة بين حركة الجهاد ومصر التي كانت دائماً منحازة للقضية وحقوق شعبنا الفلسطيني.

ونوه، أنه تم التوافق على أن يكون هناك مشاورة وتواصل بشأن كل مستجدات القضية الفلسطينية، والصراع مع المحتل الإسرائيلي.

اعتقالات جنين وتأزم الأوضاع
حركة الجهاد قالت في بيان صدر عنها صباح الأحد، إن إقدام قوات الاحتلال على استهداف واعتقال قادتها وكوادرها بمحافظة جنين، هو محاولة إسرائيلية بائسة للتأثير على  إرادة شعبنا وصمود المجاهدين وعزيمتهم.

وشددت، أن اعتقال الشيخ خضر عدنان والقائد خالد غوادرة، وعدد من الكوادر وأبناء شعبنا، يعكس مدى التخبط والضغط الذي يلاحق حكومة الاحتلال الفاشية، جراء تصاعد انتفاضة شعبنا في القدس والضفة المحتلةؤ منوهةً أنّ خضر عدنان شكّل حالة وعي متجددة، وجذوة اشتباك مشتعلة في وجه الاحتلال، ونستذكر دوره الطليعي في معارك الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال والتي كانت محطات راسخة في تسجيل جولات انتصار لأسرانا وشعبنا.

ونوهت، على أنه رغم هذه الهجمة الاحتلالية المسعورة بحق شعبنا ورموزنا وكوادرنا لن يستطيع العدو إخماد وهج الانتفاضة وشعلة المقاومة، وكلما تمادى الاحتلال في عدوانه سيزيد ذلك من صمودنا أكثر، واستمرارنا في جهادنا حتى تحرير أرضنا وتطهير مقدساتنا.

وحول الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال بحق كوادر وقيادات حركة الجهاد في جنين، قال حبيب لـ"أمد"، إنّها لا تؤثر على المباحثات مع مصر ومصر لا علاقة لها به فمن اعتقل هو الاحتلال الإسرائيلي وهذا يظهر للملأ أنّ الاحتلال الإسرائيلي لا يريد تهدئة وإنما يصعد ويعتقل جزافاً بدون تهم لقيادات وكوادر من حركة الجهاد، وانما يدلل على طبيعة الاحتلال وإئتلافه الحكومي العدوانية.

تصرف أحمق
وأدان حبيب في حديثه عبر "أمد"، الاعتقالات بحق قيادة وكوادر حركة الجهاد في جنين، واصفاً إياها بالتصرف الأحمق، للاحتلال الإسرائيلي، وإنْ كان يظن أنّ هذه الاعتقالات ستوقف المقاومة او رفض شعبنا للاحتلال فهو واهم.

وتابع، هذه الاعتقالات تؤكد على أننا نسير في الطريق الصحيح، وسنبقى نقاوم حتى زوال الاحتلال.

وأوضح حبيب، أنّ هناك عوامل كثيرة تجرئ الاحتلال الإسرائيلي، على ارتكاب المزيد من الحماقات والجرائم بحق شعبنا الفلسطيني، مثل الانحياز والمشاركة الأمريكية لهذا الاحتلال وأمريكا هي التي تحاربنا، وإسرائيل هي أداة من أدوات الحرب لدى الولايات المتحدة.

ونوه، للأسف فإنّ التطبيع العربي أيضاً يساعد ويعطي الاحتلال الإسرائيلي الجرأة لارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني، والتطبيع يعتبر الرئة التي يتنفس منها هذا الاحتلال، ويحاول السيطرة على المنطقة لأنّه ليس خطراً على شعبنا فقط، بل على المنطقة العربية والإسلامية أيضاً.

وأضاف حبيب في حديثه مع "أمد"، أنّ هناك تواطؤ وصمت دولي والأمم المتحدة التي لا صوت لها وغير مسموع في إدانة هذه الجرائم، فهي عوامل تجرئ الاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق شعبنا الفلسطيني.

وبشأن إدانة الدول العربي للعمليات الفدائية التي نفذها فدائيون ضد جيش الاحتلال خلال الفترة الماضية وخاصة عمليتي شعفاط وسلوان بمدينة القدس، شدد حبيب عبر "أمد"، أنّها إدانة أظهرت العجز والانحياز لسياسة الاحتلال الإسرائيلي، لتؤكد أنّ بعض الأنظمة الغربية سخرت نفسها، لتكون أداة لخدمة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن شعبنا يقاوم والمقاومة هي حق مشروع له أقرته كل الأعراف الدولية والإنسانية، لذلك سنبقى نقاوم حتى زوال الاحتلال البغيض.

سبب غياب المسئول الكبير "العجوري" عن لقاء القاهرة
تساؤلات عديدة انتشرت عبر السوشيال ميديا وبعض المواقع الإخبارية، حول غياب القائد الكبير في حركة الجهاد أكرم العجوري، عن لقاءات الحركة مع المخابرات المصرية في القاهرة.

 عضو المكتب السياسي للجهاد خضر حبيب أجاب "أمد" على سؤال حول هذه القضية قائلاً: العجوري بصفته ورمزية موقعه لا يصح أن يكون في لقاء سياسي لأنه رجلاً عسكرياً وليس سياسياً.

وأكد حبيب، أنّ هذا اللقاء مرهون بالقيادات والكوادر السياسية في الحركة وليست العسكرية.

وشدد، أنّ القرار بحركة الجهاد سواء بمنع أو استمرار التصعيد هو قراراً سياسياً  والعسكر عبارة عن منفذين لهذه السياسات.