الدم بالدم والبادئ أظلم
تاريخ النشر : 2023-01-30 06:22

يوم الثلاثاء 24/1/2023، كان نتنياهو في عمان، واعداً بعدم إجراء أي تغيير على مكانة الحرم القدسي الشريف- المسجد الأقصى، ولم تمض 48 ساعة حتى نفذ جيش الاحتلال جريمة، مذبحة، في مخيم جنين، استشهد خلالها عشرة فلسطينيين، يوم الخميس 26/1/2023.

مجزرة مخيم جنين إما نفذها نتنياهو ليحافظ على مكانته كزعيم سياسي عقائدي وقائد لمعسكر اليمين واليمين الإسرائيلي المتطرف، ولا يترك لأحد فرصة المزايدة عليه، لأنه قدم تنازلاً إجرائياً في كيفية التعامل مع الحرم القدسي الشريف كما وعد في عمان.

وإما أقدم الثنائي بتسلئيل شريك في إدارة وزارة الجيش مع وزيره يؤاف جالنت وفق الاتفاق الائتلافي بين حزبي الليكود والصهيونية الدينية، ومع بن غفير وزير الأمن مسؤول الشرطة والمخابرات، رفيق بتسلئيل في وحدة كتلة الصهيونية الدينية البرلمانية، وقاما بهذا العمل: بتسلئيل وبن غفير، رفضاً منهما لنتائج وعد نتنياهو إلى عمان.

وسواء دوافع مجزرة مخيم جنين هذا الاحتمال أو ذاك، فقد ارتكب قادة المستعمرة جريمتهم ضد الشعب الفلسطيني، في مخيم جنين.

لم يترك الفلسطينيون أنفسهم، ولم يتركوا الإسرائيليين وقادة المستعمرة حتى ابن مخيم شعفاط خيري علقم مبادرته يوم السبت 28/1/2023، بقتله ثمانية إسرائيليين وجرح 12، وكان ذلك رداً وانتقاماً من ابن مخيم في القدس، لأبناء المخيم في جنين، وليس ذلك وحسب، بل إن خيري علقم انتقم لمقتل جده خيري علقم الذي استُشهد على يد أحد أتباع بن غفير ويدعي حايم فرملن عام 1998.

من المؤكد أننا ضد قتل المدنيين سواء كانوا من الفلسطينيين أو الإسرائيليين، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهودا، ولكن ما هو الفرق الجوهري بين ما تقوم به المستعمرة وجيشها وأجهزتها من جرائم، لأن ما تقوم به هو عمل منظم منهجي مدروس متراكم لجعل الأرض الفلسطينية طاردة لشعبها عبر القتل والتدمير والخراب وها هو الكابينت الإسرائيلي بقيادة نتنياهو يتخذون قرارات موجعة ضد أهل القدس وأسر المناضلين بالترحيل والطرد وإغلاق البيوت وتحويل حياتهم إلى جحيم يومي بهدف تفريغ أهل القدس من أهلها وأصحابها الأصليين.

جريمة ومجزرة مخيم جنين اقترفها جيش الاحتلال الرسمي للمستعمرة، وأحد أعضاء الكنيست: الموغ كوهين علق جريمة مخيم جنين قوله 《عمل جميل ومهني للجنود في جنين》 وحث جيش المستعمرة بقوله: 《استمروا بقتلهم》؟.

عملية القدس لابن مخيم شعفاط عملية فردية بادر لها شاب انتقاماً مزدوجاً أولاً لأهل مخيم جنين وثانياً لاستشهاد جده خيري علقم.

الدم بالدم، والروح بالروح، والقتل بالانتقام، والبادئ أظلم، وحينما يتصادم فلسطيني مع إسرائيلي، يكون السؤال البديهي أنت من أين؟؟ من روسيا، ألمانيا، فرنسا، تركيا، أثيوبيا، لَمَمْ من العالم جاءوا مستعمرين أو مستثمرين أو لدوافع سياسية عقائدية وفرضوا نفسهم بتواطؤ ما بين الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية، بينما رد الفلسطيني يكون: أنه من القدس، حيفا، يافا، اللد، الرملة، نابلس، الخليل، أباً عن أب، وجداً عن جد، أهل البلاد الأصليين.

المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي نجح إلى الآن في احتلال كامل خارطة فلسطين، ولكنه فشل استراتيجياً في طرد كل الشعب الفلسطيني وتشريده وترحيله عن وطنه فلسطين، فلسطين كانت له وستبقى، سبعة ملايين عربي فلسطيني على أرض فلسطين، تلك هي المعادلة، تلك هي الحقيقة، التي لن تموت.