مشروعية العمل الفدائي
تاريخ النشر : 2023-01-29 22:37

فلسفة غياب الشرف الحربي في قتل المدنيين العُزل تكمن في أنه من الأصول الانسانية للقتال بشهامة ونُبل ان يكون الانسان مستعد للموت حين يمارس القتل ، لذلك من ينفذ عملية قتل لأعزل لا تكون فيها حياته مهددة بأي درجة من درجات الخطر يدان كمجرم حرب ومقاتل بلا شرف ، وهنا منفذو العمليات ضد المستوطنين وجنود الاحتلال حتى وان سقط من ضحاياهم غير مسلحين فهم يهاجمون وهم مدركون تماما بانهم سيتعرضون للقتل وفرصة النجاة صعبة جدا ، لذلك هؤلاء فدائيين أبطال يقتلون وهم مستعدين للموت .

وأيضاً كي يطالب أحد الفلسطيني بان يتقيد بقانون الحرب عليه ان يتيح له فرصة مكافئة لعدوه ولو بأدنى الدرجات لامتلاك سلاح وحرية حركة وتنقل ، اما ان يحاصره الاحتلال والعالم برا وجوا وبحرا ثم يطالبه بان يقاتل حسب أصول وقواعد قانون الحرب فهذا عبث وجنون ، فمن حق الانسان الدفاع عن نفسه وعن بقاءه وعن وجوده ، والفلسطيني لم تُترك له وسيلة للدفاع عن نفسه ثم تركها ولجأ للوسائل التي يسقط فيها غير مسلحين من اعداءه .

أيضاً قضية مقتل المدنيين داخل الأرض المصنفة محتلة بالقانون الدولي والتي تتمثل بأرض ال67 وكل القدس فالإسرائيليين يدركون جيدا بان القانون الدولي يمنع نقل السكان الى الاراضي المحتلة ومن ينتقل اليها ويبني المستوطنات يدرك تماما بانه هدف مشروع ومعرض لإطلاق نار تماما كما يتعرض لصوص الاراضي والاملاك لإطلاق النار حين يقتحمون ملكية خاصة .

إجمالا القانون الدولي بكل الاحوال يرفض قتل الاعزل حتى لو كان في وسط جبهة القتال ، ويرفض قتل الجندي العاجز عن القتال ، لذلك من الصعب على العالم تقبل العمليات الفلسطينية الهجومية التي تؤدي لمقتل اسرائيليين بزي مدني .
لذلك من واجبنا الاستمرار في شرح موقفنا للعالم بان سرعة استشهاد المهاجم الفدائي الفلسطيني تثبت انه لا يوجد رجل اسرائيلي اعزل ، وان كان الشخص اعزل فمن بجانبه ليس اعزل وان حالة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني حالة فريده من نوعها تحتاج الى النظر اليها من زاوية مختلفة .

ومن يؤلمه سقوط مدنيين من كل الأطراف فعليه ان يراجع نفسه ويفحص مواقفه هل هي داعمة ومتغاضية عن استمرار الاحتلال اساس البلاء والشرور والارهاب وما يخلفه من مآسي ودماء ام قام بواجبه الانساني في الضغط من اجل انهاء الاحتلال ، وان كان موقفه سلبي وغير مبالي فعليه ان يستمر في لا مبالاته ويسكت ويتوقف عن ادانة العمليات الفدائية الفلسطينية ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه الإرهابيين .
ونحن الفلسطينيين أكثر ناس في العالم نطالب بتحييد العُزل عن الصراع وأكثر ناس في العالم تبنياً للمقاومة السلمية، وأكثر ناس في العالم نسعى لحل الصراع بالطرق السلمية، ولكننا لا نجد من يدعمنا بشكل حقيقي وفعال بهذا الاتجاه، بل كلما مدينا ايدينا للسلام يظن الاحتلال باننا استسلمنا ونجده يمعن أكثر في سفك دمائنا وسرقة ارضنا وهدم منازلنا دون مسائلة من أحد .
فماذا يجب أن نفعل !