في السنويه ال 15 لوثيقة الاستقلال .. نقول ..
تاريخ النشر : 2013-11-14 23:48

نعم .. كانت لحظه تاريخيه صفق لها الشعب الفلسطيني شعبا و قيادة , وانحنى امامها احتراما و املا و تأملا كل اشراف الشعب العربي و اصدقاء شعبنا الفلسطيني في كل اصقاع الارض .. لحظه وقف فيها المغفور الراحل الا من قلوب و عقول كل الشرفاء ابوعمار في قاعة الصنوبر في عاصمة المليون شهيد – الجزائرليقرأ وثيقة استقلال دولة فلسطين امام الدوره التاسعه عشر للمجلس الوطني الفلسطيني يوم 15 نوفمبر من العام 1988 .. هذه الوثيقه التي كتبها امير شعراء فلسطين الراحل محمود درويش لترسم مرحله جديده في تاريخ شعبنا الفلسطيني الصابر و المرابط بأهله و نضاله المكلل بالنصر ان شاء الله .

وثيقة الاستقلال الفلسطيني زينت مشاعرنا و عمقت الامل في حتمية قيام الدوله الفلسطينيه المستقله و عاصمتها الابديه القدس الشريف عمليا .. هذا الامل الذي لا و لن يسقط بالتقادم اصبح ايضا احد الثوابت المعنويه الفلسطينيه , ثابت يضمن لنا القوه و القدره على الاستمرار .. هو ارضيه نعيش عليها و تتغذى منها بقية الثوابت النضاليه : تحرير الاسرى , حق العوده , حق تقرير المصير , بناء الدوله الفلسطينيه المستقله و عاصمتها القدس الشريف ..

و بجاانب حالة الفرح و عزة النفس التي خلقتها الوثيقه في قلوبنا تحن الفلسطينيين يأتي السؤال : في اي ظروف تأتي الان هذه المناسبه .. بل و منذ الاعلان عنها بدأ الجدل بين عقل كل فلسطيني و قلبه حول الوجود العملي – القانوني و المادي و المعنوي على الارض بعيدا عن المشاعر و ردات الفعل العفويه و الرومانسيه التي تعودنا ان تكلل كن مناسبة فرح فلسطينيه ايا كانت .. نعم .. لنا الحق في التساؤل و بناء المستوطنات كان وما زال ايديولوجيا الاحتلال التي لم تغادر مضمون سياساته و ممارساته على الارض و بكل صلافة اليهودي المعروفه .. تأتي المناسبه و في معسكرات و سجون النازيه اليهوديه في قلسطين لا زال يقبع اكثر من ثلاثة الاف اسير فلسطيني .. وفي متاهات الغربه ما زال يقبع اكثر من ستة ملايين فلسطيني .. اما الحديث عن حق العوده فقد اصبح خط احمر يهودي و عنوان لكل الحكومات اليهوديه على ارض فلسطين ..

من ناحية اخرى , تأتي السنويه الخامسة عشر للاعلان عن وثيقة الاستقلال الفلسطيني ودولة فلسطين قد اصبحت عضوا .. عضوا مراقبا في المنظمه الدوليه – الامم المتحده , وكان هذا نصرا سياسيه و دبلوماسيا و معنويا سواء للشرعيه الفلسطينيه المتمثله بالاخ الرئيس محمود عباس و كامل القياده الفلسطينيه .. كما و تتويجا لمسيرة النضال الطويل و المستمره للشعب الفلسطيني .. و لكن .. و لا بد من " لكن " هذه لتأخذ المسيره النضاليه سيرها و مسارها السليم و الصادق , و انا اكتب هذا في كل مقال و اعطيه المساحه اللاثقه ليكون خطابا او حتى نداءا لا بد منه .. وعليه نقولها بكل ما في هذه المناسبه العزيزه على وعينا : و ثيقة استقلال دولة فلسطين يجب ان تكون وثيقة بناء دولة المؤسسات العصريه .. بكل ما تعنيه من اسس بناء علميه و حضاريه و عادله و لكل ابناء الشعب الفلسطيني بكل ما يعنيه ذلك من حقوق وواجبات , دولة الشخص المناسب في المكان المناسب و حسب الامكانيات الفعليه – العلميه و الوطنيه و العصريه و على اساس القوانين و لوائح العمل و.. الخ .. التي نكتبها و نقرها في " مؤسساتنا " و ننساها امام اول امتحان عشائري .. سواء العشائر السياسيه او الحزبيه او امام اخطر العشائر و اكثرها قتلا للدولة و الشعب الفلسطيني : عشيرة الواسطه و المحسوبيه .. هذه السوسه التي تنخر جهودنا و جهود الخيرين من اجل بناء الدوله الفسطينيه المتحضره و القادره على الاستمرار و المجابهه العلميه و الوطنيه الصحيحه .. كما و تنخر المجتمع الفلسطيني و تقتل طاقاته و امال ابناءه – خاصة جيل الشباب و اهل العلم و المثقفين و تنمي شعورهم بالظلم و الاحباط و التغييب .. و تعمق بل و تجمد بناء الدول التي صفقنا لها سواء في وثيقة الاستقلال او قبل .. او بعد ذلك ووصولا الى الاعتراف الاممي بالدوله الفلسطينيه من خلال قبولها دوله ( عضوا مراقبا ) في الامم المتحده ..

ونعم ايضا .. نحن .. في سنوية الاعلان عن وثيقة ولادة دولة فلسطين نقول باننا اكثر شعوب الارض ولا فخر علما و تعليما .. و لكننا – نحن طبقة المتعلمين الاكثر تغييبا عن الفعل الحكومي و المؤسساتي في دولتنا .. دولة فلسطين .. هي مناسبه وهو يوم نقول فيه بان عشرات الاف من العقول و حملة اعلى الشهادات الجامعيه مغيبون .. و تهمتهم : انهم يفكرون .. و ان لا عم و لا خال لهم يتوسط لاشراكهم و اعطاءهم موقعهم الذي يستحقون في الدوله التي بنيت على اكتافهم .. الدوله التي هم الارض التي قامت عليها ووقفت و ناطحت و الدم الذي عمدها .. عقول و قلوب شريفه و قادره علما وعملا و طيب انتماء على مواجهة العقل اليهودي القاتل و القابع على ارض الجدود و الذي يعمل بلا كلل و يستفيد من هذا التغييب .. مدنسا دون رادع اكرم الاوطان .. فلسطين ..

وفي يوم سنوية , فرح لها القلب وما زال .. نوجه التحيه لدولتنا – دولة فلسطين .. لقيادتنا الشرعيه و رمزها الاخ القائد ابو مازن وورائه كامل القياده افلسطينيه و نحن .. نحن الشعب الفلسطين الذي لا و لن يتنازل او يتخلى .. لنبقى معا حتى النصر ,,