إذا هدمت “إسرائيل” الأقصى
تاريخ النشر : 2014-11-04 09:35

ماذا لو أقدمت "إسرائيل" على هدم المسجد الأقصى؟

السؤال ليس افتراضياً ولا خيالياً، وهو بات يتردد على ألسنة الكثيرين في العالمين العربي والإسلامي، جراء هذه الهجمة الصهيونية المتمادية على المسجد الأقصى خصوصاً، وعلى مدينة القدس عموماً، وبعد تصاعد سعار قطعان المستوطنين اليهود ومواقف المسؤولين الصهاينة التي تستهدف الأقصى، إضافة إلى التدنيس اليومي المتعمد له، والتهديد بتقسيمه، بعد إغلاقه مؤخراً، والتهديد بإغلاقه نهائياً في وجه المسلمين .

لماذا لا تفعلها "إسرائيل" وتقدم على هدم المسجد؟ من يقف بوجهها ويردعها؟

"إسرائيل" تعرف مدى قداسته بالنسبة للمسلمين، وبأنه أولى القبلتين وثالث الحرمين، لكن هذه القدسية لا تعني بالمفهوم الصهيوني الذي يستند إلى أساطير توراتية شيئاً، هو المكان الذي فيه الهيكل المزعوم، وهو المكان الذي يجب أن يقام عليه الهيكل الجديد الذي أعدّ تصميمه، وجمعت الأموال اللازمة لبنائه، وحشدت من أجل ذلك مجموعات ومنظمات يهودية عالمية تتولى الإشراف عليه، ولذلك يقوم اليهود يومياً بانتهاكه كي يتم فرض "أمر واقع" والقيام بتهويده في وقت لاحق وهو ما يجاهر به قادة الكيان يومياً .

هذا التصعيد اليومي لانتهاك المسجد هدفه أيضاً قياس رد الفعل العربي والإسلامي على أية خطوة تستهدفه، وهو رد فعل بائس وباهت لا يتجاوز بيانات الشجب والإدانة، ولا يشكل رادعاً لأية خطوة لاحقة .

في 21 أغسطس/ آب ،1969 تم إحراق المسجد الأقصى، ووجهت سلطات الاحتلال التهمة ليهودي أسترالي يدعى مايكل دنيس روهن، ووصفته بأنه "مجنون"، رغم أن الاحتلال عمد إلى قطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد للحؤول دون إطفائه، بحيث تم الاستنجاد بسيارات إطفاء من رام الله والخليل.

. . وانتهت عملية إحراق المسجد يومها ببيانات شجب واستنكار وإدانة . . وكأن شيئاً لم يكن .

الآن من يمنع "إسرائيل" من هدم المسجد وليس إحراقه فقط، وهي تدرك أن أقصى ما لدى العرب والمسلمين هو بيانات الشجب والاستنكار، وقد باتوا في أجواء تشي بأن ذلك قد يحدث في أي وقت .