بلدية بيت لحم تحتفل بمرور 150 عاما على تأسيسها
تاريخ النشر : 2022-12-04 20:35

بيت لحم: احتفت بلدية بيت لحم، مساء اليوم الأحد، بمرور 150 عاما على تأسيسها، في احتفال نظمته في ساحة المهد، تحت رعاية الرئيس محمود عباس، بحضور محافظ بيت لحم كامل حميد، وعدد من رجال الدين وقادة الأجهزة الأمنية.

ونقلت وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، تحيات الرئيس وتهانيه للحضور ولكل أهالي المحافظة، ببدء الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة.

وقالت معايعة إن الرئيس هو الداعم الأول لهذه المدينة في الحفاظ على مكانتها الدينية والتاريخية، والحفاظ على نسيجها الاجتماعي، فهي عاصمة الميلاد العالمية ومنها تنطلق احتفالات عيد الميلاد للعالم أجمع، وهي قبلة السياح والحجاج من مختلف دول العام، والمكان الذي كرمة الله بولادة السيد المسيح فيه قبل أكثر من 2000 عام.

وأضافت: "نحتفل اليوم بذكرى مرور 150 عاما على تأسيس مجلس بلدية بيت لحم، مدينة ميلاد رسول المحبة والسلام، هذه المدينة التي يزيد عمرها عن آلاف السنين، وعمر مجلسها البلدي ضعف عمر الاحتلال، وما زالت تعاني من إجراءات الاحتلال اليومية من حصار وعزل وقهر، فهي محاطة بسلسلة من المستوطنات وجدار الضم والتوسع الذي فصلها لأول مرة في التاريخ عن توأمها مدينة القدس العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني".

وأكدت أن "القيادة الفلسطينية تواصل العمل من أجل إحقاق حقوقنا وإنهاء الاحتلال، ونيل حريتنا، وعودة شعبنا إلى أرضه، حيث يمثل صمودنا ووحدتنا الصخرة المتينة التي تتكسر عليها كل المؤامرات"، مشيرة إلى أن "بيت لحم تذكرنا برسالة الأمل التي ظهرت من مغارة متواضعة من أجل مستقبل أفضل، تنتصر فيه الحرية على الظلم، ويطغى فيه السلام والعدل على الاحتلال والعنصرية، وتُوجّه فيه الطاقات للبناء لا للدمار، لنواصل مسيرة البناء والعطاء".

وقالت: "نحتفل هذا العام بعد أن تجاوزنا أزمة صعبة وقاهرة عاشها العالم بأسره، وفلسطين بشكل خاص، نتيجة هذا الوباء، وما نتج عنه من مصاعب ومعاناة وركود اقتصادي أضر بالعديد من أبناء شعبنا، خاصة في هذه المحافظة التي تعتمد باقتصادها بالشكل الأساسي على قطاع السياحة، حيث تمكنا وبالشراكة مع كافة الجهات من إعادة دوران عجلة السياحة من جديد، لتعود فلسطين وبيت لحم لسابق عهدها قبلة للحجاج والسياح من مختلف دول العام".

وبينت أن "السياحة تشكل نافذة فلسطين على العالم، نعطي من خلالها الصورة الحقيقية الجميلة عن فلسطين وشعبها، ورغم كل الألم والمعاناة نتيجة استمرار الاحتلال، إلا أننا قادرون على توفير كل سبل الأمن والأمان، وحسن الاستقبال وكرم الضيافة، لكل الضيوف والسياح والزوار من كل بقاع العالم".

بدوره، قال رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا: "حِقب تاريخية مختلفة عاشتها بيت لحم، زاخرة بالأحداث والتحديات والإنجازات، عاش خلالها أبناء المدينة في وئام وسطَ ‏مناخ فكري وسياسي واجتماعي نشط، ليؤلّفوا الحارات السبع التي تُحيط بكنيسة المهد، وتعكس النسيج الاجتماعي للمدينة، وتحافظ على اللُحمة القائمة بينَ السكّان، التي تُعتبر النواة الأولى لبلدية بيت لحم".

وأضاف "أن المجلس شكل حالة مهمة في التاريخ البيتلحمي ونقطة الانطلاق نحو التمثيل الرسمي لأبناء المدينة، فكان ميخائيل أبو سعادة أوّل رئيس لمجلس الاختيارية، ويضمّ بين أعضائه ممثّلا عن كل حارة من الحارات السبع، ومع التطورات السياسية والاجتماعية التي حصلت فيما بعد، أصبح المجلس يضمُّ بينَ أعضائه جميع شرائح المجتمع البيتلحمي الذين سكنوا المدينة وأصبحوا جزءاً أساسياً من مكوِّنِها".

وأشار إلى أن "بلدية بيت لحم تميزت بالبُعد العالمي، لذلك سَعتَ إلى تعزيز الحضور الديني والسياسي والاجتماعي والثقافي للمدينة من خلال علاقاتها مع المدن المتوأمة، فنقلت رسالة المدينة، وصوتَ شعبنا الفلسطيني إلى كافة أنحاء العالم، فيما شكّلت هذه العلاقات رمزاً لِلتضامُنِ الروحِي والمعنَوي والمَادِّي مع بيت لحم، وكانت أوّل اتفاقية توأمة توقّعها المدينةُ مع مدينةِ فلورنسا في إيطاليا عامَ 1962، في حقبةِ رئيسِ البلدية آنذاك المرحوم أيوب مسلم مع رئيس بلدية فلورنسا السابِق المرحوم جورجيو لابيرا".

وقال "إن بيت لحم أُختيرَت لتكون عاصمة الثقافة العربية 2020، الأمر الذي سلّط الضوء على الثقافة العريقة التي تتميّز بها بيت لحم بشكل خاص وفلسطين بشكل عام، فيما نظّمت البلدية بالتعاون مع جميع الجهات ذات العلاقة فعاليات مختلفة أبرزت الدور الثقافي لمدينة السلام".

وأضاف حنانيا "أن المجالس البلدية عملت على ترسيخ نهضة شاملة وتنفيذ مشاريع البُنى التحتية الحيوية التي تُساهم في تحسين حياة المواطنين وإحداث التنمية، رغمِ الصعوبات المادية التي تعاني منها بلدية بيت لحم منذ فترة طويلة".

وأشار إلى أنّ "بيت لحم غنية بتراثها الديني والتاريخي، كما بالأحداث الجِسام على مرّ تاريخها منذ القِدَم، ويكفيها فخراً أن تكون مهد السيد المسيح وموطن الملوك والعظماء، وكإبنٍ لهذه المدينة لا أجد في العالم ما هو أفضل منها، لا سماءً أصفى من سمائها ولا قمراً أجملُ تكوينٍ من قمرها، ولا جمالاً أبهى من جمالها".

وأعرب حنانيا عن شكره للرئيس محمود عباس على رعايته لهذا الحفل، وللوزيرة معايعة على جهودها ومساندتها الدائمة.