تراجع نتنياهـو ... بقـوة الفعـل الفلسطيني أم بتسارع الأمريكان والناتو لتغيير الاتجـاه
تاريخ النشر : 2013-11-14 14:14

تراجع نتنياهو عن إقامة وحدات استيطانية تـم اعتماد مخططاتها ... كان خبراً لعلـه الأول من نوعـه منذ إقامة أول بؤرة للاستيطان على الأرض الفلسطينية تمهيداً لإنشاء الكيان الصهيوني بالدعم والتبني من المستعمرين الأنجلوساكسون ... فما الذي دفع نتنياهو ومن يتحالف معه من غـلاة المستوطنين لمثل هـذا الإجراء غير المتوقع والذي لم يكن ليتم إلا تحت ظروف قاهرة ، وما هي دلالات هذا التراجع ؟؟؟

هل كان هذا التراجع من نتنياهو نتيجة تهديدات عرف متى وكيف يطلقها الرئيس الفلسطيني ؟؟؟ أم كـان نتيجة التسارع في حركة الأمريكان والناتو لإنجاز ما سبق أن اعتمدوه من إجراءات لتغيير الاتجاه في رؤيتهم للتهديدات المستجدة لحضارتهم المزعومة ... إجراءات كان من ضمنهـا سياسة وجـود لأمريكا والناتو في شـرق أوسط بدون إسرائيل [ الدور والوظيفة ] وهو ما أثار الرعب في قلوب المستثمرين لهذا الكيان بعد صيحة كيسنجر الشهيرة بأن إسرائيل لن تكون موجودة بعـد العام 2022 [ وجود على خريطة صناعة القرار لأمريكا والناتو ] فتنادوا وجمعوا أدواتهم وعملائهم وتحالفوا مع المتشوقين للسلطة بأي ثمن في بلادنا العربية وجاؤونـا بما أسموه بالربيع العربي ليشعلوا الحرائق والدمار في بلادنا العربية في محاولة لقطع الطريق على التوجه الجديد لأمريكا والناتو في مواجهة القوة الصاعدة للصين والهند ، والقوة المستعادة لروسيا ... وهي القوى التي وصفوها بالتهديد المستجد !!!

من المؤكد أن المقاومة الصلبة لنشامى العراق وفي أقل من ست سنوات مرّغت في التراب جبروت القوة والغطرسة الأمريكية وألحقوا بها من الخسائر التي فرضت عليهم قرارهم بتغيير الاتجاه وانتقالهم من معاداة الإسلام باسـم الحرب على الإرهاب للتحالف مع بعض المتلبسين بهذا الإسلام لمواجهة الصين وروسيا والهند والممتدون على كامل حدود القوس الشرق لبلاد المسلمين كونهم المهددون الجدد لهذه الحضارة !!!

ومن المؤكد أن التعثّر الذي اصطدم به أبطال الحريق المسمى زوراً بالربيع العربي في سوريا واليمن على مدار السنوات الماضية ، وضربة المصريين الصاعقة لأبطاله في حزيران / يونيو الماضي لم يفقدهم التوازن فقط بل أرسلهم في غيبوبة للوعي جعلتهم يتصرفون في كل دقيقة تصرفاً يتناقض مع تصرفات الدقيقة التي سبقتها وتصرفات الدقيقة التي تتبعها !!!

ومن المؤكد أيضاً أن صمود الفلسطينيين وقدرتهم على السير بثوابتهم وبرنامجهم المرحلي بين كل حقول الألغام المنشورة بينهم وحولهم هو الذي أتاح لهم البقاء حتى هذه اللحظة ... لحظة مراكمة الإنجازات في ظل الصراع بين القوى الكبرى في هذا العالم وتعدد الأقطاب فيه ... إنجازات لم يستطيعوا تحقيق مثلها في أيام القطب الواحد في غياب التعـدد !!!

ولكن من المؤكد أيضاً بأن أهم الدلالات لهذا التراجع هي أننا قادمون فعـلاً إلى شـرق أوسط لأمريكا والناتو يغيب فيه الدور والوظيفة للكيان الصهيوني ... شرق أوسط يتحول فيه هذا الكيان بغياب دوره ووظيفته إلى مجرد حارة لليهود وإن كانت كبيرة بعض الشيء ولكنها إلى اندثار ... حـارة بأيديهم أقاموا سورها حولها ... هذا السور الذي سينقل الفلسطينييون ركامه ليبنون به ميناء غزة ، فالتاريخ لم يترك لنا أثراً يفيد بأن سوراً استطاع أن يحمي حارة من الإندثار !!!

دعـاء :

اللهـم مكّن ليبرمان من رئاسة وزراء الكيان الصهيوني ، ومكّن الصهيوني المتطرف جيرمون سالمون ( أبوحجر ) من وزارة الخارجية لهذا الكيان ... اللهم مكنهـم في الأيام القليلة القادمة فإنهم خير البغال وأقدرها على جلب المزيد من المؤيدين لحقوقنا ، وعلى حمل أثقالنا في طريق عودتنا إلى القدس ... وإلى كامل التراب الفلسطيني ، مكنهم فهم خير البغال لجعل حل الدولتين ... الخطوة ما قبل الأخيرة للدولة الواحدة ... دولة البيان الأول لثورة الفاتح من يناير 1965