القدس تحتاج إلي مواقف جادة من كافة الأطراف
تاريخ النشر : 2014-11-01 23:40

لا يخفي علي احد في العالم العربي والإسلامي الخطة الصهيونية القديمة الجديدة التي تسعي منذ بداية المشروع الصهيوني في المنطقة إلي تهويد مدينة القدس ومحو التراث الإسلامي و المسيحي فيها , بهدف خلق حقائق جديدة علي الأرض , من خلال مصادرة الأراضي وهدم المنازل العربية والاستيلاء علي العقارات والمباني داخل أسوار مدينة القدس من اجل تفريغ القدس من الجماهير العربية , لكي تخرج مدينة القدس من أي مفاوضات سلام مقبلة باعتبار إن القدس أصبحت مدينة يهودية خالصة !! .

إن الاستيطان الإسرائيلي في القدس يأخذ الشكل الديني التوراتي التي تقوم به وتدعمه كافة الأحزاب اليهودية الدينية المتطرفة بالإضافة إلي الحكومة الإسرائيلية ، كون القدس تشكل أحد أهم المدن في العقيدة اليهودية كما يزعمون , لذلك نحد أن الاستيطان في القدس يشكل أهمية كبري لدي المؤسسة الرسمية والأحزاب الدينية المتطرفة .

فالاستيطان في القدس قد انشر بشكل كبير جدا وتوسع بعد تولي حزب الليكود اليميني برئاسة مناحيم بيجن زمام الحكم لأول مرة في إسرائيل بعد الانتخابات العامة عام 1977 , نظرا لان حزب الليكود يتبني نظرية الاستيطان الديني التي تقوم علي أساس توسع الاستيطان في المدن والمناطق ذات الأهمية الدينية مثل مدينة القدس والخليل , عكس نظرية حزب العمل التي كانت تقوم علي أساس نظرية الاستيطان الأمني والسياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة , مما يعني أن الهجمة الصهيونية الشرسة علي القدس والمقدسات ليست جديدة بل هي قديمة قدم المشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة , والتي تستغل الآن انشغال العرب والمسلمين بالقضايا الداخلية والحرب علي الإرهاب وظاهرة التطرف في المنطقة , من اجل تغير الحقائق ومحو التراث الإسلامي والمسيحي في القدس وتقسيم الصلاة في المسجد الأقصى المبارك كما فعلت مع المسجد الإبراهيمي في الخليل .

إن الهجمة الصهيونية الشرسة علي القدس والمقدسات تتطلب مواقف جادة من كافة الأطراف من اجل التصدي و الوقوف في وجه هذه الهجمة ودعم صمود المواطن الفلسطيني في القدس .

إن الوضع الخطير في القدس الآن بات يتطلب مواقف سياسية ودبلوماسية من كل الأطراف العربية والإسلامية والدولية للحفاظ علي القدس والمقدسات و هذا الوضع يتطلب من منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية موقف حازم علي المستوي الرسمي والشعبي , ويتطلب من الأردن باعتبارها صاحبة الولاية الدينية علي القدس موقف حازم في وجه هذه الإجراءات , ويتطلب موقف من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة , منظمة اليونسكو موقف قوي وحازم للحفاظ علي التراث الإنساني والحضاري والإسلامي في القدس باعتبارها مدينة إسلامية وعربية ذات بعد تراثي وحضاري يجب الحفاظ عليه ودعمه في مواجهة السياسة والإجراءات الإسرائيلية الغير قانونية والتي تستهدف تهويد القدس ومحو التراث العربي والإسلامي والمسيحي منها .