لماذا لا تكون القدس عاصمة لدولتين؟
تاريخ النشر : 2014-11-01 20:53

الكل يعلم بأن القدس احتلت في عام 67 ، وحتى هذه اللحظة هي مدينة محتلة بنظر الدول المنضوية تحت الأمم المتحدة ، ولا يوجد بمدينة القدس أي سفارة ، وهذا يعنى أن القدس لم يُعترف بها كعاصمة لدولة الاحتلال، مع أن أمريكا تحاول بين الفينة والأخرى أن تفتح لها سفارة في مدينة القدس ، لكن رؤساءها يؤجلون الموضوع بحجة الأمن القومي الأمريكي.

تسعى دولة الاحتلال ومنذ وجودها أن تُبقى القدس بشطريها عاصمة لدولة إسرائيل، ولكن مسعاها يجابه بردود سياسية على الأرض، أي أن القدس في القانون الدولي مدينة محتلة ، وتسري عليها قرارات الشرعية الدولية ، وأذكر قرار مجلس الأمن رقم 298 في عام 1971 والذي نص على عدم جواز احتلال الأراضي بالقوة العسكرية ويشير إلى عدم احترام إسرائيل للقرارات المبينة سابقا كقرار رقم 252 لعام 1968 والكثير من القرارات ، وبالتالي لن تكون عاصمة لدولة الاحتلال.

فلماذا لا تكون القدس عاصمة لدولتين ؟ أي القدس الغربية عاصمة لدولة إسرائيل ، والشرقية عاصمة لدولة فلسطين ، والأماكن المقدسة ستكون مصانة ، وسيتمكن اليهود والمسيحيون والمسلمون من الوصول إلى أماكن عبادتهم بكل سهولة عبر ترتيبات أمنية.

تسعى إسرائيل لتهويد المدينة بسرعة عبر التخلص من سكانها العرب ، ليصبحوا أقلية ، ومن هذا المنطلق تتسارع وتيرة الاستيطان في المدينة المحتلة ، ليتغلب عدد اليهود على العرب وتصبح مدينة ذات أغلبية يهودية ، ولهذا إسرائيل تتهرب من مفاوضات تتحدث عن القدس ، وتؤجلها بحجج أن وضعها صعب ويحتاج إلى مزيد من المحادثات.

الكل يدرك ما تتعرض له المدينة من اقتحامات يومية من قبل المستوطنين ، لاستفزاز الفلسطينيين وإشعال نار الغضب في الشارع الفلسطيني ، لكي تبقى إسرائيل مسيطرة على المدينة من كل النواحي، وبهذا إسرائيل تحاول جر الفلسطينيين إلى حرب دينية ، ستكون لها عواقب وخيمة.

إذا كان الإسرائيليون يريدون السلام ، فلتكون القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين ، وحينها سيعم السلام بين دولتين ، خاضتا حروبا كثيرة وأزهقت أرواحا من كلا الطرفين .

القدس مدينة مقدسة لكل الأديان ، ولن تبقى هكذا تحت احتلال يُعذّب سكانها العرب ، الذين يعانون يوميا من اعتداءات مستمرة بحق أملاكهم وممتلكاتهم .

فإسرائيل اليوم ماضية على مقولة بن غوريون " أنه لا معنى لإسرائيل بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل". ونحن الفلسطينيين لن نتنازل عن القدس الشرقية كعاصمة لنا.