الانتفاضة الثالثة
تاريخ النشر : 2014-11-01 20:04

 الانتفاضة الثالثة، انتفاضة العمل الخاص، والتمرد على الذات، في ظل تسارع العدوان والاعتداء واستباحة مقدساتنا الإسلامية وخاصة المسجد الاقصى، وفي ظل تخاذل الفصائل الفلسطينية عن تحضير اليه للدفاع عن المقدسات والتصدي للهجمات الشرسة من جيش الاحتلال ومستوطنيه وغيابهم عن ميدان المعركة الحقيقية وانشغالهم بالأزمات الداخلية، نشهد هناك ثورة جديده وتمرد من نوع خاص فهناك تحول في فكر الشباب الفلسطيني للتمرد على كل ما تم التخطيط له بدأ من التمرد على الذات والخروج من ثوب التبعية الفصائلية الى الكل الفلسطيني وهنا اجمل واروع انواع التحول بان تتمرد على نهج فصائلي مترهل يضر اكثر من ان ينفع في ظل ما نشهده في الايام الحالية.

استوقفني عدة مشاهد لإعمال فدائية خاصه وبمجهود خاص بدءاً من خطف المستوطنين الثلاثة في خليل الرحمن رغم تبني حماس للعملية الا انها وباعتراف العديد من قياداتهم كانت بجهد شخصي من المنفذين مرورا بعمليه الشلودي انتهاء بعملية الشهيد معتز حجازي، وهي من اخطر العمليات التي تم تنفيذها طوال الاعوام السابقة بعد مقتل وزير السياحة الاسرائيلي الاسبق رحبعام زئيفي، وربما لعملية الحجازي تفوق لفردية التخطيط والجاهزية والتنفيذ، زمانيا ومكانيا .

على ما يبدو ان المرحلة المقبلة ستشهد اكثر من عمليه مماثله لهذه الضربات وربما في عمق الكيان الاسرائيلي بما لا نتوقعه او يخطر على بال أي منا كفلسطينيين او على بال الطرف الاخر الإسرائيليين .

ان الجيل المقبل متمرد على ذاته معبأ منسلخا عن اية تنظيمات بتأثيراتها الفكرية والعقائدية، و لا ننسى ان الشاب الفلسطيني اليوم يدرك ضعف المحتل مهما بلغت قوته بعد الحروب الأخيرة من لبنان الى غزه ، وبات بإيمان كل من الشباب بانه قادر على ان يكون حجازي وابو عيشه والقواسمي والشلودي وهذا اخطر انواع الايمان والذي سعى العدو الى تفريغنا من محتواه منذ بداية القضية.

فمن ظن ان الانسان الفلسطيني مهزوم من داخله فهو واهم، هو مهزوم بثقة من قادوا له السفينة موهمين الجميع بالرسو في مرسى الاستقلال والامان، ان هزيمة الانسان الفلسطيني لا يمكن ان ينال منها، لعقائديته الفطرية بالوجود والاستمرار على هذه الارض، فاطمأنوا يا كل الاحرار بان القادم سيغير المعادلة وموازين التوزيع الجغرافي والديموغرافي للمنطقة رغم ان السبب هو عمليات وضربات شخصيه وهذا ما يخشاه العدو اكثر من أي وقت مضى وذلك لصعوبة وربما استحالة التنبؤ او التجسس على من يباشر في مثل هذه العمليات.

اذاً هي الانتفاضة الثالثة انتفاضة العمل الخاص والتمرد على الذات.

واخيراً، وقبل ان انهي المقال سمعت خبر يقول: شاب فلسطيني من القدس المحتلة رفض ان يلتقط الصورة الشخصية للهوية الاسرائيلية الزرقاء التي يحملها المقدسيون تحت سياسة الأمر الواقع الا لو سمح له بارتداء الكوفية الفلسطيني.

وهنا المعني الحقيقي للانتماء والاصرار الوطني.

فلسطين لسه بخير فاطمئنوا.