جوازنـــا...خــامس أسوء جواز بالعــالم!!!
تاريخ النشر : 2013-10-06 11:22

بموجب إتفاق اوسلو الموقع عام 1993 حصل بعض أبناء شعب فلسطين على جواز سفر فلسطيني أسوة بكل شعوب العالم التي تحمل جواز سفر دولهـــا ...بموجب هذا الإتفاق الذي عارضه جزء كبير من أبناء شعبنا أصبح للفلسطيني جواز سفر كباقي شعوب العالم .

بالطبع حمل الجواز الفلسطيني معارضي الإتفاق كما حمله مؤيدي الإتفاق ممن ينطبق عليهم القانون الذي يسمح بحمــل الجواز .

كنا نأمل أن يتعزز دور الجواز الفلسطيني فيصبح هوية ووسيلة سفر لكل الفلسطينين بالعالم .

دبلوماسيا" تم الاعتراف بالجواز الفلسطيني من قبل العديد من الدول في العالم وبقيت بعض الدول لا تعترف بـــه وكان من المفارقة العجيبة بان الجواز الفلسطيني غير معترف به لدى بعض الدول العربية على خلفية الموقف السياسي من اتفاق أوسلو فبعض من عارض الإتفاق السياسي رفض الإعتراف بالجواز الصــادر بموجب الإتفاق وقد تسبب عدم الاعتراف بالجواز لدى بعض الدول العربية بذلك الوقت بمصاعب كبيرة حالت دون حرية حركة الفلسطيني وتواصله مع أقاربه وسهولة حصوله على فرص عمــل .

ومع ذلك فلقد شكل الإعتراف الأسرائيلي بجواز السفر الفلسطيني جزء أساس من عملية الإعتراف بالجواز عالميا".

إعترف من أعترف ..وحمل الجواز من حمل ...ومع ذلك بقي الجواز الفلسطيني لا يلبي طموح المواطن الفلسطيني فحاول البعض الحصول على جنسية اخرى من خلال الهجرة واللجوء السياسي والبعض الأخر سعى للحصول على جواز سفر أخر وبقي البعض يعاني الأمرين بفعل عدم قدرته للحصول على الجواز الفلسطيني .

بالنسبة لي يحق للجميع أن يبحث عن أسهل وسيلة تضمن له حرية الحركة بأقصى مقدار ممكن من السهولة واليسر ..فأنا لا أعتقد بأن إنتماء الفلسطيني مرتبط بجواز سفره ...الفلسطيني هو الفلسطيني وبغض النظر عن جواز السفر الذي يحمـــله .

ولكن بالمقابل كان على منظمة التحرير الفلسطينية وعلى السلطة الوطنية الفلسطينية أن تعمل بكل جد واخلاص لجعل هذا الجواز الفلسطيني وسيلة من وسائل صمود الإنسان الفلسطيني وتمسكه بهويته ...كان على القيادة الفلسطينية أن تسعى لجعل هذا الجواز محترم ومقدر بكل انحاء العالم ...كان على الدبلوماسية الفلسطينية أن تسعى لاعتبار هذا الجواز عنوان حقيقي للاعتراف بهويتنـــا الوطنية بحيث يكون الاعتراف به وإحترامـــه جزء من دعم فلسطين وقضيتها العادلة .

نحن بحاجه الى ان نسعى لدى كل دول العالم لتحسين مستوى التعاطي مع الجواز الفلسطيني باعتباره هويه ووجود وتحدي سياسي كبير فنحن نمتلك جواز سفر ولا نمتلك دولة ...ونحن نمتلك جواز سفر ولا نمتلك عضوية كاملة في الأمم المتحدة وبالتالي جوازنا جزء من هويتنا ووجودنا .

الجواز الفلسطيني جزء هـــام من هويتنا وتعزيز حضوره وأحترامـــه واجب وعلى الجميع ان يتكاتف للعمل من اجله ..السلطة والمنظمة والقيادة والخارجية والداخلية وأجهزة الامن جميعها عليها ان تتعاون ليكون لهذا الجواز حضوره الائق.

بالمقابل وطنيا" يجب أن نعزل جواز السفر عن الخلاف السياسي القائم والانقســـام الحاصل ...وطنيا" يجب ان لا نسمح ولا نقبل باستغلال جواز السفر الفلسطيني لتحقيق مصالح تنظيم مـــا وهنا وبشكل واضح أقول بان حماس أحدى أبرز أسباب تدهور مكانة الجواز الفلسطيني بالعالم ... داخلية الانقلاب التابعه لحماس قامت بطباعة جوازات سفر لتسهيل حركة ومرور مجموعات من منتسبي حمـــاس وهذا الفعل الحمساوي البائس حصل في زمن وزير داخلية حمـــاس سعيد صيام وما زالت المحاولات مستمرة وهذا وللإسف استغلال بائس وغير مقبول للانقلاب ...خاصه أن علاقات حماس القوية والمتجدده بايران ودورها بدعم الإخوان المسلمين في مصر أساء للاسف لكل ما هو فلسطيني و بكل أسف عندما أبحث في أسباب أي تدهور فلسطيني أجد بالضرورة دور حمساوي هنا او هناك ...كان من الاولى لحماس أن تٌبقى الجواز الفلسطيني خاضعا" فقط للشرعية الفلسطينية وأن تتجنب استغلال الانقلاب لتزوير جوازات على اعتبار أن هذا سيؤثر حتما على مكانة الجواز الفلسطيني لدى القريب والبعيد ..وبوضوح أقول بأنني لا أقبل إستغلال حماس أو غيرها لجواز السفر الفلسطيني لأي عمل يمس بالأمن لدى أي من الدول .

الجواز الفلسطيني ليس وسيلة لتسهيل اعمال التخريب في أي دولة وإنما هو وسيلة للتعبير عن هويتنا الوطنية ووسيلة للاعتراف بنا كباقي شعوب العالم ووسيلة لتسهيل عبور ومرور وتنقل أبناء شعبنا بما يخفف من معاناة هذا الشعب الناجمـــة عن إحتلال أرضه .

لا اريد أن يتحول الموضوع لانتقاد ولوم حمـــاس فالجميع وكما أرى يجب ان يرتقي بدوره من اجل منح جواز السفر الفلسطيني أكبر مقدار ممكن من المصداقية ..

أجهزة الامن الفلسطيني عليها ان تعزز من دورها لضمان عدم استغلال هذا الجواز باي عمل منافي للقانون لدى الدول بما يضمن احترام الجواز وتعزيز مكانته ..وزارة الخارجية عليها ان تتابع موضوع الاعتراف بالجواز وتسهل الفيز للمرور للدول ..والممثليات كالسفارات والقنصليات عليها الاهتمام بأي ملاحظة تبديها أي دولة للحفاظ على قيمة هذا الجواز وتعزيز إحترامه ..وبالطبع كل هذا في إطار دعم كبير من القيادة السياسية التي عليها ان تدعم الجواز الفلسطيني من خلال دعم الاعتراف به وإحترامه .

هناك عدة عناوين هامه لتعزيز من إحترام الجواز الفلسطيني منها جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحده وحتى الكنيست الإسرائيلي أماكن يجب أن يثار فيها موضوع جواز السفر الفلسطيني ليكون لهذا الجواز حضوره في معركتنا من اجل الحرية والاستقلال ولنعيش كباقي شعوب الأرض بسلام وأمن ونتحرك بأقصى مقدار ممكن من الاحترام والحرية فنحن شعب يستحق الحياة بكرامة وتحت الشمس لا في أنفاق العار والموت والتهريب التي يحاول بعض أنصار الظلام فرضها علينا .

أخيرا" ...

أن يصدر الجواز الفلسطيني ويتم الاعتراف به ..فإن ذلك إنتصار .

وأن يكون الجواز الفلسطيني خامس أسوء جواز بالعالم ...فتلك هزيمـــة ويجب العمل على تجاوزها ..علي الجميع ان يتكاتف للإرتقاء بواقع الجواز الفلسطيني عربيا" ودوليا بما يساهم في تعزيز هويتنا وتسهيل حياتنـــا .