قضية واحدة وان تعددت العناوين
تاريخ النشر : 2013-10-03 12:48

وزارة الاعلام مشكورة وعلى رأسها الاخ والصديق العزيز الدكتور محمود خليفة، عقدت يوم امس الثلاثاء ندوة نوعية جدا، حول مخطط برافر –سرعان ما يتحول الى قانون عبر الكنيست الاسرائيلي «الذي يهدف الى تهجير والتطهير العرقي لأهلنا في النقب من ارضهم التي سكنوها لآلاف السنين، ومن قراهم ومدنهم ومضارب خيامهم وبيئتهم الفلسطينية الاولى، وتجميعهم في مساحة واحد بالمئة فقط من مساحة وطنهم الاصلي الذي هو النقب.

كان الحضور محدودا قياسا الى اهمية وخطورة الموضوع، ولكنه كان نوعيا على كل حال ،وهذا ما يقلل من مستوى الالم، فقد شارك في الندوة عضو من اللجنة المركزية لحركة فتح الذي اتيح له قبل ايام ان يزور النقب ويقوم بجولة فيه، كما حضر عضو اللجنة التنفيذية الدؤوب عبد الرحيم ملوح وهو نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعدد لا بأس به من الكوادر الرئيسيين بالاضافة الى عدد من السفراء والدبلوماسيين من الدول العربية والاجنبية.

ولكن اساس الندوة كان الاستماع الى صوت النقب نفسه، الى أهلنا هناك تحدث نيابة عنهم ثلاثة من اقوى المدافعين عن حقوق عرب النقب الفلسطينيين وهم الدكتور ثابت ابو راس والاخ عطية الاعصم، والاخت الناشطة النسائية المعروفة في النقب حنان الصانع ولقد وضعوا الحضور بصورة دقيقة وثرية لأصل هذا المخطط الخبيث، مخطط برافر واهدافه بعيدة المدى المعلنة والباطنة على حد سواء! حيث يهدف هذا المخطط في نهاية المطاف الى جعل اسرائيل دولة يهودية خالية تماما من اهلها الاصليين الفلسطينيين، وذلك من خلال الاستمرار والتصعيد في تهويد الارض، وطمس ذاكرتها التاريخية، وتغيير معالمها، وتجميع الفلسطينين في نقاط ازدحام بعد تجريدهم من ارضهم مصدر الحياة، لتصبح الحياة بعد ذلك شبه مستحيلة ان لم تكن مستحيلة بالمطلق! ويكفي للدلالة على ذلك هذا المثل الصارخ في التدخل لخفض نسبة النمو «التكاثر» الطبيعية للفلسطينيين وأهل النقب على وجه الخصوص، حيث يشترط القانون الاسرائيلي لانشاء اسرة فلسطينية جديدة ان يتوفر بيت لهذه الاسرة الجديدة، وحيث ان التصريح ببناء البيت هو في يد الحكومة الاسرائيلية فان هذا التصريح لا يأتي، وان بنى أحدهم بيتا في أرضه فان حكومة اسرائيل تهدمه بحجة انه بناء غير شرعي! بل لقد تعمدت اسرائيل عندما قامت على اشلاء فلسطين في عام 1948 الا تسجل عشرات من القرى البدوية الفلسطينية التي كانت موجودة من عشرات السنين! وعندما تقوم بممارسة اي اجراء عنصري ضد أهل هذه القرى، فانها تفعل ذلك من باب ان هذه القرى ليست مثبتة في السجلات! كما توجد دائما الذريعة العجيبة ذريعة المنطقة العسكرية حيث يأتي الجيش الاسرائيلي ليضع امام اي قرية من القرى في النقب علامة تقول «منطقة عسكرية ممنوع التجول» وسرعان ما يجد أهل هذه القرية الموجودة قبل وجود دولة اسرائيل نفسها انفسهم في وضع غير قانوني ومخالف وهكذا دواليك.

مخطط برافر مثله مثل قانون تامير وقوانين املاك الغائبين كلها تنطلق من جذر غير شرعي، جذر القوة الغاشمة، وبالتالي لا معنى لأية جهود تبذل في سبيل اظهار عدم شرعيتها، ذلك ان فعل الاحتلال اصلا غير شرعي! ولماذا نعجب من الذي تفعله اسرائيل في النقب؟

ألا تقوم جرافات الاحتلال بالضفة بسرقة أرض الفلسطينيين فتبني عليها مستوطنة وبعد ذلك بأيام نسمع أحد هؤلاء المستوطنين يشتكي من ان صوت الأذان يزعجه؟

ما يجري في النقب وما يجري في القدس والضفة والقطاع والجليل والمثلث كله ينطلق من حقيقة واحدة، وهي ان هناك قضية واحدة اسمها القضية الفلسطينية ربما يكون لها عناوين كثيرة وفروع كثيرة ولكنها في الاساس قضية واحدة، ولا يجب التعامل معها والخوض في غمارها الا على هذا الاساس لأنها قضية واحدة.