لماذا ؟!
تاريخ النشر : 2022-08-19 08:48

ركام هائل من الفقر والبؤس والشقاء، يقابلها إنعدام الخدمات بأبسط صورها ومفرداتها، وعندما يصير الخراب والدمار عادة يومية حتى يموت الإندهاش مما يجري، فهل يبقى من ذلك الوجع بالوطن الفلسطيني غير الإنتظار؟

فالفلسطيني في هذا الوطن لا يزال يعاني ويعاني ويعاني من نقص مهول في خدمات الكهرباء والمياه والمحروقات والغذاء والدواء؟؟!! فلماذا يموت فلذات أكبادنا في المستشفيات القذرة بسبب نقص العقاقير والأدوية وعدم توفر المعدات التقنية الطبية المتقدمة؟ ولماذا لا توجد مدارس ورياض أطفال رصينة ومهنية؟

ولماذا لا توجد مكتبات ومختبرات وتقنيات لطلابنا وطالباتنا وشبابنا؟ فكل مدارس وطننا الفلسطيني الحالية لا ترقى حتى لأبسط مدرسة في دول أقل منا تقدماً؟ ولماذا يقف الفلسطيني طابور أمام المخابز ومراكز التموين؟ ولماذا يعاني الفلسطيني ويذبح من الوريد الى الوريد عن طريق مسؤوليه؟ ولماذا يدفع الفلسطيني خاواااات لإكمال معاملاته الإجتماعية والقانونية؟ ولماذا تضطر أمهاتنا وآباءنا إلى إفتراش الأرصفة والأسواق للبحث عن لقمة خبز تطعم أفواه أيتامهم الجائعة؟ ولماذا كل سياسي نكره وإمعة يصبح بين ليلة وضحاها مليونيرا ومليارديرا يتحكم بأرزاق العباد وبمستقبل البلاد، وهو لم يكن يملك فلسا واحدا في جيبه قبل صعوده لهذا الكرسي أو ذاك؟؟ إذا لماذا لا يكون وطننا الفلسطيني بلدا جميلا مشرقا ومزدهرا زراعيا وصناعيا وتجاريا على أعلى المستويات ونحن نملك أجود تربة على وجه البسيطة؟؟ ولماذا تخترق الحناجر كالسكاكين الصدئة؟!!!فهناك ألف ألف لماذا؟؟؟

فنحن بحاجة إلى عشرات الآلاف من المدارس الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية والثانوية، بأبنية ومعدات تليق ببلد نقول أنه قدم التضحيات تلو التضحيات، ألا ترانا نستحق مستشفيات على المستوى العالمي ليست واحدة وإثنان أو عشر أو مائة، بل يجب أن تكون كل مستشفياتنا بمستوى يليق بإنسانية الإنسان، أين معاهدنا التقنية الراقية؟ أين مختبراتنا العلمية؟ أين البحوث العلمية التي كانت الجامعات العالمية تتلهف عليها؟ أين علمائنا لا تقولوا أن الإحتلال أعدمهم وإنهم غادروا الوطن.

إن عملية البناء والتطوير والنماء أيها السادة المسؤولين، تحتاج الى عقول تفكر وتخطط وتنفذ وفق إستراتجية وأهداف مرسومة ومدروسة سلفاً، فتضع السقوف الزمنية لتنفيذ الخطط التي تؤدي بالنتيجة المرجوة الى الهدف.

آخر الكلام:

أيها السادة الكرام إنتبهوا إن الوطن الفلسطيني بات أرض بين الموت على يدي الجلاديين والموت تحت قوائم كراسي السلطة، فأفيقوا فما زالت هناك روح للثورة كامنة تحت رماد الجمر.