أوروبا تحكمها الصهيونية وخاصة ألمانيا ..!
تاريخ النشر : 2022-08-17 16:05

انتهت امس الثلاثاء 16 آب الجاري زيارة رسمية للرئيس الفلسطيني أبو مازن إلى المانيا، والتي اختتمت بمؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني، وقد جاء على لسان الرئيس/ أبو مازن في المؤتمر الصحفي مع المستشار الألماني في برلين.

(وصف إسرائيل بل هولوكست على الفلسطينيين، وأن إسرائيل قد ارتكبت منذ ١٩٤٧م إلى اليوم)(ارتكبت أكثر من 50 مجزرة بحق الفلسطينيين).

وقبل ذلك انزعج المستشار عندما وصف الرئيس أبو مازن الاحتلال الصهيوني بالأبارتهايد.

الأن وبعد ذلك تقوم وكالات الأنباء الألمانية بنقل ما قاله الرئيس الفلسطيني حرفيا، وتقف إلى جانب الصهاينة أي ترفض أن تصدق وترى الحقائق التي وردت على لسان الرئيس أبو مازن والتي تُوصِفُ ما جرى ويجري للفلسطينيين على يد العصابات الصهيونية وعلى يد كيانها العنصري الإستيطاني التوسعي من مجازر ومن سياسات التطهير العرقي التي فاقت في حدتها وآثارها (الهلوكوست) الألماني في حق اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية ..

هذه تعبير عن سياسة و ثقافة الكيل بمكيالين وانحراف البصر والبصيرة عن الحقائق لدى المانيا ودول الغرب عندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني وممارساته العنصرية والإرهابية والإجرامية في حق الشعب الفلسطيني .. ان التكفير عن عقدة الذنب التي تعاني منها أوروبا عامة والمانيا خاصة جراء ارتكابها لجرائم التطهير العرقي وبما فيها الهلوكوستا المرتكبة من قبل الدول والشعوب الأوروبية وخاصة الفاشية والنازية الألمانية .. لا تبيح لهم ولدولهم ونخبهم واعلامهم غض الطرف عن الإرهاب والإحتلال والإجرام والعنصرية وسياسات التطهير العرقي التي يمارسها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، أثناء وبعد إغتصاب وطنه وبمساعدة القوى الإستعمارية والفاشية الأوروبية وفي مقدمتها بريطانيا الدولة التي كانت منتدبة على فلسطين والتي اخذت على عاتقها تنفيذ عملية إغتصاب فلسطين من قبل المهاجرين اليهود من أوروبا أولا ومن باقي دول العالم ثانية وإقامة الكيان الصهيوني الغاصب على إقليم فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني وفرض سياسات الميز العنصري عليه.

إن استمرار سياسة الكيل بمكيالين ازاء مأساة الشعب الفلسطيني وما يرتكب في حقه منذ ما يزيد على خمسة سبعين عاما، يشجع كيان الإحتلال والفصل العنصري على الإستمرار في احتلاله واغتصابه للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة للشعب الفلسطيني، وهذا سيؤدي إلى تأجيج الصراع في فلسطين المحتلة والمنطقة، ولن تكون أوروبا فيه بعيدة عن الشرر المتطاير منه، وليتذكر سيادة المستشار الألماني أحداث عقد الستينات والسبعينات من القرن الماضي ليتعظ ويصحح نظرته وعدسات نظارته ليبصر الحقيقة كما هي في فلسطين المحتلة.

ليس من الأخلاق الإنسانية أن تعوض الضحية من قاتلها بجعلها قاتلة لضحية جديدة أخرى... كما يفعل اليوم الأوربيون وخاصة الألمان، فعقدة الهلوكوست لدى المانيا والغرب، لا تبرر مطلقا هذا الإنحياز إلى الصهيونية ومشاريعها القائمة على سياسات الفصل العنصري والتطهير العرقي واستمرار الإحتلال والتوسع والإستيطان واستمرار إنكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في وطنه وسلبه حريته وإرادته.

على العالم أجمع إن لم ينتصر للحق الفلسطيني وان لم يصغي للرئيس أبو مازن وإن لم يستوعب حقيقة ما يقوم به الكيان الصهيوني منذ النشأة وإلى الآن من ممارسات إرهابية تفوق في حدتها وأثرها ما قامت به النازية والفاشية ازاء يهود أوروبا من هليكوست وغيرها ... فإنها تدفع المنطقة إلى دورات من العنف لن تتوقف ولن تجدي معها سياسات الكيل بمكيالين.

إن الإنتصار لمبادئ حقوق الإنسان  يجب أن لا يتجزأ  فهو في أوروبا كما هو في الشرق الأوسط وفي فلسطين المحتلة خاصة.

إن سطوة الدعاية الصهيونية على قرار السلطات والنخب المتنفذة في أوروبا يظهر أن الحركة الصهيونية باتت ولازالت تتحكم في دولها وتفرض عليها غض النظر عن جرائمها في فلسطين.

ما عبر عنه الرئيس الفلسطيني في كلمته المقتضبة عن سياسات المجازر وسياسات التطهير العرقي الممارسة في حق فلسطين وشعبها يدركاها ويرها ويرصدها كافة المنصفين والشرفاء في أوروبا وخارجها.

على المانيا خاصة وأوروبا والغرب بصفة عامة أن يحترم حقوق الإنسان في فلسطين كما يحترمها في أوروبا والغرب نفسه، وأن يقلع عن سياسة الكيل بمكيالين واعتبار الكيان الصهيوني المارق فوق القانون وفوق الشرعية الدولية، ولن يقبل هذا الموقف من المانيا أو من أي دولة غربية أخرى .. على الغرب أن يدرك أن العالم يتغير ويسير بإتجاه نظام دولي جديد ستكون فيه سياسات الكيل بمكيالين من الماضي ومن مخلفات النظام الدولي الذي أفرزته الحرب العالمية الثانية.

هذا سيعطي فرصة للدول والشعوب الأوروبية خاصة أن تنعتق وتتحرر من هيمنة ونفوذ الصهيونية والماسونية العالمية المتحكمة في مواقفها ومصائرها.