منتجع النور منتجع سياحي جميل لكنه مطوقاً
تاريخ النشر : 2022-08-15 21:10

المسجد حينما نتخطى عتبته يوحي لنا أنه مسجدا، خشوع المصلين، ملابسهم، تصرفاتهم الوقورة دون لافتات توحي لنا بذلك ودون حكم ومواعظ كُتِبت على جدرانه.
منتجع النور السياحي في غزة يوحي لقارئ اللافتة المعلقة أنه مكان سياحي، لكن ما أن تصل المنتجع تصادفك لافتات مكانها جدران المسجد الخارجية وقائمة بالممنوعات.
أول لافتة تصادفك حجابك سر جمالك
ثاني لافتة صلاتك سر سعادتك
ممنوع السباحة للإناث.
تدفع مقابل دخولك المنتجع وحينما تصادفك هذه اللافتات تحدثك نفسك تراجع فورا واتجه لأقرب مسجد وتعلم أصول دينك من صلاة وحجاب وكل الممنوعات .
لست ضد الالتزام والصلاة والحجاب ولكن لكل مكان حديثه الخاص.
حينما تلجأ أي عائلة لمنتجع سياحي يناسب مدخولها المادي يكون بمفهومها أنها تذهب للسياحة دون قيود ،خاصة وأنها هاربة من كل القيود من كهرباء مقطوعة وأجواء حارة بمنزلها المسقوف الذي لا يدخله الهواء.
فلماذا نضع القيود أمام زائر المنتجع؟
لماذا تمنع الفتيات من السباحة؟ واذا اتفقنا أنه سفور وفجور لماذا لا يتم تخصيص مساحة خاصة للفتيات للسباحة؟ أو ساعة للرجال وأخرى للنساء؟
هل نحكم على الفتيات بالإعدام بسبب تجريم كل تصرف يقمن به؟
ومن أعطى الحق في السباحة للرجال فقط؟
يخطر ببالي تساؤل لماذا نفرض هذه الفروض ونؤدلج أنفسنا بهذا الإطار التحريمي بما أنك منتجع سياحي مستقل غير تابعا لحكومة إسلامية لو فرضنا وجود هذه الحكومة؟
لماذا نحاصر أفكارنا بالممنوع؟
أين يذهب رب العائلة بأسرته ومدخوله المادي لا يناسب الشاليهات المميزة بأسعارها المرتفعة ولا تناسب البسطاء؟
ماذا تركت للمساجد من لافتات إسلامية بما أنك زينت كل زاوية بمنتجعك بهذه اللافتات؟
هل الفتيات بحاجة لتذكيرهن بالحجاب بمنتجع سياحي؟
أعتقد كل فتاة باتت أدرى بحجابها وبكل الممنوعات والمحظورات وليست بحاجة لساعة ترفيهية تقضيها بتنقل نظرها بنصائح عن الحجاب والصلاة.
لا أتحدث بمنطق ساخر وفقط من باب التذكير نحن في غزة بحاجة لمساحة فرح خالية من الشروط والتحذير وكاميرات المراقبة.
وأعتقد كل رب أسرة خرج مع أسرته ومن ضمنها الفتيات قادر على التمييز بين الحلال والحرام ووجوب الصلاة.
كفانا سخرية بعقول الناس وكفانا أخذ دور الإصلاحي والناصح الأمين فلكل مكان ما يميزه.
وزع لافتاتك المنتشرة على جدران المنتجع على المساجد فمكانها هناك.
يجب الكف عن دور الناصح الأمين لأن السائح هارب من حصار غزة .
منتجع سياحي جميل ومساحات خضراء لا يجب تطويقه بالمحاذير.
واذكر لا أدعو إلى السفور إن كانت سباحة الفتيات وحريتهن الملتزمة سفوراَ، لكن المكان سياحياً ليس للنصيحة والهداية والدعوة إلى الصلاة .