رثاء العميد محمد صالح عياش
تاريخ النشر : 2022-08-09 19:35

من يتذكر الآن المدى
خطى اشتعال المفردات
كلماته اللاتي نُحِتنَ بكل جدران القلوب
كان حديثه يهب المكان قداسة
ويفضفض الأفلاك
أما اليوم
فالسفر الذي امتدت صحائفه انطوى
وكأنما نادته كي يمضي خطاه
فمضى إليها باسما صوب الردى
ثم جث ولم يقم
دخلته شوكة موته
وارتسم السكوت على فم الأشياء
في ظهيرة يومنا البائسة فجعنا الموت برحيل العميد محمد صالح عياش، بعد صراع مع ثمان جلطات جبانة لم تدعه إلى شرف النزال ولم تبادله التحدي، بل تكالبت عليه دفعة واحدة لتهزم جسده، وتنكسر أمام روحه التي اتقدت حية في كل روح.
مصاب جلل وفاجعة بحجم وطن، وفراغ كبير يلتهم كل المدارك والآفاق هذا ما فعله رحيل الفقيد.
وإذ الموت قدرنا المحتوم الذي لا مناص منه إلا أننا بالفطرة البشرية نضعف أمام هول المصاب وعظمة الفاجعة.
اليوم تتضاعف حسرتنا برحيل الفقيد أضعافا كثيرة لا لفداحة المصاب ولكن للتوقيت الذي اختارته يد الموت، إذ كانت تكفي لانهاك أرواحنا المنهكة المتعبة مأساتنا المعاشة في هذا الظرف الرث البئيس للوطن عامة، أما أن يحدث بالإضافة لذلك حدث جلل كرحيل العميد محمد صالح عياش فتلك والله كارثة لا طاقة لقلوبنا باحتمال أحزانها وآلامها

كان حياته عزاء شافيا يعصمنا من الغرق في مستنقعات اليأس المميتة، كان وجوده يحسسنا أن الدنيا لا تزال بخير وأن الأجمل ما لم نره بعد.
سيظل محمد صالح عياش حيا في قلوب كل محبيه حاضرا بمواقفه وعباراته ونبرات صوته المتفردة متجددا خلاقا نابضا بالحياة فروح مثل روحه حتى وإن أسلمت جسدها للموت إلا أنها تعتصم بسوار الخلود
الرحمة والخلود لروحه الطاهرة
والعزاء الخالص للوطن ولنا جميعا ولأهله وأقاربه وكل أصدقائه ومحبيه
وكذلك عزاؤنا الخالص ومواستنا الصادقة
لقبيلة آل عياش العريقة إرثا وتأريخا وذاكرة ومواقف ورجال ،أفراحا وأتراحا
فما أعظم أحزانها وأصعبها
جرح الكبار كبير مثل أنفسهم
يا للتفرد حتى في الجراحات