هي الحرب ... ولهذا حزنت !!
تاريخ النشر : 2022-08-07 22:15

هي الحرب إذن قد اندلعت مجددا في واحدة من أكثر بقاع الله بؤسا وفقرا وفسادا وتشرذما , وهي ليست حربا بالمعني التقليدي المتعارف عليه ، لأنها تقع بين خصمين غير متكافئين على الإطلاق عدة وعتادا أو بأي معنى من المعاني ، ولأن أطرافها كافة يدّعون الغلبة والنصر فيها فور انتهائها ويزعمون تحقيق أهدافهم كافة التي من أجلها خيضت !! .
ولأنها متكررة متلاحقة متتابعة كموج البحر منذ عقد ونصف ، لا تكاد تنتهي إلا لتبدأ من جديد ، ولأنها بلا هدف حقيقي واضح كبير سام مجمع عليه فقد أضحت عبثية لئيمة ظالمة لنا كشعب مصلوب مقهور وأشبه ما تكون بمعارك الوكلاء عن المُوكِليّن والمدافعين عن الدافعين ، وقودها ضحاياها الغافلون وهم كثر ممن لا حول لهم ولا قوة وبعض فاقدي البوصلة المغرر بهم والمغفلون ، هي إذن حروب الصبية الكبار ، الصخب الفاقع المدوي ، وهي تبحث في ثناياها عن هدوء لاحق ماكر داكن ساتر للقبح والفشل والتقصير لعين .!!
وحزنت لهذه الأسباب :
1- لأن جماهير شعبنا ومدنيينا العزل بلا استثناء تحولوا لأهداف مشروعة في مرمى نيران طائرات العدو ودباباته بعد أن تحولنا لما يشبه الجيش في نظر أنفسنا وفي نظر العالم الخارجي الظالم الذي يكيل بمكيالين !! .
2- لأن هزائمنا التكتيكية تعددت وتنوعت ولم يعد أحد يعترف بها من كثرة الآباء ولأنها لم تعد مجرد ضربات خفيفة لا تقصم ظهر شعبنا فتقويه !!.
3- لأننا لا نستطيع كفلسطينيين إيلام إسرائيل حقا أو هزيمتها عسكريا بل إعلاميا وإنسانيا وأخلاقيا فهذا هو المضمار الوحيد الذي نستطيع فيه التفوق ، البقاء والصمود وتحقيق الإنجازات ، اذا عرفنا بالطبع قواعد اللعبة وأتقنّا حقا اللعب وتوقفنا عن الإدعاء الفارغ بتحقيق توازن ردع أو رعب مع عدونا القومي المدجج الباطش الذي لا يعرف الرحمة أو العدل !!.
4- لأن من غادروا دنيانا غيلة وفقدوا حيواتهم الجميلة الغالية من شهداء شعبنا الكرام في هذه الحرب الأخيرة قد تحولوا كسابقيهم من الشهداء قبل أن تضع الحرب أوزارها أو تظهر نتائجها الى أرقام وأرصدة مضافة تصب في مصلحة من يزهون ويفاخرون بلا وعي أو شرف أو ضمير بجمع أكبر قدر من مفارش النعوش أو مقابض التوابيت !! .
5- لأن لا أحد من قيادات الصدفة والنحس الوطني الحاليين معني حقا بتمتين جبهتنا الداخلية وتحقيق الوحدة الوطنية التي أضحت حلما بعيد المنال بل بجمع الغنائم وتحقيق المصالح الشخصية وزيادة عدد المهللين ، المخدرين الهاتفين بلا وعي والأنصار !! .
6- لأنني لا أعيش في مجتمع مدني متحضر ، مجتمع واع ديمقراطي ، يكفل الحقوق ويضمن الحريات ، مجتمع أستطيع أن أكتب فيه كل ما يحلو لي وأن اقول للخاطف الظالم الجائر الفاسد أيا كان منصبه وإن كبر أو علا بصراحة تامة دون أن أتعرض لأي نوع من أنواع المساءلة أو العقاب أو الإنتقام : ( مل قليلا عن الشمس فظلك يحجبها عني !! ) .