باحثون وكتاب يتذمرون من ضعف دخلهم أو المردود المالي لكتاباتهم ومطبوعاتهم الابداعية والأدبية
تاريخ النشر : 2022-07-25 12:12

القاهرة: تذمر باحثون وكتاب، من ضعف مدخولاتهم او المردود المالي لكتاباتهم ومطبوعاتهم الابداعيه والبحثيه والادبيه.

 ويقول الكاتب والباحث الفلسطيني جهاد صالح الذي اصدر 38 مطبوعه في حديث لوكالة الانباء العمانيه ان ما نشره لم يعد عليه بالمردودالمالي وانه فقط توفرت له طبعة دراساته من دور النشر دون عائد.  

ويضيف بان القسم الاكبر من دور النشر هي المستفيد الوحيد من المطبوعات وان الكتاب والادباء لا يتقاضون مردودا عن كتاباتهم  

وقال، إن ضعف المردود المادي عن الكتابات والمنشورات لا يقتصر على فلسطين ولكنه يمتد الى الوطن العربي كله باستثناء بعض الجهاتالرسميه التي تمنح المكافاه للكاتب فيما دور النشر لا تدفع اي مبلغ مالي مقطوع ويقتصر دورها على تخصيص ما يقارب 50-100 كتاب اومطبوعه من الطبعه الواحده ويحق للكاتب التصرف بها وتبقى دار النشر هي المستفيد الوحيد وهو ما يشكل احباطا قويا للكتاب والباحثين .  

اما الكاتب والاديب الفلسطيني المتوكل طه والذي اصدر 54 مطبوعه فيقول لوكالتنا اننا ندفع من جيوبنا كلما اردنا ان نطبع كتابا ولا يوجدمنظومه كافيه وكامله تشكل واقع للكتاب .  

ويرى انه يجب ان يكون هناك دور نشر تتبنى اعمال المبدعين ثم تقوم هيئه للترجمه بدعمها باكثر من لغه ويكون هناك نظام للتفرغ والبحثوالجوائز ونظام لضمان كرامة المبدع.  

ويقول طه ان معظم الصيغ التي تشكل سندا للمبدعين وتفتح لهم نوافذ العوائد الماليه غير متوفره في العالم العربي الا من رحم ربي فيبعض الدول.  

وأكد، على ان الكتاب الفلسطينين في مقدمة المظلومين اللذين لا يستفيدون من ابداعاتهم فدور النشر تقتص هذه النتاجات الابداعيه وتقومبطباعتها وطرحها في الاسواق بدون منافسه ،٠فلا يوجد قوانين في العالم العربي تحفظ للكاتب حق الملكيه.  

ويشير المتوكل طه الى ان الكاتب ليس تاجرا كل ما عليه هو انجاز عمله الابداعي والباقي يتلقاه الطرف المسؤول عن الترجمه والنشر والتقيموليس مطلوب من الكاتب ان يحتل مواقع غيره في التجاره وهو ما لا يليق به اصلا.

اما الكاتبه العمانيه زوينه سالم فتشاطر الكاتب الفلسطيني المتوكل طه رايه وقالت لوكالة الانباء العمانيه انه يمكن النظر إلى موضوع عدمالاستفادة الماديه للكاتب من وجهة نظر الكتاب و من وجهة نظر دارالنشر ،فالكاتب معظم الأحيان يفكر في نشر انتاجه ليصل للناس ولا يفكرفي الكتابة كمصدر دخل له ، لهذا فهو لا يسعى وراء العقود التي تحفظ حقه المادي في ابداعه ، وخصوصا الكاتب المغمور الذي قد ينتهيكتابه في المخازن أو مقابر الكتب .

 واضافت زوينه سالم (بينما تنظر دور النشر على أنها تقدم خدمة كبيرة بطباعة الكتاب ونشره وهي تستحق الأرباح مقابل نشرها للكاتب.  وترى الكاتبه العمانيه ان ارتفاع جودة الكتاب ورقي الإبداع يمكن أن يساهم كثيرا في ترجيح كفة الكاتب المجتهد الذي تلقى أعمالهاستحسان وطلب من القراء.

 ورغم ذلك فان زوينه تجزم ان المستفيدة من ابداعات الكتاب ماديا هي دار النشر والسبب إن الكاتب يدفع مبلغ مقابل طباعة كتابة ثم لايأخذ أي أرباح في حالة البيع .وهناك دور نشر تمنح الكاتب نسبة ضئيلة جدا من قيمةالمبيعات ولكن في النهاية دار النشر هي المتحكمةوليس للكاتب سلطة عليها.  

وحول لماذ لا يستفيد الكاتب من جهوده ؟تقول زوينه ان الكاتب الحقيقي لا يكتب لأجل المال لهذا هو لا يهتم كثيرا بجني الأرباح من نتاجكتاباته فهو يعتبرها قيمة مضافة فقط ،أي يقبلها ولا يطالب بها بقوة ربما لهذا هو لا يحصل عليها .

 ولكن ترى زوينه انه عندما يشتهر الكاتب وتصبح كتبه مطلوبة بالتاكيد هذا سيحدث فارق في العوائد المادية لأن دور النشر ستعاملهبتقديرأكبر لأنه دخل في عملية تنافسية من عرض مؤلفته مع دور أخرى لشراء حقوق الطبع وهذا بدوره سيحسن للكاتب عقد نشر يضمن لهعائدمالي .

 وتتابع الكاتبه العمانيه انه كي ينتظم هذا الأمر نحتاج لتنظيم سوق الكتب بشكل عام .  ونحتاج إلى تجويد انتاج الكتاب ليصبح ذو قيمة أدبية وعلميه قبل المطالبة بالعوائد المالية لأن الكاتب الجيد يستطيع أن يفرض نفسهوشروطه .  

وفي حين يؤكد الكاتب العماني طالب المعمري ان موضوع المكافأة المادية للكاتب في العالم العربي، موضوع شائك في ظل ضعف وجودالكتاب وانتشاره و تواجده و بيعه.  وقال انه توجد مشكلة مرتبطة بحضور الكتاب في ظل عالم العولمه ووجود هيمنة فعلية للسائد التجاري و من التكنولوجيا المتطورة التيأخذناقشورها.  

واضاف الكاتب العماني المعمري ان العمل الإبداعي يفرض حضوره في دور النشر ، و لكن المشكله تتعلق بالمبيعات فهي أقل من الفنسخة للمطبوعة الواحده وهو في حدّ ذاته مشكلة حقيقية ،رغم أن بعض الإصدارات تتجاوز هذا الرقم و لكنها قلة قليلة.  

 و تابع الكاتب العماني طالب المعمري انه في مثل هذه العلاقة الغريبة في علاقة العرب بالكتب و ازدرائها و تبخيس حق انتشارها ومحاصرةالكتاب يلجأ المؤلف والكاتب الى الوصول لإصداره إلى قارىء ما مهما كلفة من جهد إبداعي ،وان هدفة و رصيده المعنوي و المادي،وهذا، إن حالفه الحظ سيعوّض ذلك بفوزه -ربما-بجائزة ما ،و هذا ما بدأ واضحا في حاضر هذه الأيام، كتعويض عن خسارات جهده و تعبهو معاناةيتكبدها صاحب الإصدار.

 اما الكاتب الفلسطيني مازن سعاده فقال لوكالتنا ان بعض دور النشر تتفق مع الكاتب على طباعة الف نسخه وتقوم بطباعة اكثر من ذلكدون علمه لجني الارباح وتكتفي باعطاء الكاتب 30نسخه  ويضيف مازن سعاده صاحب رواية اطوار الغوايه الاخيره وله اربع روايات سابقه ومسرحيات ان المردود المادي الذي حصل عليه من روايتهالاخيره كان عبر تسويقه الشخصي لها .

 ويضيف سعادةان الكاتب في حال طلب اي مردود مالي من دار نشر تاخذ الاخيره موقفا عدائيا منه .  مشيرا الى انه في حال نفاذ نسخ الكتاب يضطر الاديب او المؤلف لشرائ نسخ منها من الاسواق لاجل توزيعها او اهدائها.  

وانتقد سعاده ما اعتبره تقصيرا من اتحاد الكتاب في الدفاع عن حقوق اعضائه من الكتاب محملا المسؤوليه لوزارة الثقافه الفلسطينيه التيتغيب هذه القضيه عن جدول اعمالها.

 لكن مازن سعاده اقترح حلا لضعف التسويق للاعمال الادبيه بايجاد قناة قانونيه ملزمه لوضع الانتاجات الادبيه الجديده على رفوف مكتباتالجامعات والمعاهد والمدارس بما يضمن توزيع ما لايقل عن الفي نسخه بداية التسويق .

 كما دعا سعاده لتخصيص صندوق للثقافه مدعوم من الشركات الكبرى العامله في فلسطين لدعم الكاتب والكتاب الفلسطيني  اما رئيس اتحاد الكتاب والادباء الفلسطينين الشاعر مراد سوداني فعزى ضعف المردود المادي للاعمال الابداعيه لعدة اسباب :  اولها غياب دار نشر وتوزيع وطنيه تاخذ بيد الكتاب وتظهر اعمالهم الابداعيه والمعرفيه والثقافيه  وثانيها الغاء الهيئه العامه للكتاب التي ربما كانت دار النشر الوطنيه والغيت من هيكلية وزارة الثقافه ويجب تصويبها لنشر اعمال الكتابوالمبدعين  والامرالاهم هو ان الاحتلال الاسرائيلي يمنع دخول واصدار الكتب الى الضفة الغربية والقدس وهي معاناة تواجه الثقافه الفلسطينيهوتصيب المثقفين الفلسطينين في مقتل ما يحد من نشر الكتاب الفلسطيني.  

مشيرا السوداني الى ان غياب قانون الملكيه الفكريه في فلسطين يخلق معضلة في طباعة الكتاب قبل ان يحفظ حق المؤلف حيث تقوم دورالنشر بالطباعه دون ان يعود ذلك بالنفع على الكاتب او المبدع.

 الا ان سوداني يلتمس العذر لدور النشر لانها غير مدعومه وتعمل بشكل ربحي اذ يجب عليها ان تغطي مصاريف وتكاليف عملها ولتسيرعجلة الطباعه تميل دور النشر على المؤلف.  ويرى ان عملية اصدار المطبوعه وتوزيعها هي عمليه متكامله وفقدان اي عجله من هذه القاطره سيوقفها عن الدوران  اما عبد السلام العطاري مدير عام النشر والمطبوعات في وزارة الثقافه الفلسطينيه فقال لوكالتنا ان عدم انتفاع الكتاب من مطبوعاتهم هيظاهره منتشره في الوطن العربي خاصة في السنوات العشر الاخيره وذلك بحكم الانتشار الواسع لدور النشر والمواد الكتابيه التي لا تخضعللتدقيق والنقد الحقيقي.  موضحا ان المسؤوليه لاتقع على واحد بعينه لان المساله اصبحت تجاريه اكثر مما تحتمل دور النشر بسبب ضعف مقدرتها والاعداد الكبيرهللمنشورات والكاتب ايضا ليس لديه مهنة متفرغ للكتابه  ويتابع العطاري بان دور النشر ليست جمعيات خيريه وان كانت بعض الكتابات والابداعات تستحق ان تكون بمقابل وبموقع التقدير ويجبوجود لجان قراءه لتقيم اي عمل قبل طباعته وهو ما يغيب عن 99%من دور النشر اذا لا يمكن لروايه من 800صفحه ان تلقى اجابه في24ساعه   وقلة المردود المادي للاسف يعاني منه الكاتب الحقيقي لحساب الكاتب غير الحقيقي فالكاتب الذي يستحق ان يقدر ماليا ومعنويا اصبح فيمهب التشتت في ظل حجم المنشورات المطبوعه دون تدقيق.  

اما مسؤولية الناشر عما يصدر عن دار نشره دافع عنها صالح عباس صاحب دار النشرالحيفاوية (داركل شيء للنشر والمطبوعات )فيحديث لوكالة الانباء العمانيه معتبرا ان تذمر الكتاب ليس في محله لان الكاتب الذي ينشر له كتاب عليه ان يحمد الله ويشكره مليون مره لانوضع الكتاب حزين اكثر مما يتخيل وبحاجه الى دعم من المؤسسات الكبرى حتى يستمر الناشر بهذا الوضع الاقتصادي لهذا الكتاب ،اذتحول القارىءو الباحث عن المعرفه الى عالم الانترنت والمعلومه السريعه.  

ويضيف بان دور النشر قلت مبيعاتها للكتب بشكل كبير ،ففي وقت كنا نطبع الفي كتاب ومن ثم قلت الطباعه الى الف كتاب واليوم نحننطبع 300 كتاب ويحصل المؤلف على مئه كتاب ونحن كدار نشر نسعى لبيع النسخ الاخرى الى المكتابات والجامعات والمعاهد وبعض الدولالاوروبيه التي تعلم العربيه.  

واضاف الناشر صالح عباس ( انه ايام عز الكتاب كان هم الكاتب ان ينشر له كتاب ويسوقهادون الحديث عن المردود المادي، معلقا الناشرعباس انه عند المشاركه في معارض الكتاب في الدول العربيه يكون المكان وكانه في حالة منع للتجول وخاصة في زمنالكورونا   وبالمقارنه لبيع الكتاب في الدول الاجنبه مع الدول العربية تجدها نفذت فيما لا تجد احد يشتري الكتب في الدول العربيه ما شكل ضربه قويهللناشر .  

مؤكدا ان العزوف عن شراء الكتب في العالم العربي بدا منذ عشر سنوات مقترحا معالجة الهبوط الحاصل في عملية النشر وذلك بانشاء جيلجديد من القراء عبر اصدار مطبوعات خاصه بالاطفال من سن صفر ودعوة المربين والمعلمين والاهالي للقراءه وانشاء نوادي خاصه للقراءهكما هو الحال في مدينة حيفا التي تضم 8 نوادي خاصه لذلك