رسالة إلى العقل العربي في قمة جدة !!!!
تاريخ النشر : 2022-07-16 16:13

كتبت حروف هذا المقال وكلي غضبًا وأسئلة كثيرة كانت تراودني حتى منعتني من إحتساء قهوة الصباح ، وأشعلت سيجارتي بغضب , وبدأت بتوجيه الأسئلة لهذا العقل العربي الذي حيرني ، وهل أنتم فعلًا على معرفة بالهدف المطلوب من هذه القمة ؟ أما إذا كنتم تعرفون فهذه مصيبة ، وإذا كنتم لا تعرفون فهذه أم المصائب !! وسؤال لكم طبعًا للرؤساء العرب المشاركين في هذه القمة " قمة جدة “ !!.
وهل لكم أدمغة وعقول وتفكرون ؟ فبعد فشل اللقاء الامريكي الفلسطيني الذريع بين النجس بايدن والرئيس محمود عباس ، فكيف لكم أن تكملوا المسير وتذهبوا إلى جدة لرؤيته والجلوس معه والتسليم علية وهو من ترك لمعشوقته اسرائيل كل طرق وادوات العنان من قتل وتنكيل وتهجير الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم ، وتدنيس للمقدسات الفلسطينية في القدس ، ورأيتم لم يدلي بشئ سياسي للفلسطينيين ، وترك العدوان الصهيوني الوقح مفتوحًا على مصراعية لقتل وتهجير البقية الباقية من الفلسطينيين!،
أريد أن أذكركم بأنكم قرأتم الفاتحة على فلسطين وأهلها مرات عدة في العام ١٩٤٨، وفي ١٩٦٧، ١٩٦٨ وفي ١٩٧٣، وفي عام ١٩٨٢، ١٩٨٧، وفي ٢٠٠٠وفي ٢٠٢١،٢٠٢٢ ، !!
وهل قرأتم في التاريخ عن النخوة وشهامة المعتصم عام ٨٣٨م في آب وفي شهر رمضان حينما إستغاثت مرأة مسلمة بصرخة وقالت حينها وآمعتصماه: وهي "إمرأة هاشمية شراة العلوية " وحينها قال المعتصم لبيك لبيك لبيك! ليأتينك المعتصم على حصان عربي أبلق!".أي حصان لونه بين السواد والبياض أي رمادي اللون عربي أصيل ، وكانت سامراء عاصمة المعتصم ، وحرر المسلمون النساء الذين بلغن حوالي ألف من النسوة ، وكان المعتصم أرسل رسالة إلى أمير عمورية ، وقال فيها من أمير المؤمنين المعتصم إلى كلب الروم أخرج المرأة وإلا أرسلت لك جيشًا أوله عندك وآخره عندي ، وخلد الشعراء هذا الفتح العظيم بأشعارهم، ومنهم كان الشاعر "أبو تمام" الذي قال في مطلع قصيدته:
السيف أصدق إنباءً من الكتب*** في حدِّه الحد بين الجد واللعب
حينها كان لدى العرب والمسلمين غيْرة وحمية دفعتهم لفتح بلاد وأمصار استجابة لصرخة استغاثة، واليوم نساؤنا تُغتصب وتسجن وتُشرَّد وتُقتل وتستغيث فلا تجد إلا آذانًا صماء لا تسمع!
وتذكروا بأنكم قرأتم الفاتحة على العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا ، وكنتم في طريقكم لقراءة الفاتحة على مصر الكنانة !! !! لولا تدخل القدر !!!!!!
وبكل صراحة أشك بأنكم لكم أدمغة ، وإنما أنتم أدوات وجدتم لخدمة المشروع الصهيوني في المنطقة العربية والسيطرة عليها ليحقق حلمه الاكبر ، دولة اسرائيل الكبري من النيل إلى الفرات , وهل سمعتم بالإعلام عن اتفاق القدس بين أمريكا وإسرائيل ، وشاهدتم وسمعتم النجس بايدن ما بدر منه وصرح به كان كل ما في الامر ضمنيه خجولة على حل الدولتين ولم يتحدث عن حدود !! ،.
إتفاق القدس !! هو وثيقة تاريخية بين الماسونية الأمريكية والصهيونية !!?
هو لنهب الثروات في المنطقة العربية وتدمير الأخلاق
وتقول الوثيقة بانه "تماشيا مع العلاقة الأمنية الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة وإسرائيل والالتزام الأميركي الراسخ بأمن إسرائيل - ولا سيما الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي- تؤكد الولايات المتحدة التزامها الثابت بالحفاظ على قدرة إسرائيل على ردع أعدائها وتعزيزها والدفاع عن نفسها ضد أي تهديد أو مجموعة من التهديدات .تؤكد الولايات المتحددة مجددا أن هذه الالتزامات مقدسة من الماسوية الأمريكية والصهيونية ، وأنها ليست التزامات أخلاقية فحسب، بل أيضا التزامات استراتيجية ذات أهمية حيوية للأمن القومي للولايات المتحدة نفسها". بمعنى آخر هنا تشرح الحكومة الأمريكية لشعبها بان دعمها السخي اللامتناهي لإسرائيل ليس فقط مجرد دعم اخلاقي، انما هو ذات أهمية حيوية للأمن القومي للولايات المتحدة نفسها، هنا علينا التوقف وإعادة تذكير انفسنا بما هي تلك الأهمية الحيوية للأمن القومي الأمريكي التي تتطلب بان تبقى اسرائيل محتفظة بتفوقها العسكري النوعي على الجميع في المنطقة؟ هنا من واجب الدول العربية الساعية والتي سارت بمسار التطبيع ان تبحث وتتساءل وتعلم لماذا موضوع الحفاظ الأمريكي على التفوق العسكري النوعي الاسرائيلي موضوع مقدس ؟ وكيف يمكن ان تتدمج اسرائيل في المنطقة بتصفيق وترحيب عربي؟ بينما هو دمج مشروط بتفوق عسكري نوعي مقدس على العرب؟ تشير الوثيقة الى انه "تؤكد الدولتان أن اتفاقيات السلام والتطبيع التي أبرمتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين والمغرب تشكل إضافة مهمة لمعاهدات السلام الإستراتيجية بين إسرائيل ومصر والأردن، وكلها مهمة لمستقبل منطقة الشرق الأوسط ولقضية الأمن الإقليمي والازدهار والسلام". هنا من المثير للسخرية تجاهل السودان من بين الدول العربية التي تم ذكرها في شأن التطبيع، فهل هو تمييز عنصري أم سقطت سهواً ام استخفافاً! ثم جاء في الوثيقة بان الولايات المتحدة ترحب بهذه التطورات، وهي "ملتزمة بمواصلة لعب دور نشط - بما في ذلك في سياق زيارة الرئيس بايدن المقبلة إلى المملكة العربية السعودية- في بناء هيكل إقليمي قوي لتعميق العلاقات بين إسرائيل وجميع شركائها الإقليميين، ودفع التكامل الإقليمي لإسرائيل مع مرور الوقت، وتوسيع دائرة السلام لتشمل المزيد من الدول العربية والإسلامية." بناء هيكل إقليمي قوي وتكامل إقليمي مصطلحات جميلة وأفكار رائعة لتعزيز الرخاء والسلام !، ولكن من أبسط شروط التكامل الإقليمي في أي مكان في العالم هو رفع عوائق السفر والتنقل ، فهل لإسرائيل من أجل هذا التكامل الاقليمي ان تفتح حدودها أمام العرب وأولهم الفلسطينيين ليعودوا الى وطنهم بكل حرية كحق انساني طبيعي ومكفول ليعم السلام؟ وهل لإسرائيل ان تقول للعرب كيف هو شكلها وأين هي حدود دولتها التي تنشد السلام والتكامل؟ ثم تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل "أنهما ستواصلان العمل معا لمحاربة كل الجهود الرامية إلى مقاطعة إسرائيل أو نزع الشرعية عنها، أو إنكار حقها في الدفاع عن النفس، أو استبعادها بشكل غير عادل في أي منتدى، بما في ذلك في الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية. مع احترامنا الكامل للحق في حرية التعبير فإننا نرفض بشدة حملة المقاطعة". هنا يظهر تناقض مثير للسخرية حيث يدعوان لمحاربة ، وليس لرفض او لمواجهة او لعدم استحسان، انما اختارا مصطلح محاربة لجهود المقاطعة، وبنهاية الفقرة يتذكرون ان وسيلة المقاطعة هي وسيلة احتجاج سلمية مشروعه تمثل شكل من أشكال حرية التعبير، فلكل انسان الحق في الدعوة لمقاطعة التدخين مثلا، ومقاطعة بائعي اللحوم مثلا، ومقاطعة السياحة في مرتفعات الهيمالايا لخطورتها، كذلك من حق أي انسان ان يدعو لمقاطعة دولة احتلال. ثم الا يشعران بالخجل عندما يتطرقان لموضوع الجنائية الدولية! فهل هناك طرف دولي يحترم نفسه يخشى من المحاكم ؟! وخصوصا وانها محكمة قد أسستها الدول الغربية والحليفة الرئيسية للولايات المتحدة واسرائيل! وسيستخدم البلدان "الأدوات المتاحة لهما لمحاربة كل بلاء ومصدر لمعاداة السامية ، والرد كلما انتقل النقد المشروع إلى تعصب وكراهية أو محاولات لتقويض مكانة إسرائيل المشروعة بين أسرة الأمم". هنا يهددان بكل صلف بانهما سيستخدمان كل الأدوات المتاحة لمحاربة شيء اسموه "كل بلاء ومصدر لمعاداة السامية"، هذا المصطلح الذي اطلقوه على فزاعتهم، وهنا يظهر كما هي مأزومة اسرائيل في صناعة فزاعات تهدد وجودها، وهنا يظهر كم هو كان حكيم "الراحل ياسر عرفات أبوعمار "عندما قال اننا نمارس هجوم السلام على اسرائيل، فإسرائيل لا تحتمل ان يحيط بها السلام من كل اتجاه دون وجود بعبع وهمي يجعلها تستمر في التمترس خلف مواقفها والاحتفاظ بمكتسبات ما سلبته، والعويل وبناء السلاح والجيوش والقيود والحواجز والجدران ونيل الاموال والمساعدات والاستعطاف. اما التعصب والكراهية فلا شيء في الدنيا يؤدي اليها أكثر من استمرار الاحتلال وسلب حقوق شعب بالحرية والعودة والاستقلال. وفي اواخر الوثيقة "تفخر الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب دولة إسرائيل.
فهذا الإتفاق هو الأكثر جرأة وكرمًا في حماية إسرائيل

و يُعتبر انقلاباً سياسياً وقانونياً وتاريخياً والذي اعتبره "بايدن" اتفاقاً لحل النزاع "العربي_الاسرائيلي" والصراع القائم والذي سيوفر امكانية اتخاذ خطوات أخرى غير مألوفة على طريق الحل الإقليمي وإحداث تطبيع ثقافي وتجاري بين العرب وإسرائيل ولم يذكر خلال الزيارة أي مبادرة لحل القضية الفلسطينية وكانت قضية فلسطين مهمشة، وهذا الأمر ظهر فيه نجاح لاسرائيل حيث استطاعت نقل استراتيجية التعامل مع الملف الفلسطيني من الداخل إلى الخارج وأصبح التطبيع مع العالم العربي يسبق حل القضية الفلسطينية،
حتى ينتبه العقل العربي ويستيقظ من غفلته ، أن الرئيس بايدن النجس أختار توقيت صلاة الجمعة للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وكان قاصدًا بتوجيه رسالة للكل العربي ليس لكم شئ مقدس حتى خطبة جمعتكم وصلاتكم غير مقدسة ، والخروج بمؤتمر صحفي علني وهو بذلك يريد ان يقول لنا ان لا مقدس لكم لا دينيا ولا وطنيا ولا سياسيا ولا اجتماعيا وانه يعلن رسميا وعلى رؤوس الاشهاد عدم احترامه لنا كفلسطينيين وعرب.
وأعلم علنًا بأن القدس بكاملها
عاصمة موحدة للمحتلين الصهاينة عبر زيارته لمستشفى المطلع واعلانه عن الدعم الذي ستقدمه ادارته للمستشفيات الفلسطينية،
واستخفافا بالعقل العربي غادر إلى السعودية أرض الحرمين قبل دخول السبت ليخرج أهل السعودية لاستقباله وملاقاته يوم إجازتهم الدينية وهنا أريد أن أقول بأنه إستخفاف بالعقل العربي إن وجد مكررا لهم ما قاله أيضًا في بيت لحم ان لا مقدس للعرب والمسلمين وانهم ايضا يقرون بذلك !!!!!! ?؟.
وخلاصة القول الذي ينصف عقولكم : طناجر ليس فيها ما يتاجر!!!