فيروس عمره 72 عامًا ينذر بسوء عاقبة كورونا
تاريخ النشر : 2022-06-25 16:04

نظرًا لانخفاض معدل فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم إلى أدنى مستوى له منذ الأسابيع الأولى للوباء في عام 2020، فقد يكون من المغري استنتاج أن الفيروس القاتل أصبح أكثر اعتدالًا وضعفا عن ذي قبل لكن هذه النتيجة ليست مطمئنة بالمرة بالنظر إلى فيروس الورم المخاطي في الأرانب بـ أستراليا.

غالبًا ما يأخذ تطور الفيروس تقلبات ومنعطفات غير متوقعة، بالنسبة للعديد من علماء الفيروسات، فإن أفضل مثال على عدم القدرة على التنبؤ بمستقبل الفيروسات مثل كورونا هو العامل القاتل الذي دمر الأرانب في أستراليا على مدار الـ 72 عامًا الماضية: فيروس الورم المخاطي.

يقول "أندرو ريد" عالم الأحياء التطورية في جامعة ولاية بنسلفانيا بأن الميكسوما قتلت مئات الملايين من الأرانب في أستراليا لعقود، مما يجعلها أكثر فيروس فقاري معروف للعلم فتكًا، مؤكدا: "إنها بالتأكيد أكبر مذبحة فقارية".

الأرنب القاتل

بعد إدخاله إلى أستراليا في عام 1950، أصبح فيروس الورم المخاطي أقل فتكًا بالأرانب، لكن الدكتور ريد وزملاؤه اكتشفوا أنه عكس مساره في التسعينيات.

ووجدت أحدث دراسة للباحثين، صدرت هذا الشهر، أن الفيروس يتطور على ما يبدو لينتشر بسرعة أكبر من الأرانب المصابة إلى الأرانب الأخرى، مؤكدًا أن الفيروس يمتلك حيل جديدة.

قدم العلماء عن قصد فيروس الورم المخاطي إلى أستراليا على أمل القضاء على أعداد الأرانب الغازية في البلاد، حتى أنهم جرب ه على أنفسهم ليتأكدوا بأنه آمن.

لكن سرعان ما طورت الأرانب عقيدات جلدية مليئة بالفيروسات، ثم انتشرت العدوى إلى حيوانات أخرى عن طريق البعوض، وعادة ما تقتل الحيوانات في غضون أيام، أصبح هذا المرض الشنيع يعرف باسم الورم المخاطي.

بعد وقت قصير من تقديم الورم المخاطي، بدأ عالم الفيروسات الأسترالي الدكتور فرانك فينر دراسة متأنية وطويلة الأمد لمذبحته، وقدر أنه في الأشهر الستة الأولى وحدها ، قتل الفيروس 100 مليون أرنب.

حدد الدكتور فينر في التجارب المعملية أن فيروس الورم المخاطي قتل 99.8 في المائة من الأرانب التي أصابها، عادة في أقل من أسبوعين.

اختبر العلماء السلالات الفيروسية التي كانت سائدة في الخمسينيات من القرن الماضي، ووجدوا أنها كانت أقل فتكًا من الفيروس الأولي، مما يؤكد النتائج التي توصل إليها الدكتور فينر. وظل معدل الوفيات منخفضًا نسبيًا خلال التسعينيات.

لكن بعد ذلك تغيرت الأمور، حيث قتلت السلالات الفيروسية الأحدث المزيد من أرانب المختبر، وغالبًا ما فعلوا ذلك بطرق جديدة: وذلك عن طريق إغلاق أجهزة المناعة لدى الحيوانات، وتكاثر بكتيريا أمعاء الأرانب، والتي تسبب التهابات مميتة.

وجه الشبه بين كورونا وفيروس الورم المخاطي

يرى علماء الفيروسات بعض الدروس المستفادة التي يمكن أن يقدمها فيروس الورم المخاطي بينما يتصارع العالم مع جائحة كورونا، كلا المرضين لا يتأثران فقط بالتركيب الجيني للفيروس، ولكن بدفاعات مضيفه.

مع استمرار الوباء في عامه الثالث، أصبح الناس أكثر حماية من أي وقت مضى بفضل المناعة التي تطورت من اللقاحات والالتهابات.

لكن المؤسف أن الفيروس المستجد، مثل الورم المخاطي، لم يكن على طريق حتمي للاعتدال.