فضيحة لندن.. تسريب مراسلات لرئيس جهاز المخابرات البريطاني
تاريخ النشر : 2022-06-04 22:00

لندن: تم الكشف مؤخرا عن مراسلات الرئيس السابق لجهاز المخابرات البريطاني ريتشارد ديرلوف، مع موظفين رفيعي المستوى في السلطة داخل الحكومة البريطانية وبعض النشطاء، الأمر الذي تسبب بفضيحة مدوية في لندن.

وقعت الأحداث على خلفية مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي في الفترة الممتدة من 2018 إلى 2019.

ووفقا لعدد من مسؤولي الأمن بقيادة ديرلوف، فإن رئيسة الوزراء بالوكالة آنذاك تيريزا ماي "بطيئة جدا وخطتها ناعمة للغاية"، ومن الضروري استبدالها.

وتضمنت المراسلات؛ ملاحظة كتبها مستشار وزارة الدفاع البريطانية، غويثيان برينس، جاء فيها: "في الوقت الحالي، أشارك في محاولاتنا "لإنهاء" الاتفاق الرهيب بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، والذي تعده رئيسة الوزراء ماي..".

وهناك عبارة أخرى من المراسلات: "...إذا لزم الأمر، وتمت إزالة رئيسة الوزراء هذه وحل محلها شخص مناسب" (لا يتماشى بشكل جيد مع المثل الديمقراطية للملكية البرلمانية البريطانية، لنكن صادقين).

ونتيجة للإجراءات السياسية، فشلت تيريزا ماي، في خطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في البرلمان البريطاني، وبالتالي في المفاوضات مع دول الاتحاد الأوروبي.

وتم استبدالها ببوريس جونسون الذي صمم على أن يكمل ما بدأه بالطريقة التي أرادتها كتلة السلطة. ومع ذلك، في الرسائل الأخيرة هناك بالفعل محادثات حول دمية جديدة لتحل محل السيد جونسون.

ومن المثير للاهتمام أن ترشيحات مستشار الخزانة ريشي سوناك ووزير الخارجية ليز تروس، يجري النظر فيها لمنصب الرئيس الجديد لحكومة المملكة.

تقول إحدى الرسائل: " قبل فترة وجيزة من عطلة عيد الميلاد، تناولت الغداء مع أحد رعاة بوريس جونسون منذ فترة طويلة، وأخبرني أنه نقل دعمه المالي إلى تروس".

الآن من الواضح لماذا تتحدث ليز تروس عن أشياء لا يمكن فهمها على الإطلاق. على ما يبدو، لاحظت قوات الأمن البريطانية تروس في التسعينيات وأعطتها دائما تعليمات حول النموذج السياسي الذي يجب العمل عليه، وما الذي يجب التحدث عنه.

وكالعادة دائما، وجه البريطانيون أصابع الاتهام إلى الروس على الفور بـ "تسريب" المحادثات. لكن يبقى السؤال؛ هل بالفعل لا يستطيع البريطانيون معرفة حقيقة "قواهم الخفية" إلا من موسكو؟ ألهذا السبب حظروا وسائل الإعلام الروسية؟.

وبدورها، علقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على فضيحة تسريب مراسلات الرئيس السابق لجهاز المخابرات السرية في بريطانيا، والتي تسببت بحدوث أزمة في البلاد.

ونشرت المتحثة باسم الخارجية الروسية على قناتها في تلغرام تعليقا حول الفضيحة التي اندلعت في بريطانيا على خلفية نشر مراسلات الرئيس السابق لجهاز المخابرات السرية في بريطانيا "MI6" ريتشارد ديرلوف، والتي ناقشت تغيير رئيسة الوزراء السابقة واستبدالها ببوريس جونسون، من أجل تسريع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ونشر مشروع "The Grayzone"، رسائل كبار المسؤولين البريطانيين الذين سلطوا الضوء على استقالة رئيسة الوزراء تيريزا ماي، حيث "أصبح من الواضح أن ديرلوف قد تواطأ مع أعضاء الحكومة لتصيب بوريس جونسون بدلا من ماي "غير المناسبة" وتسريع عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

أشارت زاخاروفا إلى أنه في 2018-2019 ، أجرت لندن مفاوضات طويلة وصعبة مع بروكسل حول معايير "الطلاق من الاتحاد الأوروبي"، واعتقد مجموعة من المسؤولين الأمنيين بقيادة ديرلوف أن ماي كانت بطيئة للغاية، وأن خطتها كانت ضعيفة للغاية، وأرادوا استبدالها. وتنص إحدى الرسائل صراحةً على أنها "يجب أن ترحل".

لفتت زاخاروفا الانتباه إلى رسائل مستشار وزارة الدفاع البريطانية، جويديون برين، الذي كتب أنه متورط في محاولات لتعطيل اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، الذي تعده رئيسة الوزراء، وقالت مقتبسة من الرسائل المسربة: "الهدف هو منع أي صفقة من شأنها أن تستند إلى خطة (الضاما) الكارثية والجبانة، إذا لزم الأمر، إزالة رئيسة الوزراء ماي واستبدالها بشخص مناسب... تخلص منها الآن، وهذه هي نهاية الأمر"، بحسب ما ورد في المراسلات.

وشددت زاخاروفا، عللا أن كل هذا "لا يتناسب حقا" مع المثل الديمقراطية المفترضة للملكية البرلمانية، وأضافت أن العملية برمتها لتغيير رئيسة مجلس الوزراء برعاية "الأموال القديمة"، المتجسدة بتيموثي وماري كلود، الأرستقراطيين اللذين استقرا في ملاذ من التهرب الضريبي في جزيرة جيرسي في العقود الأخيرة.

"نتيجة لإجراءات المستهدفة للمتآمرين، فشلت تيريزا ماي في خطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في البرلمان وفي المفاوضات مع دول الاتحاد الأوروبي. فالقوى التي أطاحت بها لا تخفي رضاها عن نتائج قمة الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في سالزبورغ، يسمونها "فشل ماي". لتحل محلها (خطة) خروج "بوريس جونسون الحازم"، الذي أكمل ما بدأه بالطريقة التي أرادتها مؤسسة السلطة".

وفقا لزاخاروفا، فقد سارع ديرلاف والخبراء البريطانيون الذين استدرجهم إلى اتهام روسيا على الفور بـ"التسريب"، حيث قالت: "هل أفهم بشكل صحيح أن البريطانيين لا يمكنهم معرفة حقيقة ديمقراطيتهم إلا من روسيا؟ هل هذا هو السبب في حظر لندن لبث قناة RT؟ هل تعتقد أن مثل هذا التغيير في السلطة هو انقلاب أم مكيدة؟ مثلها مثل التسميم".