الاحتلال الاسرائيلي يُجابه الايقونات بالرصاص
تاريخ النشر : 2022-05-29 12:27

الاغتيالات وسياسة الاغتيال عقيدة متأصله وأصيلة في فكر وتفكيردولة الاحتلال،  وعقيدة أجهزته العسكريّة والامنيّة وعصاباته المسلّحة ومنذ البداية.

فالكيان الغاصب مُعادٍ بشدة وشراسة لكل من يُعطي المثل والمثال لكل من يصبح مثلا يُحتذى به، من الفلسطينيين والعرب والمسلمين، حتى لو كان مدنيّا يُفترض أنه محمي ومحصّن بحسب الاتفاقيّات الدولية والشرائع الانسانية.

الكيان الصهيوني، منذ نشأته ضليع بعمليّات الاغتيال ضد الايقونات الفلسطينية والعربية، لا يُريد أن يرى أحدا يُصبح مثلا يُحتذي في أيّ من المجالات:

"يحيى المشد العالم النووي المصري"، قام الموساد الاسرائيلي باغتياله، مبكرا، في باريس، عام 1980، في يوم الجمعة يوم 13 حزيران يونيو، عندما وُجد مقتولا مُهشّم الرأس يسبح في بركة من دمائه في غرفته رقم 941 في فندق الميريديان في باريس فرنسا. اغتاله الموساد الاسرائيلي وتم اغلاق التحقيق الذي قامت به الشرطة الفرنسية لعدم كفاية الادلّة.

10 يناير 1973 اغتال الموساد الاسرائيلي المناضل محمود الهمشري أوّل سفير لمنظمة التحرير الفلسطينية في باريس.

عام 1981 اغتال الموساد الاسرائيلي ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في بروكسل بلجيكا الشهيد نعيم خضر.

وفي نفس العام عام 1981 "اغتالت" الطائرات الاسرائيلية المفاعل النووي العراقي في بغداد ودمّرته وهو في المهد حتى لا يُعطي المثل الصناعي والتكنولوجي للعراق وامكانية نهوضه وتطوره وتفوّقه.

في محاولة اغتيال اسرائيلية للقيادة الفلسطينية في تونس قامت طائرات سلاح الجو الاسرائيلي يوم الاول من اكتوبر عام 1985 بقصف وتدمير مقرّ القيادة الفلسطينية في منطقة حمام الشط في ضواحي مدينة تونس العاصمة وكان الهدف اغتيال أبي عمار والقيادة الفلسطينية المجتمعة في االمقر  العام، مما اسفر عن سقوط عشرات الشهداء.

في ضاحية سيدي بوسعيد المجاورة للبحر في العاصمة التونسية أيضا قامت قوّات النخبة الاسرائيلية تحت امرة أيهود باراك باغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير أبو جهاد، بأن أمطروه في بيته أمام انظار زوجته واطفاله بوابل من الرصاص من مسافة صفر اخترقت اكثر من ثلاثين رصاصة جسده.

وهذه العملية، عملية الاغتيال أعادت إلى الاذهان أيضا عملية "فردان" في بيروت، عملية اغتيال القادة الثلاث أبو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر، وكان يقود العملية أيضا ايهود باراك الذي وصل إلى منصب رئيس الوزراء الاسرائيلي، والذي يُحذّر مؤخرا من زوال اسرائيل كدولة وعدم اكمالها حتى عيدها الاربعين.

وكذلك اعادت إلى الاذهان اغتيال القائد الفلسطيني أبو حسن سلامة، قائد قوات ال17، حرس أبي عمّار، بعملية تفجير سيارته في بيروت عام 1979 بعد سنوات طوال من المطاردة وعمليّات ومحاولات اغتيال فاشلة له، منها اعلان الموساد قبل ذلك بسنوات بنجاحه في اغتيال "ابو حسن سلامة" في السويد ليتضح فيما بعد انهم اغتالوا عاملا مغربيا بسيطا بريئا ليس له لا ناقة ولا بعير في الموضوع، وهو مهاجر إلى السويد وراء قوت عياله، للشبه الكبير بينه وبين ابي حسن سلامة!!!.

اغتيال ابو اياد وابو الهول والعمري في تونس كانون ثاني 1991،  على يد حمزة أبو زيد من جماعة ابو نضال. وجماعة أبو نضال حسب كتاب الكاتب الأمريكي باتريك سيل هم "بندقية للايجار، كانت مؤجّرة للموساد الاسرائيلي. وللدلالة على ذلك كانت عملية  اغتيال د. عصام السرطاوي في مؤتمر لشبونة عام 1983 وكان بجانبه شمعون بيرس. فاستهدفت جماعة أبو نضال السرطاوي بالاغتيال وتركت شمعون بيرس بجانبه. وعندما سألوهم عن السرّ في ذلك،  اجابوا بأن التعليمات صدرت فقط بقتل د. السرطاوي!!!!

آخر حلقات مسلسل الاغتيالات الاسرائيلية المتواصلة المضطردة الحثيثة اغتيال الصحفية المبدعة، الايقونة، مراسلة قناة الجزيرة في فلسطين، المثابرة الشهيدة شيرين ابو عاقلة، اغتيال شيرين في مخيم جنين على يد قناص اسرائيلي غادر ما زال يتفاعل بقوة على المستوى المحلي وعلى المستوى العربي والدولي وعلى مستوى الساحة الداخلية الاسرائيلية بشقيها السياسي والامني.

في هذا المقام والمقال والصدد والشأن، اتصلت بي سيدة مربية فاضلة وقالت لي:

لقد كنت في مخيم جنين، في زيارة للمخيم، ضمن مجموعة من النساء من لجان المرأة.

اجبتها:

ماذا كنتم تعملون؟؟

اردفت شارحة:

"ذهبنا إلى المخيم للتعاطف والتضامن مع أهالي الشهداء وتقديم واجب العزاء في استشهاد داوود الزبيدي، شقيق زكريا وآخرين. ان جدران بيت زكريا الزبيدي المتواضع في المخيم "مرشومة" بصور الشهداء المعلّقة، صورة الشهيد والد زكريا وصورة الشهيدة والدته وصورة اخوه الشهيد طه وصورة اخوه الشهيد داوود الذي سقط شهيدا مؤخّرا، وصورة الاسير زكريا. وهذه الصورة، صورة الشهداء من عائلة الزبيدي المناضلة تحدث بها زكريا في جدال مع القاضية الاسرائيلية التي اثقلته بمزيد من سنوات الاعتقال حكما جائرا نتيجة تمكنه وخمسة من زملائه في قهر سجن جلبوع والنفاذ منه إلى الفضاء الفسيح.

وقالت لي انهن زرن المكان "الشجرة، اين سقطت شيرين بفعل رصاصة القناص الاسرائيلي، وان المكان مفتوح تماما والرؤيا واضحة ولا مجال لاي التباس أو تورية. يبدو ان اغتيال شيرين كان قرارا وتم تنفيذه.

وقد اتفقت مع وجهة نظرها كاتبة فلسطينية بديعة زارتني وقالت انها تعتقد ان اغتيال شيرين كان "قرارا مركزيا" من اعلى المستويات.

وهذا يتطابق مع تخبّط رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي أفيف كوخافي وتغيير وتبدبل الرواية العسكرية الاسرائيلية حول عملية الاغتيال أو الاتيان بتفسيرات فلسفية تمويهية، كما قال عنه يوما السيد حسن نصر الله بانه "متفلسف". وآخر ما تفتّق عنه تفكير كوخافي بعد عدم تمكنه الصاق تهمة الاغتيال لمقاتلين فلسطينيين، لجأ الى اتهام السلطة الوطنية بانها من تحول برفضها التعاون معهم دون اكمال تحقيق بالصدد.

أما روايات  الشرطة الاسرائيلية وتخبّطها المصطنع حول "غزوتهم المظفّرة للمستشفى الفرنسي واستخدام العنف الشديد ضد حاملي نعش الشهيدة شيرين فحدّث ولا حرج. فقد اعترفوا مؤخرا في نتائج تحقيق بانه كان من الممكن تجنب العنف في جنازة شيرين. 

العنف عقيدة متأصلة واصيلة في جيش وشرطة الاحتلال وليس امرا طارئا او لحظيا لهذا يمارسونه بصورة طبيعية ووقحة.

فهم يحشون دموعهم رصاصا في بنادقهم، الدموع لخداع العالم والرصاص لقتل واغتيال الفلسطينيين...