حكومة الإحتلال وتصدير الأزمة
تاريخ النشر : 2022-05-20 15:41

الاعلان الصادر عن وزير داخلية الاحتلال بعدم اجراء أي تعديلات على مسيرة الاعلام في القدس المحتلة وترك مسارها في باب العامود والاحتكاك المباشر بالمقدسيين من قبل جمهور المتطرفين الصهاينة له دلالاته في ظل الازمة التي تعيشها حكومة دولة الاحتلال حاليا فهي اولا فقدت اغلبيتها داخل برلمانها وتجد تحريضا متواصلا عليها من قبل اليمين الذي بات يزاود عليها باستمرار ويقدمها عبر كحكومة ضعيفة ترتهن لإرادة العرب بصمت القائمة المشتركة والامتناع عن اسقاطها وتأييد القائمة الموحدة المشاركة بالائتلاف الحكومي رسميا.

الجميع يعتقد ان ازمة الحكومة الحالية سببها انها ورثت هزيمة حكومة نتنياهو بمعركة سيف القدس اولا وثانيا ان ولايتها اتسمت بعمليات مقاومة فلسطينية جريئة وثالثا انها لم تستطيع احداث أي اختراق سياسي او امني في التعاطي مع غزة وثالثا ان جنين عادت لتشكل حالة رعب ليس للمؤسسة الامنية والعسكرية بل حتى لرجل الشارع في البيت الاكثر امانا في دولة الاحتلال كما كانوا يعتقدون وبالتالي فان التهديد الامني لم يعد صادرا من غزة وطبيعة عمليات المقاومة ومشاركة الداخل المحتل بها في النقب ووادي عارة يعني ان هذه الحكومة ترتهن بوجودها الى منصور عباس أي الى " الارهاب الفلسطيني " كما يرى ذلك يمين نتنياهو.

الوضع الحالي اليوم هو ان حكومة ترتهن الى العرب واليسار الضعيف بمكونات اكثر يمينة من نتنياهو تدرك جيدا ان ايامها محدودة كما ان وجود بينيت على راس هذه الحكومة ان واصلت حضورها الهش والضعيف يعني نهاية حياته السياسية وحياة حزبه وكذا سيحدث لليسار ومؤيديه وهو ما سيجعل حتى القوائم العربية المشاركة في هذه الحكومة او الصامت عن وجودها في حال لا تحسد عليه.

في الجانب الآخر فان حكومة الاحتلال قد فقدت اية قدرة على الاحتفاظ بالسلطة كشريك محتمل بعد الاهانات المتكررة من قبل بينيت وحكومته للسلطة والاعلان الدائم ان لا مفاوضات ولا حلول سياسية ولا دولة فلسطينية وان الحل فقط هو حل اقتصادي وهم بالتالي ساهموا بأنفسهم في دفع السلطة للوقوف الى جانب شعبها في سخطه على دولة الاحتلال وخصوصا بعد التضامن العالمي اثر اغتيال شيرين ابو عاقلة وفي جنين بالتحديد ودلالات ذلك, ومن جانب اخر فان السلطة بعد انتخابات بير زيت صارت ملزمة على اعادة حساباتها في كل سياساتها بعد كل جرائم الاحتلال المتواصلة في القدس وجنين وغيرها بما في ذلك التهديدات بهدم قبة الصخرة واعادة بناء الهيكل مكانها فهي بكل هذا ستجد نفسها بلا مكان الا اذا كان ذلك الى جانب الشعب والمقاومة او الغياب عن المسرح ولذا فان لغة الخطاب الرسمي الفلسطيني تغيرت وبشكل ملحوظ خصوصا بعد حادثة اغتيال الشهيدة الصحفية شيرين اب عاقلة.

الجميع في حكومة بينيت بحاجة اذن للخروج من حالة الهوان التي صلت اليها حكومتهم على يد المقاومة في غزة وفي جنين واخيرا ليس اخرا على يد القدس والشهيدة شيري ابو عاقلة مما جعلها حكومة محشورة في زاوية المقاومة والشعب الفلسطيني امام معارضة يمينة بالكامل وموحدة ضدهم ويسعدها التشفي بهم على يد ملك المتطرفين والمستوطنين نتنياهو.

هذه الحكومة المرتهنة لإرادة جانيتس صاحب الفشل الذريع في معركة سيف القدس والمتواصل مع جنين باتت تحضر نفسها لاجتياح حقيقي تعلن عن انها ستلجأ اليه مع انها في الحقيقية قد بداته دون اعلان في الاجتياحات المتكررة لجنين والمخيم والقرى المحيطة ويبدو أنها تحاول ان تهيء الارضية المناسبة لاجتياح حقيقي تسعى لان تجعل منه اجتياحا ناجحا بكل المقاييس ولذا تقوم بالأعمال التحضيرية لهدفها كما يلي

- اغتيال الصحفية شيرين ابو عاقلة لإخافة الاعلام وابعاد الاعلاميين عن الحقيقة الحية والمباشرة

- حملة اعتقالات واغتيالات في مخيم جنين والمحيط وآخرها تصفية البطل داوود زبيدي بتحريض من المتطرف بن غفير وهو في المستشفى.

- تجفيف مصادر الدعم للمقومين في المخيم كون المخيم هو بؤرة المقاومة المستهدف والذي بات رمزا للبطولة منذ نيسان 2002

- التهديد باغتيالات لقادة المقاومة في غزة بل وتسمية كل من يحيى السنوار ومحمد ضيف اللذان يحظيان بشعبية كبيرة جدا في اوساط الشعب بهدف ارباك المقاومة في غزة من جانب ومن جانب اخر ترك الابواب مفتوحة للقيام بمثل هذه المحاولة كبديل عن اجتياح جنين وفي حين نجحوا بها سيكونون قد قدموا انفسهم كحكومة تفعل ما تقول وان لم ينجحوا فان جنين هي البديل لتحقيقي الانجاز وبكل الاحوال فان جنين لن تخرج من دائرة الاستهداف لأسباب اكثر من دعاوية.

حكومة بينيت لن تغامر بالذهاب الى مسيرة اعلام بهذا الحجم وهذا الشكل والتي سيقودها امثال بن غفير الا وهي تعتقد انها ستكون قد كسرت شوكة المقاومة قبل ذلك وهي اذن مضطرة للقيام بعمالها هذه قبل انطلاق رايات الاحتلال وحملتها المتطرفين في شوارع القدس المحتلة يوم 29/5/2022