عبد الرازق :" أبو عمار حقق حياة كريمة للاسرى وأنشأ أول وزارة لهم فى العالم
تاريخ النشر : 2013-11-11 15:36

أمد / قام مركز الاسرى للدراسات اليوم الاثنين  11 / 11/ 2013 باجراء حوار خاص مع أول وزير للأسرى في السلطة الوطنية الفلسطينية ومسئول ملف الأسرى وعضو المجلس الثوري لحركة فتح الأسير المحرر هشام عبد الرازق في لقاء خاص ليروي تفاصيل قضية الأسرى في حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وخلال المقابلة التى اجراها المركز عبر عبد الرازق في الذكرى التاسعة لرحيل الرئيس عن مشاعره الجياشة اتجاهه كونه عاش معه وعايشه عن قرب ، وقال عشنا مع ابى عمار وهو يقود البدء والبداية للقضية الفلسطينية، ولأن له مكاناً خاص كونه لم يكن قائدا فقط بل كان قائدا ومعلما وابا حنونا واعتبر كل الشعب الفلسطيني ابنا له وكل مل يملك الفلسطينيين هو ملك له.

وصرح الوزير السابق عبد الرازق أن لقائه الأول مع الرئيس الراحل أبو عمار كان في تونس في مكتب الرئيس ياسر عرفات بعد الإفراج عنه بشهرين حيث انتدب ليكون عضوا في الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة، في شهر فبراير عام 1994م، وطلب منه أن يكون الأسرى في صلب أي اتفاق يأتي مع الاحتلال .

وأكد أن الرئيس ياسر عرفات كان يدرك أن موضوع الاسرى يجب أن يأخذ مكانته الحقيقية في موضوع المفاوضات ولم تخل أي جلسة منه فى كل اتفاق كالقاهرة، وواى ريفر وطابا وشرم الشيخ وغيرهم وتم تحرير آلاف الاسرى على دفعات .

وأوضح عبد الرازق أن عدد الاسرى عندما تم توقيع اتفاقية أوسلو كان أكثر من 12000 أسير، ومجموع الافراجات حتى عام 2000 وبداية الانتفاضة وصل إلى أن تم الافراج عن كل الاسرى ما عدا 1650 أسير تبقوا في هذه الفترة.

وبين أن الامكانيات الماديةكانت في غاية الصعوبة وأن الأسرى كانوا يتقاضون راتباً في بداية الامر أقل من 10 دنانير (قرابة 50 شيكل)، لافتاً إلى أن الموضوع كان بحاجة إلى تغيير جذري في التعامل مع تلك القضية، وثورة داخلية.

ونوه عبد الرازق لمركز الاسرى للدراسات إلى أنه في تلك الفترة كان يجب أن يتم العمل وبقوة من أجل تغيير نمطية التفكير تجاه قضية الاسرى وحريتهم، والتغيير في العقلية القيادية الفلسطينية والفهم في تلك القضية والتعامل مع الواقع.

وأشار إلى أن كل الجمعيات المعنية بالأسرى اجتمعت من أجل تشكيل لوبي ضاغط لإنشاء وزارة معنية بالأسرى، وفي المحصلة اتخذ الرئيس الراحل قرار إنشاء وزارة خاصة بالأسرى في8/8/1998م، لافتاً إلى أن إنشائها لم يكن سهلاً حيث بدأت المعركة في قيام هذه المؤسسة وكيفيتها وتحقيق الإنجازات وخلق تغيير وثورة في موضوع الأسرى.

وبين أن الموظفين لم يتجاوز عددهم في ذلك الحين خمسة عشرة موظفاً، مشيراً إلى أنه طلب من الرئيس الراحل وضع موازنة خاصة بهؤلاء العاملين وبالوزارة، ولم ترفض وزارة المالية من وقتها بتوصية من أبو عمار بوضع أي موازنة مالية تصرف لوزارة الأسرى.

وقال لمركز الاسرى :" عندما كان أي أحد من أهالي الأسرى أو أي جهة تتعلق بالأسرى يطلب لقاء الرئيس ليطلبوا منه أن يكون الأسير داخل السجون يعامل كأسير جندي كان يمثل لطلبه بكل سهولة دون أي معيقات".

وذكر شهادات أهالي الأسرى وطلباتهم اعتبار أبنائهم الأسرى كجنود لكي يتم التعامل معه براتب جندي.

واعتبر قرارات أبو عمار في موضوعات كثيرة وتاريخية بمثابة انقلاب في تغيير العقلية التي تمثلت في اعتبار الأسرى فلسطينيين كجنود ورواتبهم يتم التعامل معهم حسب رتبهم، وكذلك المحررين الذين تم استيعابهم داخل صفوف السلطة واحتساب سنوات الاعتقال كسنوات خدمة فعلية، لافتاً إلى أن موازنة الكانتينا في وزارة الأسرى وصل إلى 2 مليون شيكل والراتب 15 مليون شيكل، بالإضافة إلى المساعدات للأسرى والمحررين التي وصلت إلى 70مساعدة وحالة أسبوعيا للأسرى المحررين وكان الرئيس متجاوباً معه.

واستشهد عبد الرازق بالأسير محمود المقوسي من الجبهة الشعبية وهو خارج فلسطين والذي اعتقل في نيروبي عندما تم اختطاف طائرة إلى نيروبي وحكم عليه بالمؤبد وفي 1985 تم الافراج عنهم في صفقة التبادل مع الاحتلال.

في عام 2000م ضاقت به الحياة فأرسل رسالة إلى مسئول ملف الأسرى يطلب راتباً يعيله على الحياة، فذهب إلى الرئيس أبو عمار وشرح له الوضع فطلب الرئيس في الحال أن يصرف له راتباً شهرياً.

ولفت عبد الرازق إلى أنه في الرابع من مايو عام ألف وتسعمائة وأربعة وتسعين لم يكن داخل سجون الاحتلال إلا 364 أسير فقط.

وأكد أن الذي توصلنا إليه حتى اللحظة هو اتفاقيات للإفراج عن الأسرى ضمن صفقات تبادل مع الاحتلال فقط.

واعتبر أن ما تم إنجازه في حياة الرئيس الراحل هو الأساس الذي بني عليه ما يتعلق بقضية الأسرى بشكل تراكمي واستكمالاً لمشروعه في التعامل مع قضية الأسرى، وهو الذي أسس للمطالبة بالعمل على الإفراج عن كل الأسرى المعتقلين قبل 4/5/1994م.

وطالب من القادة الفلسطينيين أن يضحوا بأي شيء من أجل القضية الوطنية للأسرى الذين اعتقلوا من أجل فلسطين، من أجل الإفراج عنهم وتحقيق حريتهم.

وأكد عبد الرازق لمركز الاسرى للدراسات أنه ما دام هناك أسير داخل السجون لا يمكن لأي فلسطيني ان يشعر بالراحة، مستشهداً على ذلك بالإضراب الذي كان في الجندي المجهول في العام 1994 إبان زيارة كلينتون إلى دولة الاحتلال.

وأشار إلى أن مؤتمرات ولقاءات عديدة أقيمت في الدول العربية والأجنبية نصرة لقضية الأسرى وأن الأسرى هم الذين كتبوا وثيقة الأسرى التي تجمع كل الأطياف الفلسطينية، معتبراً أنه طالما هناك صراع لا يستطيع الأمر أن يصل إلى إنهاء قضية الأسرى.

ودعا إلى الوحدة الوطنية التي يجب أن يعمل عليها كل فلسطيني وفي مقدمتهم الأسرى لدعم قضيتنا الوطنية.