١١/١١ عطلة رسمية ويوم وطني
تاريخ النشر : 2013-11-11 14:17

في مثل هذا اليوم نُكست اعلام فلسطين ، في مثل هذا اليوم أبى العلم الفلسطيني ان يرتفع رغم انه منتصب القامة دائماً ، في مثل هذا اليوم اسود الجزء الابيض في علمنا الفلسطيني حداداً على فقدان قائد الامة وصانع نهضتها وباني حضارتها ومفجر ثورتها وصانع سلامها الاخ الشهيد الزعيم ياسر عرفات .

في مثل هذا اليوم في وداع القائد بكت غزة والقدس وفلسطين ، فغزة تعانق البحر والبحر يعانقها بهدؤ ، مارد يختبيء وراء امواج البحر ، تارة يبكي البحر فتختلط دموع البحر بشواطيء غزة ، وتارة تبكي غزة فتختلط دموعها برمال البحر ، وتارة يبكي الاثنان معاً فيلطف اجوائهما آثار ما تبقى من مقر فخامة الاخ الرئيس الشهيد الراحل ياسر عرفات (المنتدى) ، حيث كان يطل الشهيد الخالد من نافذة ذلك المقر لتعانق نظراته امواج البحر وتطول نظرات الفارس الراحل القائد الشهيد وتحدق عيناه بنسيم البحر وكأنه يوصي البحر على القدس و فلسطين .

 رحل القائد وبقي البحر الذي يشهد على الوصية وبقيت الوصية ، افتتح القائد الشهيد دخوله الى فلسطين عبر بوابة غزة ، اجتمع والتقى مع جميع القادة الفلسطينيين ووصى على القدس وفلسطين ، في ذلك المقر على ضفاف البحر خطط ورسم ، اصدر الاوامر وعدل الكتابة ، دقق وكتب ، والبحر يشهد على كل الخطط الاستراتيجية التي رسمها الفارس الشهيد مع كل القادة الفلسطينيين ، التقى مع كل ابناء شعبه واخذ صور تذكارية مع كل فرد فلسطيني في ذلك المقر ، رحل القائد وبقي البحر الذي يشهد على الذاكرة وبقيت الذاكرة ، احتضن القائد الشهيد البحر و رام الله احتضنت القائد الشهيد والبحر احتضن غزة .

في مثل هذا اليوم اصاب الزعتر الفلسطيني نوعاً من المرار وشجر الزيتون الفلسطيني بكى بكاءً شديداً فكان بكائه زيتاً صافياً مباركاً على روح الشهيد حارس البيدر .

في مثل هذا اليوم إحمر شفق الصباح حزناً على ذلك المناضل القوي ، الذي ليس لتصميمه حدود وليس لقوته ميزان ، انه عنوان فلسطين .

في مثل هذا اليوم شيء واحد ووحيد غرد فرحاً لآنه سيستقبل الزعيم ويكون الحضن الدافئ له ، انه ثرى فلسطين ، هنيئاً لثرى فلسطين بالزعيم وهنيئاً للزعيم بذلك الثرى الطاهر ، وبالمناسبة ان جميع الانبياء ابتهلوا الى الحق سبحانه وتعالى بان يهاجروا الى الله والمقصود هنا في الهجرة الى الله هو ان يدفن في ارض فلسطين ، ارض المحشر والمنشر ، وكذلك قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "من اراد الله به خيراً يسوقه الى بيت المقدس واكناف بيت المقدس" أي يدفن في ارض فلسطين ، فهي كرامة ما بعدها كرامة لا يمنحها الحق سبحانه وتعالى لأي احد .

فهنيئاً للقائد الزعيم ، وفي هذا اليوم احببت ان ازف لروحك الكريمة خبراً مفاده ان كل شعبك الفلسطيني يحبونك حباً كثيراً وانت تعيش بينهم وانت دائماً في حديثهم مترحمين عليك ، فانت لم تمت حتى اطفال فلسطين الصغار الذين لا يتعدى اعمارهم الثلاث سنوات يعرفونك ، وصورك تنتشر مفخرة بين ابناء شعبك وفي كل مكان .

من هنا نتوجه الى فخامة الاخ الرئيس محمود عباس الى اقرار هذا اليوم يوم حداد وطني وعطلة رسمية .