ياسر عرفات .... ودمه الضائع بين القبائل
تاريخ النشر : 2013-11-11 10:47

 اغتيال الشهيد ياسر عرفات اصبح حقيقة غير قابلة للبحث او النفي ، بما ان الجميع متاكدين من ذلك، انتقل السؤال الى وماذا بعد .

تسع سنوات على رحيله وقضية اغتياله تبدو في راس قائمة طويلة من الاسئلة التي تتزايد يوما بعد يوم عما تحقق في كل القضايا التي كان الحديث فيها ملحا بأن ياسر عرفات هو العقبة امام كل المشاكل التي واجهت الفلسطينين في حربهم مع اسرائيل ورحيله سيسهل التوصل الى حلول لها جميعا .

رحل ياسر عرفات، والاسوء هو وصف حال الشعب الفلسطيني بعد سنوات رحيله وحساب السنوات العجاف اصعب من ان يسرد مرة واحدة ، فغزة ضاعت منذ ست سنوات بانقلاب ساهم في نجاحه سوء ادارة ملف فوز حماس في الانتخابات وما انجر عنه من تجويع موظفي ورجال امن السلطة وانهيار المؤسسات لتسقط لقمة سائغة بيد الانقلابيين .

فشل المفاوضات في عامها العشرين، واليوم هنالك جيل جديد من الفلسطينين يمكن ان يسمى جيل مفاوضات ما بعد اوسلو، اوصلتنا لما بعد العبث في البحث عن حل ينهي الاحتلال ويقيم الدولة ، واستمرار المفاوضات في لحظات النفس الاخير يؤكد الاصرار على الفشل خيارا ومنهجا .

غياب ياسر عرفات جسدا ونهجا كان محصلة تراكمات كبيرة تحدث الكثيرون وقتها عن ضرورة تخليص هذه التجربة العظيمة من الاخطاء والشوائب وان الواقع الفلسطيني ليس بنفس المواصفات والحقائق السابقة .

اليوم نغلق الذكرى التاسعة وندخل في العام العاشر على غياب صانع التاريخ الفلسطيني الحديث وحالنا هو ....

غاب عرفات الذي اعتبر قبل رحيله عقبة في وجه السلام ولم يتحقق السلام .

غاب عرفات الذي كان وجوده عقبة في طريق المفاوضات ولم تحقق لنا المفاوضات بعد عشرين عاما سوى النكبات .

غاب عرفات وفلسطين اصبحت قطعتين منفصلتن لايربط بينهما سوى الهاتف ... وغزة التي حولتها حماس لامارة انقلابية صارت ابعد عن العودة جزء من الوطن وصرنا نتنظر معجزة تعيدها بعد ان اصبح الشلل والضعف منهجا لكل من يريد استعادة وحدة مفقودة .

غاب عرفات وحال " فتح " التي بناها بتضحيات ابطال وشهداء واسرى اصبحت اشبه بالبيت المهجور ومن بقي فيها لا يعرف ماذا يفعل او ماذا يريد ينتظر راتبا بعد ان تحولت الحركة مؤسسة وظيفية لاعمل فيها .

غاب عرفات بعد ان وصفت مرحلته بالفساد ، وبعد تسع سنوات من رحيله اين هذا الملف ؟، الفساد اصبح مؤسسات لايعرف احد بدايتها ونهايتها وصارت حقيقة تعشش في كل زاوية من بقايا الوطن .

غاب عرفات وفلسطين شعبا وقضية اغلقت في وجهها العواصم ولم يعد لنا في قلوب الاشقاء قبل الاصدقاء مكان في زمن خريف عربي نختفي فيه تحت عبائته التي بدأت تهترئ لان من تحتها تكاثروا فلم تعد قادرة على تغطية عوراتهم .

ياسر عرفات في ذكرى رحيله التاسعه يطل علينا كل صباح ليذكرنا بما صار عليه الحال لكن الى متى ؟ .

ربما ستجيب الايام القادمة على ذلك بعد طول صمت وانتظار .