الوجود والزمن الفلسطيني
تاريخ النشر : 2022-01-26 22:37

لا شك أن الفلسفة الوجودية التي أسسها هيدغر تطرح أسئلة كبرى يصعب الإجابة عليها ، بعد أن توحد بين كياني الوجود المختلف مع ماهية الزمن المتسرمد ، لذا بقيت. تدور في اشكاليات انثروبولوجية عميقة ...وتطرح مسائل ميتافيزيقة يجاب عليها فيزيقيا خاصة في مفهوم الزمان والكينونة أو الوجود والعدم ..

إن تحليل الوجود الفلسطيني داخل منظومة الآنية التي تحتوي في بنيتها على التراث والتاريخ والعادات سيؤدي بي إلى طرح أسئلة كبرى عن الكيفية التي يعيش بها الكائن الفلسطيني ومركز كينونته. وهذا يجعلني أعيد الفلسفة إلى موضعها الحقيقي من خلال تفسير الٱنية كزمن سيولي معاش وغير متحقق يلازم القلق والهم والتناهي...

وهذا يعود للاحتلال الصهيوني الذي جعل وجود الكائن الفلسطيني يعيش بعالمين عالم الوطن وعالم المنفى علما أن وجود الكائن الفلسطيني داخل الوطن هو وجود ناقص لم يكتمل لأنه وجود يفتقر لأهم خاصية وجودية وهي الحرية التي تلازم الكينونة كما يلازم الثقل الجسد. لذا فإن المحتل يمارس ابشع الوان العدمية ونقص المعنى على نقيضه الفلسطيني الذي يشارك الوجود الجغرافي ويناقضة في التاريخ والانتماء . لذا فقد سلبه حريته والغى وحدة كيانه وكينونته التي مازالت تعيش قلقا وجودية حقيقيا على نفسها التي لم تستطع واقعيا ومنطقيا تعريف نفسها أو إعطاء هوية شمولية بمعناها وقصديتها وهذا ما لمسناه في اتفاق أوسلو الذي خص فلسطينيوا غزة والضفة فقط ولم يشمل فلسطيني الشتات والثمانين والاربعون وفلسطيني القدس وبالتالي حدث تمزيق ماهي وهوياتي لمفهوم الهوية الفلسطينية الواحدة وفرض على م.ت.ف. الانكفاء والتقوقع في حجرات العدم الانتظاري مما أدى أيضا إلى زيادة التفكك والانشطار الوطني القصدير والمنظم الذي مارسته الحركة الصهيونية بعد موافقتها على توقيع أوسلو ...

والذي انشئ سلطة مسؤولة فقط عن فلسطيني الضفة والقطاع وبذلك تأكدت الفكرة الصهيونية القائلة بعدم وجود شعب فلسطيني واحد. ورفع منسوب القلق الوجودي الفلسطيني وتشرذم واضح في مفهوم الهوية الكلية بعد أن ولدت تعريفات انطولوجية جديدة تخص فلسطيني الشتات والقدس والثمانين والاربعون ...

فالسلطة عمليا وقانونيا ورسميا هي مسؤولة عن جزء من الشعب الفلسطيني ( الضفة وغزه) واللذين تعرض وجودهما للانقسام والتبعثر السياسي والجغرافي مما زاد الانقسام انقساما والتبعثر قوة والطين جفافا دون بلة ..يا له من مشهد فلسطيني سوداوي...يزيد ليلنا حلكة وهويتنا الواحدة خلسة