"حميد وحلس والزق".. شباب مصيرهم مجهول باستشهاد "أبو العطا" ولا مجيب لصراخ عوائلهم!
تاريخ النشر : 2021-12-01 17:00

غزة- خاص: عامان والثالث على الأبواب، مروا على اعتقال 3 من عساكر جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الفلسطينية بتهمة التخابر مع رام الله في قضية اغتيال قائد سرايا القدس " بهاء ايو العطا"، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

تدهور الوضع الصحي للمعتقلين الثلاثة خلال الفترة الماضية، فيما أجرى لأحدهم عملية جراحية وآخر منع من عرضه على اشعة الصدرية لوجود كسر في "ريش" صدره بسبب التعذيب.

هذه الرواية سيتم نشرها من قبل "أمد للإعلام" على لسان أبناء وعوائل المعتقلين، حيثُ تم الكشف عن تفاصيل عن تحقيقات وتعذيب تعرضوا لها خلال سنوات اعتقالهم في سجون حماس.

عائلة حسن حميد..

حسن يوسف ابراهيم حميد مواليد 1971، لديه 7 من البنات وولدين، 4 منهم متزوجين، وهو عقيد في جهاز المخابرات العامة، اعتقل بتاريخ 21/11/20219 على يد الأمن الداخلي.

ابنته آلاء في العشرينات من عمرها، والتي تحدثت لـ"أمد للإعلام" عن تفاصيل تعذيب والدها داخل سجون الأمن الداخلي، بتهمة التخابر مع رام الله والتواصل مع أحد مسئولي جهاز المخابرات العامة.

وقالت حميد، إن إدارة سجون غزة سمحوا لهم بزيارة  والدها، كل أسبوعين لمدة نصف ساعة، حيثُ نقوم بإدخال أغراض وبعض الأكل، ولم يخرج بأي أجازه حتى لو كباقي المجرمين المتهمين في السجون"
وأكدت، أنه بعد 10أيام من اغتيال بهاء أبو العطا بتاريخ 12/11، حدثت ضجة حول انعدام رد  فعل حركة حماس، ومساعدتها للجهاد وسرايا القدس في الرد على اغتيال ابو العطا، والتي قامت أجهزتها في غزة بحملة اعتقالات واسعة.

وتابعت، "تم اعتقال جيران أبو سليم قائد سرايا القدس، وقاموا باتهامهم بأنهم  أعطوا رام الله معلومات عنه لتقديمها للاحتلال الإسرائيلي من أجل اغتياله، من بينهم والدي الذي اتهموه  بالاتفاق مع يوسف حلس وماجد الزق، ليقوموا بإرسال بيانات إلى رام الله والتخطيط لاغتياله.

وأكملت الاء حديثها لـ"أمد"، "والدي لم يكتب حتى حرفاً على مواقع التواصل فيما يخص قضية عدم رد حماس على اغتيال أبو العطا، ولكن الفكرة أن الأمن بغزة يرفض حتى محاكمتهم، على الأقل أعتبرهم أعطوا معلومات أنزلوهم محكمة، حتى يتم محاكمتهم ونعرف مصيرهم، كما يدعون بأنهم مجرمون، اذن أدينوهم، أين الملف والتهمة والمحاكمة؟!".

وأوضحت، "آخر جلسة تم طلبها من العائلة، فأنكروا المعتقلين الثلاثة، وقالوا للقاضي أننا قرأنا ورقة قدمت لنا من جهاز الأمن الداخلي وطلبوا منا قراءتها أمام الكميرا، ولكننا لا نعرف عن الأمر شيئا".

وشددت، "والدي قال قمت بإعادة مقطع الفيديو عدة مرات، وقالوا لي قول هذا المقطع ولا تقول هذا وأنا لا أعرف شيئاً، منوهةً أنّ يوسف حلس الذي تحدث بشكل أكبر في مقطع الفيديو، أنكر كل ما صدر منه وأكد أنّ ما قاله صدر تحت التعذيب القاسي الذي تعرض له خلال التحقيق وطلبوا منه قراءة ما في الورقة.

وأوضحت، أنا لا أعرف من هو شعبان الغرباوي الذي قالوا بأنني أتواصل معه وأعطيته معلومات، وأنا كـ ابنته سأمشي مع ما صدر منهم بأن أبي متهم، فحاكموه اذن، لماذا ترفضون محاكمته حتى اللحظة؟! ولما تعذبونه داخل السجن؟!، ولما ترفضون معالجته بسبب تدهور صحته.

ونوهت، المحامية غادة عابد قالت لنا بأنه لا يوجد قضية ولا حتى بيانات، ادعو أن يلتقوا فتح وحماس في مصر ليتم إخراجهم من السجن هذا هو الحل فقط، وعندما قمنا بكتابة قضيتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وناشدنا مؤسسات حقوق الانسان، وزار الصليب الأحمر والدي داخل السجن، فالصحفيين يتبعون للأحزاب ويريدون منا أن نخرج في الإعلام بحسب مزاج أحزابهم وأهواءهم.

واستدركت بالقول، والدي يتم التحقيق مع مع منشورات نقوم بكتابتها عبر صفحاتنا على فيسبوك ويتم معاقبته داخل السجن على ما نكتب، وحماس عندما نتحدث معهم عن القضية يقولون بنا: تحدثوا معنا على أساس أن والدكم متهم فقط، ونحن نرفض ذلك ونقول لهم لن نتحدث بذلك.

عائلة  يوسف حلس..

يوسف علي حلس 42 عاماً ضابطاً في جهاز المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية، تم اعتقاله بتاريخ 29/12/2019 بتهمة "النيل من وحدة ثورية-التخابر مع رام الله"، ولكن لم يتم محاكمته حتى اليوم داخل سجون حماس".

هذا ما قاله شقيق يوسف، خلال حديثه مع "أمد" حول صحة شقيقه، مجهول المصير، والذي ترك خلفه ولدان أكبرهم مجد 15 عاماً، وعلى 11 عاماً.

وتابع شقيق يوسف، أنّ المحامية غادة عابد، هي المهتمة بالقضية، ومثله كما الزق وحميد فالزيارة مسموحة لمدة نصف ساعة كل أسبوعين وللأقربون فقط، متابعاً "نأخذ له أغراض عدا الأكل الذي يتم شراءه من كنتينة السجن بحسب قرارات الداخلية".

وحول التعذيب الذي تعرض له شقيقه، أكد: تم الاعتداء عليه بشكل عنيف، وتعرض لتعذيب قاسي جداً، ونحن لا حول لنا ولا قوة ولا بيدنا حيلة، ولكننا نتابع مع الجهات المعنية، وطلبنا الكاميرات المتواجدة في محيط "أبو العطا"، وقمنا بمشاهدة بعض الكميرات فلم يتواجد أثر ليوسف في منطقة ابو سلمان حلس، ولا يوجد نهائياً دليل للتهم الموجهة بأنه تواجد بالمنطقة في الساعة الثانية فجراً، ولا يوجد له أثر".

ونوه، إلى أننا "طالبنا بكشف الاتصالات في هاتف يوسف وهو أكد أنه لا يوجد اي اتصالات له مع اي أحد من الضفة الغربية، ولا يعرف الغرباوي ولم يتواصل معه أصلا، ولا يعرف له اي رقم".

عائلة ماجد الزق..

ماجد عطية الزق 52 عاماً، اعتقل من قبل أمن حماس بتاريخ 9/12/2019، بتهمة النيل من الوحدات الثورية والتواصل مع شعبان الغرباوي أحد ضباط جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الفلسطينية.

9 أبناء أكبرهم عطية 24 عام ومحمد 19 و4 من البنات، زوجة ماجد التي أنجبت طفلها الصغير وهو في سجن غزة، تحدثت ودموعها في عيناها.

في يوم الثلاثاء فجراً، وأثناء خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر، كان ابو بهاء والد أبو سليم أبو العطا آخر من سلم عليه ماجد الزق، قبل اعتقاله.

محمد وعطية نجلا ماجد، تحدثا مع "أمد" عن صحة والدهم المتدهورة، وعم التعذيب الذي تعرض له داخل سجون غزة، واجراء عمليات في المستشفى دون علم عائلته.

محمد قال لـ"أمد"، إن والده لا ينزل محاكم منذ أكثر من 6 شهور، وزيارته كما رفاقه الآخران حميد وحلس، كل 3 أسابيع لمدة نصف ساعة، والاتصالات كل 3 أيام.

وشدد، أنّ والده "تعرض للتعذيب من خلال التحقيق في السجن، وأجرى عملية في إزالة "دمامل وكياس دهني" ومكث في المستشفى دون علمنا".

ونوه، "أبي متقاعد منذ عام 2017، ولا يوجد تواصل بينه وبين رام الله نهائياً، والتواصل بينه وبين شعبان الغرباوي كان تواصل اجتماعي كمسئول فقط وليس تواصل عمل".

وشدد، "بيننا وبين بهاء ابو العطا نسب فهو عديل عمي، وابن خالة والدي وشقيقه زوج ابنه عمتي وشقيقته زوجة ابن عمتي وعلاقتنا به قوية".

وأكمل محمد حديثه لـ"أمد"، "ذهبنا لكل المسئولين، وبالنهاية كان لنا لقاء مع السنوار قائد حماس الأسبوع الماضي، وقال لنا:إنّ هذه القضية سيتم حلها عن طريق المحكمة والمحكمة لم تعقد اصلا منذ 6 أشهر، ووعدونا عن طريق السراج مسئول اللجنة الأمنية انه يتم تسريع المحاكم ولكنها واقفة تماماً".

رسالة تكشف خفايا وأسرار..

ماجد الزق الذي تحدث من داخل السجن، عن نفسه ودراسته وعن ما تعرض له لإجباره بالخروج في مقطع فيديو من قبل الأمن الداخلي بغزة، ليعترف عن اعتراف لا صلة له أساساً، بأنه قام بمراقبة أبو العطا وإعطاء معلومات عنه لرام الله عن طريق الضابط الغرباوي.

وفي خفايا حديثه لجدران السجن: اسمي ماجد الزق درست علوم سياسية، والتحقت بالعمل الطلابي والجماهيري عام 1985م، في اتحاد العالم لطلبة فلسطين والحزب الشيوعي وعملنا في مواجهه المخططات الصهيونية ولتفريغ الحس الوطني لدى الشباب في المجتمع الفلسطيني وخاصة في غزة، ونشاطات العمل التوعى في غزة والضفة الغربية ومناطق 48 وخاصة مدينة الناصرة في اليوم العالمي التطوعى، إلى أن جائت سياسة تكسير العظام الذي اتخذها المجرم إسحاق رابين عام 1985م و 1986م الذي أدى بدوره الي تغير في منهج النضال لدينا والانتقال الى العمل العسكري وعلى اثر ذلك انا ومجموعة من المناضلين قمنا بتكوين ثلاثه مجموعات مسلحة لمقاومة هذه السياسة والتصدي لها وعملنا في مدينة غزة  في مقاومة الاحتلال حتى بداية عام 1987م قبل بداية الانتفاضة تقريبا ثم اعتقال المجموعة، وعلى اثر ذلك تمت محاكمتي بالحاكم العسكرى للاحتلال بالاعتقال لمدة 20 عام وفي نهاية 1987م تم نقلي الي سجن عسقلان وأمضيت عام ونصف تقريبا".

ويضيف الزق: "شاركت بالعمل النضالي داخل عسقلان، في اطار التنظيم لحركة فتح، وتلقيت الفكر الثوري على يد "سليمان حلس، وعبدالله أبو سمهدانة، ومسعود الراعي، ورياض حلس، والعديد المناضلين  إلي أن انتقلت لسجن نفحه الصحراوي في أواخر عام 1988م،  وهناك كانت قلعة ثورية مميزة وعملت والتقيت بالعديد من الشخصيات التنظيمية الوطنية وكان من بين هؤلاء "1- احمد شريم "، 2-سليم الزريعي، 3-هشام عبدالرزاق، 4-كريم يونس، 5-ماهر يونس 
ومن الشخصيات الوطنية والإسلامية "جبر وشاح - سمير القنطار- محمود الغرباوي- الشيخ صلاح شحاتة- مجدي حماد- يحيي السنوار".

وأكمل، "على اثر اتفاقية القاهرة في تاريخ 4/5/1994م، حيثُ تم الافراج عن مجموعة من داخل سجن نفحة وانا من ضمن هذه المجموعة بعد ان أمضيت حوالى سبع سنوات ونصف في سجون الاحتلال الإسرائيلي".

 ونوه، بتاريخ 2/11/2019م استشهد بهاء ابو العطا وزوجته باستهداف منزلهم، حيث تربطني صله قرابة بالشهيد عن طريق النسب حيث أن والدته، ابنه خالتي وعديل أخي شاهر، وأختى زوجة عمتي، ومتزوج من ابنه اختي وابن اختي متزوج من اخته وتربطني به علاقة اسرية قوية واجتماعية ولي علاقة مميزة بيني وبينة واحترام متبادل 

وصدرت صرخاته لأبواب السجن المقفلة عليه قائلاً، في يوم اعتقالي، طلب مني الأمن الداخلي، الركوب معهم في الجيب العسكري، وفعلا تم ذلك واقتدوني الي مقر الجوازات، وتم التحقيق معي بعلاقتي مع رام الله، فأخبرتهم أنني متقاعد 10-2017م، ومنذ الانقسام أنا ملتزم بتعليمات الرئيس وما يربطني برام الله سوى علاقات شخصية سواء من اهل او من زملاء من غزة انتقلوا الي الضفة بعد الانقسام، وعلى تواصل اجتماعي فقط لا غير مثل علاقتي مع "شعبان الغرباوي"، وهي علاقة زماله مسبقة وكنت من قبل عام تقريبا طلبت منه ان يعمل لي تنسيق للاردن وكان يدعى ان هناك صعوبة للحصول على تنسيق الأردن لاهل غزة.

ونوه: تعرضت للتعذيب الشديد والمتواصل، حاولت عدة مرات أن اضع حدا لحياتي لكني فشلت، وقلت لهم ماذا تريدون مني انا قتلت أبو عمار وقتلت احمد ياسين هاتوا ورقة بيضاء وأوقع عليها وتكتبوا بها ما تريدون وأقفوا التعذيب"، ولكن ليس لدي شيء أخفيه عنكم".

وشدد، بعد اليوم الحادى عشر وضعوني في الزنازين، وكنت لوحدي فمكثت يومين ونصف، وكان تمديد من القضاء العسكري واثناء عودتي للزنزانة مباشرة بعد مقابلة القاضي حسان سعد، ثم نقلي للتحقيق مباشرة وكان هناك عنف اكثر مما سبق وتم شبحي معلق بالكلبشات في حديد الباص وقدماي من الضرب بالبرابيش الجولاني اصبحو كقدم الفيلة وحجمها من 42 الي 62 تقريباً، وكان أظافر الاصابع الكبيرة في قدماي قد أميتت حتى خرج نصف الاظافر من مكانها، ولكن استمرت عملية شبحي لعدة ساعات معلقاً من الأيدي، كل ذلك حدث في جولة استمرت لمدة 19 يوماً متواصلة، من الصباح حتي الظهر وبعد الصلاة الغداء الوهمي جولة اخري حتي العصر، وبعدها في الباص وكان رقمي 6439 شبح متواصل اذا جلست دقائق مسروقة على كرسي وأغلب الوقت واقفاً أحيانا كنت اشعر اني نمت وانا واقف وفجأة اشعر بجردل مياه تصب في ظهري وكنت اتسائل اين الخلاصة يالله".

ويوضح أيضاً: "بعد انتهاء جولات التحقيق كنت أطلب من المحقق بان يسمح لي أتمدد على البلاط ولو لنصف ساعة او ربع ساعة حيث ان هناك بالباص كنت اشعر  بوجود اشخاص ممدين واخرين يجلسون على كرسي، اما انا فكانت التعليمات بالشبح المتواصل والتعذيب، وكانت تأتي الي هواجس كثيرة ..هل سابقي على قيد الحياة.....هل ساعود الي اسرتي ..ام ماذا؟!!".

وأوضح، "حاولت أن أضع حدا لحياتي، لكني لم أستطع ولم يكن هناك حتى فرصة لذلك، فكان الخلاص أن أقول لهم فعلا، بعد ذلك انني قد حفظت الحدث كله عندما يسألني كنت أغرد بها كالأغنية، إلي أن طلبوا مني تصوير اعترافي وقالو لي، هذا التصوير لغرض التحقيق فقط".

مطالب ومناشدات..

العائلات الثلاثة طالبوا بنفس الأمنيات علها تتحقق قريباً أو تصل رسالتهم إلى أصحاب الضمائر الحية في أن يتم انهاء قضية "حميد وحلس والزق".

وناشدوا، بإنهاء الصراع الذي استمر لأكثر من 15 ومستمراً حتى الآن، وصراعات الكرسي والمناصب ظلم فيها أناس ليس لهم ذنب أبداً"، كما قال نجل ماجد.

فيما طالب شقيق يوسف، بالإفراج عنه، ليعود لعائلته ليرعى أطفاله، لأنه طفله مجد البالغ من العمر 15 عاماً، ويعاني من حالة نفسية بسبب فقدانه لأبيه، بسبب ما يسمعه عنه بأنه أبلغ عن أبو العطا، وعرضناه لطبيب نفسي.

ملاحظة: "أمد للإعلام" تواصل منذ عدة أيام مع حركة الجهاد للحديث عن القضية، وطلبوا منا الانتظار ولكن دون رد أو جدوى.