لأول مرة في فلسطين.. معرض للقطع النقدية القديمة في نابلس
تاريخ النشر : 2021-11-29 15:55

نابلس: عرض، يوم الاثنين، 44 قطعة نقدية قديمة، في المعرض الفلسطيني الأول للقطع النقدية القديمة، الذي نظمته كلية العلوم الانسانية، وقسم الآثار في جامعة النجاح الوطنية.

وضم المعرض إضافة إلى عرض القطع النقدية القديمة زوايا أخرى، حيث ضمت إحدى الزوايا لوحتين تحمل صور نقود قديمة ملونة، تمثل معظم الفترات التاريخية التي مرت بها فلسطين، إضافة إلى قصص من قطع نقدية مزورة حاول الاحتلال بثها لأهداف سياسية، لتأكيد وجوده.

وعرضت القطع، وهي من عصور مختلفة يونانية، ورومانية، وبيزنطية، وأموية، ومملوكية، وعثمانية، وانجليزية، في ثماني خزائن عرض.

وقال مشرف المعرض لؤي أبو السعود: إن كل قطعة نقدية حملت بطاقة هوية خاصة بها، ومعلومات تخصها، وتم الحصول عليها من وزارة السياحة والآثار الفلسطينية.

وتابع أبو السعود "تم في بداية الفصل الدراسي عقد ورشة عمل، كان الهدف منها تدريس مساقات في الجامعة تتضمن مهارات القرن الواحد والعشرين، ويشرف عليها مركز التميز، ومن ضمنها جاء التخطيط للمعرض".

وفي زاوية ثالثة كانت هناك زاوية للمصادر والمراجع الخاصة بـ"المسكوكات".

كما تم خلال المعرض عرض فيديوهات تتناول التطور التاريخي لصناعة النقود القديمة منذ النشأة حتى بداية القرن الماضي.

من جهته، قال وكيل وزارة السياحة والآثار صالح طوافشة، "إن هذا المعرض هو الأول في فلسطين الذي يختص بالقطع النقدية القديمة، فهناك حوالي 33 متحفا في محافظات الوطن، ولكن هذا المعرض مختلف، كونه مختصا بالقطع النقدية".

وأضاف، "أن القطع الأثرية تجسّد تاريخ فلسطين عبر العصور، مع بداية انتشار القطع الأثرية إلى الآن".

وبين طوافشة "أن المعرض يكتسب أهمية على الصعيد الوطني الفلسطيني، حيث تعرض التراث الفلسطيني للكثير من الدمار خلال الفترات السابقة، فمنذ عام 1967 وتراث الوطن يستغل، ويُنتهك بدعم من الاحتلال الاسرائيلي، وكانت الوزارة وضعت خطة ممنهجة للحفاظ على تراثنا".

وأشار إلى أن الوزارة قامت بجهود كبيرة في وقف عمليات التنقيب، والنهب للآثار بالتعاون مع الأجهزة الأمنية.

وتطرّق طوافشة إلى عمليات السرقة والنهب التي تتم في معظمها في المناطق المصنفة (ج)، ولا تستطيع طواقم الوزارة الوصول إليها، وأهمية دور الجامعات في نشر الوعي بين المواطنين للحفاظ على التراث الفلسطيني.

من ناحيته، قال رئيس جامعة النجاح الوطنية عبد الناصر زيد "إن المعرض الأول للنقود يشكل انجازا، وسيكون بداية لمعارض أخرى، ومقدمة لمتحف يجمع التراث الفلسطيني".

وكان الشعب الفلسطيني قد عرف النقود قبل 4000 عام؛ حيث تطور سك النقود عبر العصور منذ وجود الكنعانيين الأوائل، وصولا إلى الانتداب البريطاني، مرورا بالعصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية والعثمانية؛ ثم استخدمت كقطع للزينة تتزين بها النسوة الفلسطينيات، حتى فترة متأخرة من العهد العثماني، وأصبحت هذه العادة من التراث الفلسطيني.

وتعد النقود من الوثائق التاريخية المهمة؛ ولها علم خاص بها يسمى علم (النميات)، وهذا العلم يبحث في نوعية النقود، وتاريخها، والأمم التي ضربتها، ويفسر جوانب حضارتها، كما يكشف عن قسمات النقود الفنية وأبعادها الجغرافية ووزنها الاقتصادي ومدلولها السياسي.

وتعد النقود المعدنية الفلسطينية خير مساعد على معرفة المدن والممالك القائمة في العهود الخالية؛ لأنها تنطق بحقيقة ذلك الزمن فتساهم بإعادة كتابة التاريخ الحقيقي بعيدًا عن الزيف.