لا يعيش لها مبعوث!
تاريخ النشر : 2021-11-25 11:03

بينما تتأهب ليبيا على حدودنا المباشرة لإجراء انتخابات الرئاسة والبرلمان فى الرابع والعشرين من الشهر المقبل، أعلن يان كوبيش، المبعوث الأممى إليها، استقالته من منصبه!.. وقال، مبرراً الاستقالة، إن وراءها أسبابا شخصية، وإنه يرغب فى الإقامة فى جنيف، حيث كان يعمل من قبل، وليس فى العاصمة الليبية طرابلس!.

وليست هذه هى الاستقالة الأولى بين المبعوثين الدوليين الذين توافدوا على ليبيا، فالمبعوث السابق على كوبيش مباشرةً استقال قبل أن يمارس عمله أصلاً!.. وما كادت الأمم المتحدة تعلن اسمه مبعوثاً حتى كان قد بادر إلى الاستقالة دون مقدمات!.

ومن قبلهما كان غسان سلامة مبعوثاً دولياً إليها، لكنه فى لحظة أعلن استقالته هو الآخر، وقال وقتها إنها لأسباب شخصية.. تماماً كما قال كوبيش فى استقالته أمس الأول!.

وحقيقة الأمر أن الثلاثة لم يقدموا شيئاً إلى الليبيين، ولا الذين سبقوهم من قبل.. فجميعهم كانوا يتصرفون فى أماكنهم وفق مبدأ هنرى كيسنجر الشهير، الذى يدير أى أزمة ولا يحلها.. وتكون النتيجة المضمونة هى إنهاك أصحاب الأزمة أنفسهم.. وهذا ما يبدو واضحاً على وجه الدولة الليبية، إذا ما جربت أنت أن تتطلع إلى وجهها من أى زاوية شئت!.

وإذا أردنا الخلاصة فى موضوع ليبيا فهى ما قاله وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، فى آخر مؤتمر انعقد فى بلاده وضم بالإضافة إليها: مصر، وتشاد، والسودان، والنيجر، ثم تونس.. فهذه هى دول الجوار المباشر الست مع ليبيا!.

قال الوزير لعمامرة إن حل القضية الليبية هو حل ليبى فى المقام الأول والأخير، وإن القضية من بعد ذلك تخص دول الجوار وحدهم.. وهى بالطبع قد تتقاطع مع مصالح أطراف أخرى فى الإقليم أو فى العالم، لكنها ليبية أولا، وإفريقية ثانيا.. وما بعد ذلك يأتى أو لا يأتى فإنه لا يهم، إذا تكلمنا عن حل جاد ومخلص وصادق مع النفس ومع الغير!.

هذا هو الكلام إذا شاءت الأطراف السياسية الليبية أن تسمع وتنصت، وإذا شاء المرشحون للرئاسة فى ليبيا الذين بلغوا ٩٨ مرشحا أن يسمعوا وينصتوا.. فما عدا ذلك هو شغل إدارة لا حل، وهو وصفة كيسنجرية لا تخيب لإنهاك أى كيان!.

عن المصري اليوم