من يدفع للزمار....؟!!
تاريخ النشر : 2013-10-06 00:31

قد يبدو العنوان غريبا ،وما غريب الا الشيطان، لكنني لم أجد أبلغ من هكذا عنوان ..(من يدفع للزمار ...يختر اللحن..!!) مثل انجليزي جعلته الكاتبة فرنسيس ستونر سوندرز عنوانا لكتابها الفضيحة..!!

امريكا تبيع ،وتشتري كل ما يخطر ،ولا يخطرعلى البال .. زعماء .. نساء .. مثقفين ..إعلاميين ..

فنانين ..مشايخ.. قضاة..محامين... و...و..

أمريكا تتفوق في صناعة الكذب ،وتلفيق الخبر ،وتطويع الإعلام في العالم ،وجعله أداة تسويق البضاعة الفاسدة من تلميع للباصمين ،أو حرق ، وإقصاء للخارجين..!! من خلال تناغم استخباري عالمي تلعب فيه دور الممول ،والمايسترو..،وهذا لم يكن مفاجئا ، أو مستغربا ،لكنه لم يكن متوقعا بهذا القدر من الاستباحة ،والاختراق .. ،وبذلك الكم من الاستجابة، والتواطؤ ،والارتزاق ..؟!!

إما المضحك المبكي فعلا أن تأتي الفائدة ، وفاكهة المائدة منطق (يكاد المريب يقول خذوني)..!!من قاعدة إعلامية مشبوهة اشد فداحة ،وخطورة من جارتها العسكرية ..!!

الشكر لله أولا ،ثم لجزيرة العرب (أم جميل) حمالة الحطب ثانيا التي عرفتني من خلال برنامج (في العمق) على هذا الكتاب.. ضحكت حتى وقعت على قفاي ،والمذيع (الظفيري) يتحدث عن شراء السي أي ايه منذ الخمسينات لصحف ،ومجلات، واذاعات ،وتلفزيونات ،وزعامات ،و بدل، ودشداشات ،وجماعات عالمية وعربية لمواجهة البعبع اليساري..!! فزاعة العم سام في ذلك الوقت ..وما اشبه اليوم بالبارحة..!!

صحف عالمية،وعربية فاشلة كانت على وشك الانهيار.. اشترتها السي أي ايه ووزعت نسخها مجانا .. ودعمتها بميزانيات ضخمة لكي تعزف نفس اللحن ،ومن الامثله الحديثة بعد حرب العراق ان الاحتلال الامريكي صحيفة (بغداد) بسخاء ،ودعم كتابها التافهين برواتب خيالية لنشر أفكار تجمل وجهه القبيح ،والقي بنسخها مجانا للمارة في الزوايا والشوارع..والميادين!!

أكثر من ذلك .. كان مصير من يغرد خارج السرب التصفية الجسدية، أو المعنوية ،والأمثلة كثيرة جدا

عرفت أن جائزة نوبل حجبت عن الشاعر اليساري (بابلوا نيرودا) بفعل فاعل .،.فادركت على الفور بداهة ان يحصل على جائزة نوبل كل من مأمأ في القطيع الامريكي سياسيا كان، أم اديبا ،وربما عالما..!!

وعرفت أيضا أن الأديب (ارنست همنجواي) قضي كمدا ،وإحباطا بسبب إقصاء متعمد ..

من هنا ندرك.. لم كان محمود درويش والماغوط والطيب صالح وامل دنقل..و... و .... بعيدين جدا عن مدينة نوبل الفاضلة..؟!!

أما ما أذهلني حقا ..شراء السي أي ايه لمجلتي (شعر) ،و(فصول) الشهيرتين...،وتبنيها للفن التجريدي واللامنتمي ،ومدارس الهلوسة ..لمواجهة الفن المنتمي ،والملتزم..!! بهدف تغريب الأصالة ،والقيم الوطنية من خلال غزو فكري انحلالي يكون أكثر فتكا ،وتخريبا من مدافع الدبابات..!!

وللأسف لم يكن هناك ما هو عصي على الشراء بالعملة الصعبة ،أو حتى المحلية إلا من رحم ربه أو من غيب قسرا تحت التراب ..!!

جماعات ،وحكومات، وأفراد التقوا من خلال مصائد البعثات الدراسية ، والمؤتمرات الانسانية مع السي أي ايه في الخوف من اليسار ،والثورة ،ونسقوا بحجة الحرية ،وحقوق الإنسان فكانت الثورات المصنعة استخباريا في ربيع اوروبا الشرقية كحركة تضامن بولندا وماجرى في رومانيا ويوغسلافيا وبلغاريا ،وأصبحت الخيانة وجهة نظر في ( منشقين) كبار باعوا أنفسهم للشيطان ..!! واذكر منهم العالم الروسي المنشق (اندريه زخاروف) وعربيا المجاهد الكبير سعيد رمضان..!!

لقد وظفت امريكا وبدهاء العروبة في حرب الخليج الاولى..كما وظفت الدين من قبل في افعانستان..،واليوم توظف الاثنين معا في حالة الخريف العربي ،وعلى الاخص في مصر وسوريا

اذن..... كانت امريكا ،ولازالت تدفع وترشي ،وتصل ،وتمنع لكي نغني نفس اللحن الذي تريد... !!

وان لم يكن فآخر الدواء الحرب.. التي تضمن سوقا مفتوحا للنفط ،والسلاح..بينما تترك لأعراب القبائل والمذاهب ان يتباهوا ب(حي على الجهاد..حي على النكاح ).. في كل مكان دون اسرائيل ..!!

أمريكا من خلال ،وسائلها الإعلامية المحلية ،والمرتزقة في العالم تصيغ لنا كدواب مستهلكة ،وبكل العناية ،والكذب علفنا الإخباري كل صباح..، وتتفنن في إعداد مرتب لعشائنا الشهي.. لنلتهم دونما تمييز، أو إحساس بالشبع..!!

فضائيات فتنة طائفية بعينها، وبنجوم عربية مرتزقة تخصص لها رواتب فلكية لاتزال تقدم لنا كقاعدة إعلامية امريكية ..وجبات ماكدونالد، وكنتاكي اخبارية مفبركة ،وتحريضيه كاذبة تغلفها بنصف الحقيقة وتخفي عن عمد النصف الاخر ،وتذكي الصراع ،والمناكفات بين القطيعين الوطني ،والاسلامي بمفردات ثورة أم انقلاب .. سلمية أم ارهاب ..قتل النظام ام ذبح المعارضة..كيماوي الاسد ام كيماوي النصرة ..كما نتابع في اخباريات المحروسة وأنباء الشام..!!

اليوم .. وبعد ان فتحت فرنسيس سوندرز عيوننا على المشهد أكثر ... أصبح السيناريو أكثر وضوحا لكل ذي عينين ....والحقيقة باتت اشد وجعا..،ويجب ان نعترف بها حتى ولو خجلا بيننا ،وبين أنفسنا ( أمريكا تصنع لنا ما نشاهده ،ونعيشه..،وما نحن إلا عرائس المولد ..!! وماجرى من قبل الخريف العربي ،ومن بعد ليس سوى رقصة بائسة طويلة على مزمار عربي اسلاموي يعزف بركاكة جازا امريكيا وبإيقاع بغيض ..!!

واستطيع ان ادعي بكل الاعتقاد والألم ان تمام الرقص بدأ بأفول شمس عبد الناصر ،وبدء عصرال (99،9999% من الحل في يد امريكا )

واستمر، ويستمر حتى يومنا هذا ،وسيستمر الى ما شاء الله في حظيرة التيوس والغنم ..!! واعتقد ان الفحل حمد بن جبر ال ثاني وزير الخارجية القطريكية المعزول قد اعترف بذلك علنا في مؤتمر وزراء خارجية الهرب اثناء موقعة الشهيد الجعبري في غزة ،وماتمخض عنه من اتفاق المتحاربين برعاية امريكا ،ومرسي والذي اظهر مشعل فاتحا يقررعلينا انتصارا مؤزرا..!!

اللهم اصلح ذات وعينا.. ،وآت نفوسنا تقواها ..فأنت خير من زكاها.. ،وأنت خالقها ،ومولاها..