الشعبوية الفلسطينية بين الواقع والخيال
تاريخ النشر : 2021-10-27 14:02

ثمة حديث لا يتوقف عن "الوعي" في حياة القاعدة الشعبية الفلسطينية ".

ولعل أهم ما يدور الحديث حوله هنا هو تزييف الوعي وتشويهه المقصود" كونه الهدف الأول للإحتلال لصناعة وتأصيل الأسباب لتراجع الشارع الفلسطيني وتفاعله مع قضاياه ودوره في التغيير السياسي المنشود، وهذا بدون شك من أهم معضلات وإشكاليات هذه المرحلة الصعبة في تاريخنا.

وهنا نجد أن الحديث عن الوعي يدور في فضاء رحب من المفاهيم، قد تجعل المجتمع لا يستطيع التمييز بين الوعي الواقعي الحقيقي والآخر المزيف المعتمد على الخَطابة الفارغة، ولكي ننجح يجب علينا التخلص من محترفي الميكرفونات ومن المفاهيم والقناعات والشعارات الزائفة التي يَبثونها لدى المواطن الفلسطيني، لنتمكن من التأسيس لوعي حقيقي جذري وثوري قادر على الإطلاع بالمهام الثقيلة والتحديات الجسام التي تحملها هذه المرحلة من تاريخنا.

ولتحقيق هذا الهدف يجب أن نسعى لتبسيط مفاهيم الوعي وعدم صناعة نخب الصالونات والغرف المغلقة التي تترفع على الحوار مع البسطاء (مثقفي السبوبة) بل الإعتماد على (المثقف الثوري الشعبوي) لنهتم بالقاعدة لنتمكن من التأسيس وعلى هذه الأرضية الواقعية ستكون بداية التطوير وإعادة المفاهيم التي تضررت في مرحلة التيه الوطني للوعي الشعبي الفلسطيني، إن استعادة دور المثقفين الوطنيين والمستقلين في صنع حاضر شعبنا ومستقبله لازم.

إن ما يهمنا هنا أولاً بناء المواطن قبل المقاتل عبر التركيز على مفهوم الوعي ودوره لرفع المستوى الشعبي فردياً ومجتمعياً، في سياق النضال من أجل التحرر الوطني والتغيير السياسي والإجتماعي الذي نحتاجه وبقوة بهذه المرحلة المؤلمة والضبابية.

تغيير مفاهيم العمل الوطني يجب أن يتم بإعادة التفكير فيها جذرياً وترتيب أولويات المواطن

(من التنظيم أولاً. الى الوطن أولاً ) لترسيخ الوعي الشعبي في إتجاه المصلحة الوطنية العليا فهي فوق الجميع والقرار للشعب.