الخارجية الفلسطينية: المجتمع الدولي على وشك السقوط النهائي أمام اختبار مبادئه وعدالة القضية الفلسطينية
تاريخ النشر : 2021-10-21 12:21

رام الله: أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية يوم الخميس، أنّ المجتمع الدولي على وشك السقوط النهائي أمام اختبار مبادئه وعدالة القضية الفلسطينية


وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان صدر عنها ووصل "أمد للإعلام" نسخةً منه، إنّ "الضفة الغربية المحتلة عامةً والقدس المحتلة والمناطق المصنفة (ج) خاصةً تحت نيران الاحتلال وبشكل يومي وعلى مدار الساعة، في عدوانٍ وحشي وبشع يهدف إلى استكمال عمليات اسرلة وتهويد وضم القدس وتفريغها من أصحابها الأصليين، وإلى تكريس سيطرة الاحتلال على المناطق المصنفة (ج) وتخصيصها كعمق استراتيجي للاستيطان الاستعماري بأشكاله كافة، وفي استباحة مستمرة لأرض دولة فلسطين أقرب ما تكون إلى عملية قرصنة واختطاف للضفة الغربية المحتلة وإخراجها تماماً من أية عملية سياسية تفاوضية وفصلها عن أية جهود دولية وإقليمية مبذولة لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ذلك كله بقوة الاحتلال وعنجهيته وبقرار اسرائيلي رسمي تشرف على تنفيذه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة".

وأوضحت، أن ترجمات هذا المشهد الدموي تتصاعد يومياً بأشكال مختلفة ومتواصلة من الجرائم والانتهاكات التي تؤكد بشكل قاطع أن دولة الاحتلال وقادتها معادية للسلام وتبحث عن مخارج تضليلية للمسؤولين الدوليين لتغطية هذه الحقيقة، بل وأكثر من ذلك، تقوم إسرائيل يومياً وكأنها تسابق الزمن في حسم قضايا المفاوضات النهائية من طرف واحد وبقوة الاحتلال، وتحدد علاقاتها مع الدول بما فيها الإدارة الأمريكية بناءاً على مدى دعمها أو رفضها للخطوط الحمراء البارزة لمشروعها الاستعماري التهويدي التوسعي في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما يفسر تصعيد الاحتلال ومنظماته الاستيطانية الإرهابية من عدوانها المتواصل ضد شعبنا وأرضه ومقدساته وممتلكاته، كثابت لا يتغير من ثوابت السياسية الإسرائيلية تجاه الأرض الفلسطينية المحتلة. خلال الأيام الماضية وبالأمس تتعرض القدس لنيران الاحتلال كان أبرزها عمليات القمع الوحشية ضد المواطنين الفلسطينيين في باب العامود، الاستباحات اليومية واقتحامات المسجد الأقصى المبارك، اقتحام قادة المتطرفين بن غفير وسموتريتش الاستفزازي لباب العامود والبلدة القديمة، إبعاد رئيس لجنة إعمار المقابر الإسلامية بالقدس الحاج مصطفى أبو زهرة عن مقبرة اليوسفية في باب الاسباط، عمليات الاعتقال الجماعية ضد المواطنين المقدسيين بمن فيهم الاطفال والفتية والنساء والطلبة، استمرار عمليات هدم المنازل والمنشآت وتوزيع اخطارات بهدم اخرى كما حدث في سلوان، مخططات التطهير العرقي المتواصلة ضد المواطنين المقدسيين من أحياء وبلدات القدس كما هو الحال في سلوان وحي الشيخ جراح وغيرها، في عملية استعمارية قل نظيرها لتكريس ضم القدس وفصلها عن محيطها الفلسطيني والحاقها بدولة الاحتلال.

وشددت، أنّ هذا المشهد الإجرامي الذي سيطر على الفلسطينيين قبل العام 1948  هو ذاته يتكرر بالقدس حالياً، ويتواصل ببشاعة أكبر ضد الوجود الفلسطيني الوطني والإنساني في المناطق المصنفة (ج) ، من استمرار عمليات سرقة ومصادرة وتجريف الأرض الفلسطينية كما حصل بالأمس في واد رحال جنوب بيت لحم، إلى تقطيع وإبادة 300 شجرة زيتون في بلدة المزرعة الغربية شمال رام الله ومنع المواطنين من الوصول إليها، سرقة ثمار الزيتون ومعدات زراعية في قريوت جنوب نابلس، تجريف واغلاق الطرق المعبدة والزراعية لمنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم وقطف ثمار زيتونها، استمرار حرب الاحتلال لفرض سيطرته التهويدية على المواقع التاريخية والدينية والأثرية التي تقع في قلب المناطق الفلسطينية كما حصل مؤخراً في اقتحام المستوطنين للمنطقة الأثرية في سبسطية، وغيرها من انتهاكات وجرائم الاحتلال التي تسيطر على واقع وحياة الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

وأدانت، بأشد العبارات الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وتعتبرها تجاوزاً لجميع الخطوط الحمراء وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف، وتعميقاً لانقلاب إسرائيل الرسمي على جميع الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الفلسطيني، وإصراراً إسرائيلياً رسمياً على تصفية القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا الوطنية العادلة والمشروعة، وحرب اسرائيلية معلنة على عملية السلام والحل السياسي التفاوضي للصراع، وتخريب متعمد لأية جهود إقليمية وأمريكية ودولية لانقاذ وحماية حل الدولتين.

وعبرت، عن استغرابها الشديد من اكتفاء الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي ببعض بيانات الرفض والإدانة الشكلية لجرائم الاحتلال وللاستيطان، أو صيغ المناشدات الخجولة لدولة الاحتلال أو مطالبتها بالتحقيق فيما ترتكبه من جرائم عن سبق إصراراً وتخطيط.

ورأت، أنه وفي ضوء الخطاب التاريخي الهام الذي ألقاه الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن ساعة الحسم اقتربت، ويكاد يكتمل سقوط المجتمع الدولي ومبادئه واخلاقياته المزعومة في اختبار عدالة القضية الفلسطينية، وعندها فإن جميع الخيارات مطروحة أمام الشعب الفلسطيني.