حزب الله العراقي ونوايا بناء هيكلية شبيهة بالحرس الثوري الإيراني وتسخير الولائية والمرجعية لتحقيق ذلك !!!
تاريخ النشر : 2021-10-19 16:16

التوسع وتصدير الثورة الإيرانية، مصطلح سياسي ظهر فعلياً إلى حيز الوجود بعد الثورة الإيرانية عام 1979.. حيث تميزت هذه الثورة، بوصول رجال الدين المحافظين إلى السلطة في إيران، وإزالة نظام الشاه.

اتبع القادمون الجدد بعد توليهم السلطة، سياسة تصدير الثورة إلى خارج حدود الدولة الإيرانية عن طريق استنهاض الروح الطائفية عند شيعة العراق والبحرين، بالإضافة إلى الأقليات الشيعية في باقي دول الخليج العربي، واليمن، والترويج إلى فكرة أن الطائفة هي الأساس، وليس القومية التي يتبعونها، والدعوة إلى ولاية الفقيه، وحفز ولائهم لإيران بطريقة غير مباشرة، وهي كون إيران الدولة الإسلامية الشيعية الوحيدة، والاستفادة من التضييق والاضطهاد الذي يتعرض له الشيعة في عدة دول عربية.

شغل المشروع الإيراني، مفكري الأمة العربية والإسلامية، منذ صرح الخميني بعيد انتصاره ثورته على الشاه ونظامه، حيث قال بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لانتصار ثورته عام 1980م: (إننا نعمل على تصدير ثورتنا إلى مختلف أنحاء العالَم).

وعندما نشبت الحرب بين العراق ، وإيران، توقف مشروع تصدير (الثورة الخمينية) مدة من الزمن، ولكن خليفة الخميني وأركان نظامه، لم ينسوا تصريح إمامهم، بل بذلوا جهودهم في بلورة مشروعهم، وقدموا أقصى ما لديهم من إمكانات مادية ودينية من أجل غزو الوطن العربي، والعالم الإسلامي بذلك المشروع.

بدأ النظام الإيراني نشاطه الذي أطلق عليه تعبير "تصدير الثورة" بتشكيل خلايا داخل تلك الدول، لإحداث البلبلة فيها والاستفادة من البعد الطائفي ما أمكن، لتحقيق المرامي السياسية، والذي يصفه البعض بإحياء أمجاد الدولة الصفوية المبنية أساساً التفوق العرقي الفارسي على العربي.

كانت الحرب الإيرانية العرقية واحدة من أهم نتائج تصدير الثورة والتي اعتبرها العراق تخريبا خطيرا لبنيته الاجتماعية، لما في المد الإيراني من بعد طائفي خطير، أظهر على السطح ظواهر لم تعرفها المجتمعات العربية قبلاً، كتعبير (السني والشيعي) وانتشار أفكار دينية جديدة، ذات طابع قومي فارسي حتى لدى الشيعة العرب.

لم يكن للمد الإيراني أثر قوي في عهد الرئيس العراقي صدام حسين، حيث أن عراق صدام، شكلت عملياً جداراً قوياً في طريق هذا المد.

إلا أن هذا لم يمنع إيران، من الوصول إلى مناطق داخل العمق العربي، عن طريق إنشاء ما يسمى حزب الله في لبنان، وسيطرة مريديها على سياسة هذا الحزب، وبروز الخلل الطائفي بين المسلمين في لبنان، بعد أن كانت معدومة تماماً.

واستمرت أيضاً في دعم أحزاباً شيعية بحته، تنادي بسيادة الطائفة الشيعية كحزب الدعوة في العراق، و حزب الله الحجاز في السعودية، والذي يعمل كذراع إيران في المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى إثارة القلاقل الطائفية داخل البحرين والكويت.

ظل هذا النشاط محدوداً حتى العام 1990 الذي دخل فيه العراق الكويت و بدأ عملية عاصفة الصحراء مما أثر على البنية العسكرية العراقية بشكل كبير، ثم فرض حصار اقتصادي شديد، أضعف من قدرات العراق في مواجهة المد الإيراني.

استغلت الولايات المتحدة في سياستها، البعد الطائفي لدى شيعة العراق لتقويض النظام العراقي، ورفع مستوى التعاون مع إيران، لتحقيق مشروعها بعزل العراق وتغير نظامه السياسي.

ومما لا شك فيه، أن التدخل العسكري الإيراني عام 1991، لصالح القوات الأمريكية في العراق، والذي كان عن طريق إقحام عشرات الألوف من المليشيا المسماة بقوات بدر إلى العراق، قد أثر على سلامة الأمن العراقي تأثيراً شديدا، وزاد من التوتر الطائفي، وخصوصاً بعد ردة الفعل العنيفة للجيش العراقي لإخماد الفوضى التي سببتها قوات بدر.

استعانت الولايات المتحدة بالنفوذ الإيراني الطائفي أيضاً في أفغانستان عام 2001. وتوج التعاون الأمريكي الإيراني عندما قامت الولايات المتحدة و بريطانيا بغزو العراق وإسقاط النظام السياسي العراقي القائم حيث كانت الولايات المتحدة قد جندت البعد الطائفي مستغلة النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية والتي تعاونت مع أمريكا وحليفتها بريطانيا حتى بعد الاحتلال و سقوط بغداد وذلك بوضع النظام السياسي الجديد ولإضفاء الشرعية على الاحتلال بحكم أنهم عراقيين.

جلب الاحتلال أمريكي نظاما شيعيا موالياً بالكامل لإيران حيث بدأت أعمال تصفية واسعة للطائفة السنية من أركان الدولة العراقية، فبدأت إيران بتشكيل مليشيا موالية لها كمليشيا الحشد الشعبي، وخلق زعامات ومرجعيات قادت هذه المليشيا لتصفية وإقصاء السنة وتفريغ مناطق واسعة وخصوصاً في بغداد من الوجود السني عن طريق القتل على الهوية وتدمير المنازل والتهجير القصري عن طريق جيش المهدي وفيلق بدر وقوات المغاوير في وزارة الداخلية التي كان يشرف عليها بيان جبر صولاغ. وتدعم إيران وبقوة فكرة تقسيم العراق لفديراليات كنواة لاحتلال كلي بحيث يصبح الجنوب العراقي شبة دول شيعية سيكون لإيران فيها السيادة الحقيقية.

بعد سقوط النظام العراقي، وبروز النفوذ الإيراني في العراق، امتد اثر ذلك على بقية دول الخليج العربي، حيث بدأ صوت الشيعة هناك يعلوا لدرجة الدعوة إلى الانفصال في مناطقهم خصوصاً في البحرين، والمنطقة الشرقية من السعودية، التي تسكنها أقلية شيعية، بالإضافة إلى تزايد نفوذ حزب الله في لبنان والذي بدأ وكأنه يمثل ذراعاً لإيران في المنطقة.

ومن أشد المظاهر وضوحا للمد الإيراني ظهور ما يسمى الفضائيات الشيعية التي لم يكن لها وجود يذكر قبل الاحتلال الأمريكي للعراق والذي يشكل ظاهرة خطيرة جدا لوحدة الدول العربية وسيادتها. الأمر الذي يوضح حجم هذا النفوذ الإيراني على الطائفة الشيعية.

لاشك أن لإيران اهداف ومصالح استراتيجية في المنطقة بشكل عام وفي العراق على نحو خاص، باعتبار كون العراق المنافس التقليدي لإيران في المنطقة وحائط الصد الذي لعب أدواراً مهمة في السابق للتصدي للتغلغل الإيراني في الخليج وفي دوائر الامن القومي العربي، وذلك ضمن مشروع استراتيجي ايرانى، له من المحددات والاهداف والادوات ما يساعده على تحقيق اهدافه

مع الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003، وما أحدثه من تغيير في المعادلة السياسية الداخلية في العراق، لصالح القوى الشيعية وعلى حساب السنة التي ظلت لعقود طويلة، المتحكم الأساسي في الأوضاع السياسية في العراق، وما ارتبط بذلك من فتح المجال العراقي لدخول قوى اقليمية عديدة، على رأسها إيران، تحاول تحقيق اجنداتها الخاصة مستعينة في سبيل تحقيق ذلك، ببعض الكتل العراقية الجديدة التي تعاظم دورها بعد اسقاط نظام صدام حسين

ويمكن القول، أن حدوث الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 كانت نقطة تحول جديدة في التوجهات الإيرانية نحو دول الجوار بشكل عام ونحو العراق علي نحو خاص، من خلال مبدأ تصدير الثورة والتأكيد علي فارسية الخليج، وما تبع ذلك من مرحلة جديدة من مراحل الصراع الإيراني علي العراق والذي وصل الي أشده في الفترة من 1980-1988

هذه الفترة من فترات الصراع كانت بداية لتأسيس بعض الادوات الإيرانية، من خلال مؤسسات سياسية وعسكرية للتحرك لتنفيذ اهداف الثورة، والعمل علي تصديرها الي العراق وباقي دول الخليج من خلال قلب أنظمة الحكم وتشكيل أنطمة جديدة تدور في فلك إيران وتدين بالولاء والطاعة لسلطة الولي الفقيهه، وفي هذا الإطار تم تأسيس ما يعرف بالحرس الثوري الإيراني وفيلق بدر واللذان لعبا دوراً مهماً في إدارة الصراع الإيراني مع العراق خاصة بعد عام 1991 من خلال إدخال الالاف من المنتمين الي الحرس الثوري الي العراق، ومحاولة تجنيد بعض العراقيين للعمل في فيلق بدر وغيره في محافظات البصرة وميسان وواسط وذي قار، وهذه العناصر استطاعت أن تقوم بعدد كبير من العمليات العسكرية كالقتل وتخريب الدوائر الحكومية

ومما لاشك فيه أن الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003 وما تبعه من تداعيات علي هيكل وبنية الدولة العراقية، قد أفسح المجال للحركة الإيرانية في العراق علي نحو غير مسبوق مقارنة بكل الفترات السابقة للاحتلال.

ولتحقيق إيران لاستراتيجيتها في الخليج العربي، وخصوصا العراق، استخدمت عدة ادوات في العراق اهمها احتواء شيعة العراق عن طريق:

 

احتواء القيادات والتيارات الشيعية المتنافسة: ويسيطر اليوم على الشارع الشيعي في العراق عدة مرجعيات وتيارات أهمها: مرجعية علي السيستاني، وتيار الصدر الذي يقوده مقتدى الصدر، وجماعة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة عبدالعزيزالحكيم، وبدرجة أقل حزب الدعوة بفروعه المختلفة، وهناك تيار آخر مدعوم من إيران يعمل بصمت داخل مدن الجنوب وبعيداً عن الضجة الإعلامية كما يمارسها الآخرون وهو تيار المرجع (المدرِّسي) الذي يقود ما يعرف بـ (منظمة العمل الإسلامي) وهذه المنظمة أكثر قوة وتنظيماً، وتمتلك الشرعية الدينية الشيعية التي تؤهلها أن تكون مرجعية دينية قوية مدعومة بمليارات إيران. ولا شك أن السياسة الإيرانية في العموم تقوم على احتواء التيارات الشيعية كلها، والتعامل مع كل فصيل وشخصية قيادية تبرز على الساحة لحصد أي نجاح يحققه أي طرف شيعي. ويبقى التعامل مع هذا الفصيل أو ذاك مرتبطاً إلى حد بعيد بالتداخلات المختلفة داخل الساحة الإيرانية والخلافات بين المحافظين والإصلاحيين، وبقدرة هذا الفصيل على تحقيق الهدف الشيعي بهيمنتهم على أوضاع العراق. ولعل موقف إيران من مقتدى الصدر وحركته يوضح لنا جانباً كبيراً من طبيعة الدور الذي تقوم به إيران في احتواء الشيعة العراقيين؛ فهناك تياران داخل القيادة الإيرانية حول الموقف من العراق: الأول: يقوده الزعيم الإيراني علي خامنئي ويدعمه الرئيس السابق هاشمي (رفسنجاني) ويدعم هذا التيار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر. ويقود التيار الثاني الرئيس محمد خاتمي والإصلاحيون، وهو يرفض التعامل والتعاون مع مقتدى الصدر إلى حد أن خاتمي رفض استقباله لدى زيارته إلى طهران، كما أن هذا التيار يفضل دعم المرجع علي السيستاني والقيادات والقوى العراقية المؤيدة للتعاون السلمي مع الأمريكيين والبريطانيين على أساس أن ذلك يشكل أفضل ضمانة لحصول الشيعة العراقيين على مطالبهم، وعلى حصة كبيرة في تركيبة الحكم الجديدة.

تسلل المخابرات الإيرانية إلى العراق: كانت الأداة الرئيسية لإيران في تنفيذ استراتيجيتها للمخابرات الإيرانية ونتيجة التنسيق الأميركي ـ الإيراني دخلت المخابرات الإيرانية إلى العراق. ونتيجة أبوتها للتنظيمات السياسية المذهبية تسلَّلت إلى مجلس الحكم الانتقالي. وتشير تقارير صحفية إلى أن جهاز مخابرات فيلق القدس الإيراني ومخابرات الحرس الثوري الإيراني يقومان بالدور الأخطر على صعيد أجهزة الاستخبارات داخل العراق، ولعل الكشف عن الدور المزدوج لأحمد الجلبي وعلاقته الطويلة مع المخابرات الإيرانية يوضح إلى أي حد وصل الدور الذي مارسته المخابرات الإيرانية على الساحة العراقية. وتشير معلومات صحفية مؤكدة إلى افتتاح 18 مكتباً للاستخبارات الإيرانية تحت مسميات مختلفة أبرزها الجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء، وتوزيع المال والأدوية والمواد الغذائية، وترتيب الانتقال إلى العتبات المقدسة وضمن ميزانية تتجاوز مئة مليون دولار. وضمن المخطط الإيراني شراء ولاء رجال دين أغلبهم شيعة وأقلية سنية رصد فيه مبلغ 5 ملايين دولار سنوياً للترويج والدفاع عن إيران، وتجميل صورة مواقفها في الشارع العراقي وأحياناً عبر المنابر. وفي المعلومات الاستخباراتية أن إيران استأجرت واشترت 5700 وحدة سكنية من البيوت والشقق والغرف في مختلف أنحاء العراق، وخاصة في النجف، وكربلاء ليسكن فيها رجال الاستخبارات الإيرانية ورجال فيلق القدس الاستخباراتي. ولعل تصريح مدير المخابرات العراقية الحالي، اللواء محمد الشهواني، من أنه لم يتمكن من فتح فرع للمخابرات الحكومية العراقية في المحافظات الجنوبية لأن المخابرات الإيرانية لاتسمحبذلك! خير دليل على حجم التغلغل المخابراتي الإيراني في العراق.

تدفق الأفراد والأموال على العراق: ويشير حجم المساعدات النقدية الإيرانية المدفوعة إلى مقتدى الصدر وحده عدا التيارات الأخرى خلال الأشهر الأخيرة أنها تجاوز سقف 80 مليون دولار، إلى جانب تدريب رجاله، وإرسال معونات إنسانية شملت الغذاء والأدوية والمعدات والأثاث. ومثال على ذلك ما ذكرته صحيفة (جمهوري إسلامي) الإيرانية أن إمام جمعة شيراز الشيخ الحائري الشيرازي أرسل 150 حاجاً على حسابه إلى العتبات المقدسة الشيعية وإلى كربلاء، وسيراً على الأقدام بناء على طلبهم. وهذا الاندفاع البشري الإيراني نحو العراق بحيث وصل عددهم إلى مئات الآلاف، كما قامت بلديات إيرانية عديدة أبرزها بلدية طهران بدور كبير في تولي الخدمات في الأماكن المقدسة كالنظافة والتشجير وزرع شتول الزهور، ورش المياه عبر صهاريج قادمة من إيران وعمالة إيرانية يساعدها عمال عراقيون موظفون تدفع لهم بلدية طهران أجورهم.، ومؤسسة الأوقاف وهي مؤسسة غير رسمية أخذت على عاتقها تأمين كل المصاحف الإيرانية وكتب الأدعية المطلوبة للعتبات المقدسة الشيعية، وكل مؤسسة أهلية تقدم للعراق في هذه المناسبة عطاء أو مساعدة تعتبر جزءاً من ميزانيتها الخاصة. هذافضلاً عن حضور الآلاف من الإيرانيين للتطوع لطهي الطعام وتوزيع المياه أو العصائر أو التنظيف في العتبات المقدسة، وأخيراً للخبز الإيراني الساخن وجبة تقدم لزوار العتبات.. ونتيجة للضوء الأخضر (الأميركي ـ البريطاني) اكتظَّت الأسواق وغرف التجارة العراقية بالتجار الإيرانيين، ومنه تسلَّلت إلى أجهزة المافيات (سرقة ونهب) بدون النظر إلى عرقها أو مذهبها؛ إذ تشاركت الأحزاب الكردية مع الأحزاب السياسية الشيعية (فيلق بدر وجماعات البرازاني والطالباني) في نهب كل ما طالته أيديهم وباعوه إلى التجار الإيرانيين، وقد وصف أحد العراقيين الدور الإيراني في العراق قائلاً: خرجت إيران ـ بعد احتلال العراق ـ بأكبر حصة من وليمة ذبح الدولة العراقية بما فيها مخلفات الجيش العراقي التي تبرع الحكيم بنقلها إلى إيران.

السيطرة الإعلامية من خلال الصحف التي تمولها وقنوات البث الفضائي والأرضي؛ فقد قامت شركة التلفزيون الرسمية في إيران بافتتاح قناة فضائية على غرار قناة الجزيرة القطرية باسم (العالم) تبث باللغة العربية من محطات تقوية على طول الحدود العراقية لكسب تأييد العراقيين، وكان لها دور هام خلال الغزو الأميركي للعراق حين توقف البث العراقي وبقيت قناة العالم تبث لسائر المدن العراقية ومنها يستقي العراقيون أخبارهم وتحليلاتهم (لعدم وجود استلام فضائي آنذاك لدى العراقيين) كما أن إيران دعمت إنشاء محطات تلفزيون فضائية موالية لها (مثل الفرات والفيحاء والأنوار) والعشرات من محطات الإذاعة المحلية، وتتحدث تقارير صحفية عن وجود 300 إعلامي إيراني بشكل دائم في العراق.. ولا يوجد أدنى شك في أن الهدف الإيراني في دعم العناصر الموالية له في العراق ماليا وسياسيا بل وحتى مخابراتياً وعسكريا، قد تحقق حتى الآن واستقوت تلك العناصر بذلك الدعم وساهمت في مجلس الحكم الانتقالي الذي عينته سلطات الاحتلال في العراق (عبد العزيز الحكيم وإبراهيم الجعفري وعز الدين سليم ومحمد بحر العلوم وعبد الكريم المحمداوي) وترمي إيران إلى تهيئة الظروف السياسية من خلال مجموعات تلبس العباءة العراقية لتحقق أهدافها بالإنابة عبر التنسيق مع سلطات الاحتلال الأمريكية - البريطانية

محللون عراقيون يفندون تجربة كتائب حزب الله في العراق ومحاولاته التغلغل في النسيج الاجتماعي واستنساخ تجربة الحرس الثوري

على مدى السنوات الماضية، وضعت كتائب حزب الله العراق، المدعومة من إيران، مسألة استقطاب الشباب والتغلغل في المجتمع العراقي بقوة في قائمة أولوياتها.

فلم تكتف بإنشاء جمعية كشافة الإمام الحسين، التي تقوم بنشاطات اجتماعية تهدف عبرها إلى تجنيد موالين مستقبليين أوفياء، بل عمدت إلى تجنيد شباب يافعين للتجسس على القوات الأميركية وتحركاتها، فضلاً عن محاولة إسكات أي صوت ينتقد إيران والميليشيات الموالية لها عبر الترهيب والوعيد.

ولعل خلايا ظل التي روجت لها قناة "صابرين نيوز" على التليغرام التابعة لتلك لكتائب حزب الله، لأبسط دليل على تلك الأهداف. فقد دعت صراحة العراقيين للانضمام إلى خلايا الظل التابعة لحزب الله برسالة بثت في 21 أغسطس ثم أُزيلت بعد فترة، وجاء فيها "كن مُقاوماً من حيث أنت، وانضم إلى خلايا الظل لإرسال صور ومقاطع مصورة أو معلومات عن أي تحركات للعدو الأميركي".

وقد حصد إعلان القناة 14.400 مشاهدة قبل أن يحذف في أوائل سبتمبر، وكان من الواضح أنها دعوة صريحة موجهة إلى الشباب للانضمام إلى صفوف حزب الله من مدنهم وقراهم، وقناة لتجنيد مقاتلين مستقبليين.

ومن الكشافة إلى القناة، وصولا إلى المؤسسات التابعة لتلك الكتائب التي تعمل على نشر عقيدتها، يأتي "مركز الهدف للأبحاث" الذي يعمل ضمن هدف التغلغل في المجتمع العراقي.

ويطلق هذا المركز العديد من ورشات العمل والتدريب التي تسعى إلى ترسيخ مبدأ ولاية الفقيه.

وعلى الرغم من مساعيها هذه للتوسع في النسيج العراقي، وممارسة الضغوط على عدد من السياسيين في البلاد، إلا أن مصادر مطلعة أوضحت للعربية.نت أن نفوذ تلك الميليشيات تضاءل بعد مقتل نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في يناير الماضي.

وذكرت تلك المصادر المحلية أن الخطوات مستمرة لدمج بعض فصائل وحدات الحشد الشعبي بشكل كامل في سلاسل القيادة والهياكل الحكومية التي كانت موجودة قبل عام 2014، مضيفة أن مثل تلك الخطوة إذا تحققت فستقلل إلى حد كبير تأثير مثل تلك الجماعات المسلحة.

كما أضافت أن ميليشيا كتائب حزب الله واحدة من عدة ميليشيات مسلحة مرتبطة بإيران تنشط في العراق، لكنها تعتبر منذ فترة طويلة الخطر الأكبر على طموح الحكومة العراقية، من خلال احتكار استخدام القوة داخل بعض المناطق، واحتفاظها بأراضٍ في العراق، مشيرة إلى أنه حتى المسؤولون الحكوميون ممنوعون من دخول تلك المناطق، ومنها جرف الصخر مركز عمليات حزب الله العراقي جنوب بغداد.

إلى ذلك، أكد مسؤولون أمنيون محليون في محافظة ديالى الحدودية "أن بعض ألوية كتائب حزب الله دمجت بالفعل في وحدة الحشد الشعبي التي تتقاضى رواتب من الحكومة العراقية، كجزء من محاولة لكبح جماح تلك الميليشيات، لكن مع ذلك، يواصل العديد من مقاتليها العبور من وإلى سوريا وإيران".

تلك الكتائب تحاول منذ سنوات عدة أن تؤسس حاضنة اجتماعية لها، مستفيدة من الاصطفافات الطائفية في البلاد.

و أن حزب الله أسس بالفعل حاضنة لا يستهان بها في البلاد، تضم شيوخ عشائر وظفهم وجندهم لمصالحه الخاصة بطريقة أو بأخرى، وكذلك أسس لحاضنة ميليشياوية خطيرة، وأخذ شبابا عراقيين أغلبهم أميون من الطبقة المسحوقة ونقلهم إلى إيران، حيث تلقوا تدريبات ومفاهيم تتناقض مع منظومة الدولة.

كما تمكن بالنتيجة من تكوين حاضنة محمية بكتل سياسية وبإعلام يخدمها، ابتداء من قناتهم الخاصة ووصولا إلى 53 قناة فضائية يمولها ما يسمى اتحاد القنوات الإسلامية، بحسب تعبيره.

إلا أنه أن ثورة تشرين الشبابية التي انطلقت في أكتوبر 2019 عمدت إلى إسقاط تلك المنظومة، مخففة من تأثيرها، ومذكرة بالهوية العراقية الجامعة لكل المواطنين.

كما أن الحاضنة الاجتماعية التي كانت تمثل العمق الاستراتيجي لكتائب حزب الله ولمنظومته في العراق، ضعفت بعد مرور عام على انتفاضة تشرين، إذ اكتشف العراقيون أن حزب الله تنظيم غادر يريد أن يطيح حتى بالمرجعيات الدينية في العراق، ومنها السيستاني وغيره من المراجع الشيعية التقليدية.

حزب الله استخدم عمليات القتل والخطف والترهيب ضد الشباب في وسط وجنوب العراق المشاركين في المظاهرات، وقد أدت كل تلك العوامل مجتمعة في المناطق الشيعية إلى بروز رفض حقيقي مجتمعي لمنظومة إيران.

إن حزب الله هيمن على منافذ الدولة ومقدراتها التي تدر له منافع كبيرة وسيولة هائلة، وعمل على جذب الفتية وإغرائهم للتطوع بين صفوفه وتدريبهم على السلاح.

وتلك الميليشيات استغلت حاجة بعض الفئات العمرية الشابة للعمل وسط انتشار البطالة، كما سعت إلى استقطاب بعض الفئات الأخرى غير المتعلمة والبسيطة التي لا تقوى على توفير قوتها اليومي، عبر باب الحاجة.

أن كتائب حزب الله هي رأس الحربة في ما يتعلق بمجموعات النخبة التي تعتمد عليها إيران من أجل تكوين وكيل عسكري ضاغط على الحكومة العراقية وعلى حلفاء العراق، والتمدد سياسيا والتغلغل في جسد المؤسسة الرسمية العراقية، وصنع القرار بقوة السلاح.

وأن السيطرة لا تتوقف على المؤسسات والتواجد العسكري بل الخطورة تكمن في الرغبة الإيرانية بتشكيل نسخة عراقية عن الحرس الثوري وأدواره.

أن محاولة الكتائب التغلغل اجتماعيا جاءت عبر إنشاء مكاتب ودورات دينية في مدينة النجف تحديدا، في تحد لسلطة السيستاني الذي لا يؤمن بالولاية المطلقة على نهج ولاية الفقيه الإيرانية.

"إن إيران عمدت إلى تنفيذ هذا الهدف عبر وكلائها، ومنهم حزب الله وحزب الدعوة، ومازالت مكاتبهم موجودة وقد أنتجت مقاتلين في سوريا منذ عام 2011، فضلا عن جماعات مسلحة شبحية ظهرت في مارس 2020 لتستهدف القوات الأميركية مثل أصحاب الكهف وعصبة الثائرين وغيرها".

أن تلك الفصائل الولائية لإيران أنتجت مجموعات جديدة تمارس نفس دور قوات الشرطة المجتمعية في إيران، تحت مسميات "ربع الله" و"ربع الشايب" و"أبو جداحة" و"المجموعات الخاصة" .

وأن نسخ تجربة الحرس الثوري في العراق تهديد للسلم المجتمعي وللحريات.

"كل الأفعال التي ينفذها حزب الله خارجة على القانون، لا سيما الهجمات على السفارات والقنوات الفضائية والمقرات العسكرية".

أن تغلغل حزب الله في العراق ليس جديداً بل بدأ مع انطلاق العمليات العسكرية للحشد الشعبي.

كما اعتبر أن تشكيل حزب الله العراقي عمل مشابه تماما لحزب الله اللبناني الذي تأسس عام 1981، وتوسع اجتماعيا عبر تقديم خدمات طبية ومساعدات للناس ومعالجة المرضى وإنشاء المدارس، مع الاستثمار في عمليات ضخمة لتمويل عملياته، ولهذا يعتبر ثاني حزب في العراق يملك رأسمال مدورا في القوى السياسية المسلحة بعد حزب الدعوة، كما يملك مصانع للسلاح خاصة الطلقات النارية وقذائف التي تتم عمليات شحن موادها الأولية من إيران وتكملة صناعتها في مدينة جرف الصخر في العراق.

وأنه ينشط مشاريعه لتغيير التركيبة الديموغرافية في صلاح الدين ونينوى وحزام بغداد وديالى.

أن تعامل حزب الله ومنظومته مع الشارع العراقي، يشي بأنه تعامل الباحث عن البقاء لأطول فترة ممكنة، عبر السيطرة على العقول والأفئدة وبالتالي التغيير الديموغرافي.

أثار نشر تصريحات لقيادي بارز في الحرس الثوري حول تحوُّل العراق إلى محافظة إيرانية موجة من الغضب بين الناشطين العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبّروا عن إدانتهم ورفضهم لها واعتبروها مستفزة وعدائية وانتهاكاً صارخاً لسيادة العراق.

في المقابل کان صمت المسؤولين العراقيين وقادة الأحزاب والكتل السياسية إزاء هذه التصريحات لافتاً للانتباه.

وكان محمود جهارباغي، القائد الأسبق لوحدة المدفعية في القوات البرية للحرس الثوري وقائد وحدة المدفعية في فيلق القدس في سوريا، صرّح بمناسبة إحياء ذكرى الحرب العراقية-الإيرانية أو ما تطلق عليه إيران "أسبوع الدفاع المقدس"، حرفياً بأن "العراق أصبح كمحافظة من محافظاتنا. يمكن أن يُلحظ ذلك حين يذهب مواطنونا للزيارة في ذكرى الأربعين. الرموز والمظاهر التي تشير إلى إيران موجودة في العراق أكثر من إيران نفسها. لقد أثاب الله شبابنا الذين قاتلوا ضدّ العراق وعاقب العراق وجعله محافظة من المحافظات الإيرانية. هذا من بَرَكة دماء الشهداء".

إن عدم صدور مواقف من الحكومة والقوى السياسية العراقية ضد هذه التصريحات جعل السلطات الإيرانية تتجاهلها كأنها لم تكن. صحيح أن البيانات ليس لها قيمة من الناحية العملية وأنها لن تتجاوز -إن صدرت- تبرير التصريحات واعتبارها مغايرة لسياسات إيران في العراق، وأنها لن تغيّر واقع الحال الذي عبّر عنه المسؤول الإيراني، لكنها أقلّ المتوقَّع.

تمتلك الجمهورية الإسلامية نظرة استعلائية متغطرسة تجاه دول المنطقة وشعوبها، ورغم أنها تحاول إخفاء هذه الحقيقة، فإن تصريحات مسؤوليها بين حين وآخر تكشف عنها.

في الحالة العراقية، تنظر الجمهورية الإسلامية إلى العراق على أنه جزء من إمبراطوريتها التليدة، وهو ما عبّر عنه علانية علي يونسي مساعد الرئيس "المعتدل" حسن روحاني ووزير الاستخبارات في حكومة الرئيس "الإصلاحي" محمد خاتمي قبل سنوات. سبقه بذلك يحيى رحيم صفوي مستشار المرشد حين أكّد أن حدود إيران "لا تقف عند شلمجة على الحدود العراقية، بل تصل إلى جنوب لبنان".

تعتقد أن من حقّها الوصاية على شيعته العرب وتوظيفهم في خدمة مشروعها التوسعي، لذلك يسوؤها بناء علاقات حسنة بين القيادات الشيعية العراقية والدول العربية ودول جوار العراق. وتزعم أنها هي المستهدَف الحقيقي من الغزو الأمريكي للعراق، ومن تشكيل داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة، كما صرح قاسم سليماني.

وباعتبارها المستهدَف الحقيقي و"أم القرى للعالم الإسلامي"، أي مركزه، تؤمن بضرورة إبعاد الخطر عن المركز، لذلك تعمل على نقل معاركها إلى خارج أراضيها كي تكون بمثابة مصدات ودروع تحميها من مواجهة أعدائها داخل أراضيها. ولا ترى ضيراً في سبيل الحفاظ على المركز (إيران) من تدمير الدروع والمصدات (دول الأطراف) وقتل شعوبها وتشريدهم وإن كانوا من الشيعة، فالهدف الأسمى هو الحفاظ على نظامها الإسلامي.

وهذا ما اعترف به اللواء محمد باقري رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الذي قال في أبريل 2017 إن الحرس الثوري بمواكبة المقاومة الإسلامية [الميليشيات] في سوريا والعراق قد تَحوَّل إلى درع للدفاع عن الشعب [النظام] الإيراني.

ترى في العراق القويّ مصدر تهديد لها، ولا يمكنها أن تنسى -ما بقيت- حربها ضده، ولذلك تسعى للهيمنة عليه وإضعافه والحيلولة دون بناء دولة قوية قد تكون خصماً أو منافساً لها في المستقبل. وفي سبيل ذلك عملت منذ الأيام الأولى للاحتلال الأمريكي على التغلغل في مختلف مفاصل الدولة، وأسست تدريجياً طبقة سياسية موالية لها عقيدةً أو مصلحةً أو خوفاً، تضمن مصالحها من خلالها بشكل قانوني.

وتمكنت بفضل هذه الطبقة السياسية من شرعنة الميليشيات الموالية لها وأدخلتها في هيكلية الدولة وأمدّتها بكل أنواع الدعم كي تبتلع الدولة كما هو الحال في حرسها الثوري. ووظفت هذه الميليشيات وغيرها في تصفية حساباتها مع الولايات المتحدة، بل استخدمتها كأداة لتهديد دول الجوار واستهدافها عبر الأراضي العراقية في بعض الأحيان. وعملت على طمس هوية بعض المناطق، وما زالت تمارس التغيير الديموغرافي في مناطق أخرى عبر هذه الميليشيات، كما سخّرَت موارد الدولة العراقية في تمويل الميليشيات الموالية لها في المنطقة.

ووضعت -وما زالت- العراقيل في وجه بناء علاقات قوية بين العراق ومحيطه العربي ودول الجوار، ومارست -ولا تزال- دوراً تخريبياً في منع العراق من إنشاء بنية تحتية قوية ومشاريع حيوية في مجال الطاقة والمواصلات والموانئ وغيرها، كي يظلّ بحاجة إليها، وهو ما اعترف به بهاء الأعرجي، نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي.

تسبب نظام المحاصصة الطائفية الذي وضعته أمريكا بعد عام 2003، وكذلك السياسة التي انتهجتها إيران في هذا البلد، في انتشار الفساد والمحسوبية والرشوة وتغليب الولاءات المذهبية والقبلية على الكفاءات، وفي سوء الخدمات وانعدامها أحياناً رغم الثروات الهائلة التي يتمتع بها العراق.

وفشل المسؤولون العراقيون المدعومون من إيران رغم مضي أكثر من 15 عاماً من تسلمهم الحكم، في تقديم نموذج مقبول في الإدارة والسياسة. لكن رغم ما تقدّم، تتوقع إيران من شيعة العراق تأييد سياساتها أو الصمت عنها، وتعتبر الأصوات الشيعية المطالبة بالحدّ من تدخلاتها أشدَّ خطراً من غيرها، لذلك تعمل على إسكاتها.

خلال السنوات الفائتة، تَعرَّضت عشرات الصحف والمجلات وقنوات التلفزة للهجوم والإغلاق والتهديد باغتيال المسؤولين عنها، واضطُرّ كثير منهم إلى مغادرة البلاد نهائياً خوفاً على حياتهم بعد توجيه انتقادات إلى المرشد الإيراني والحرس الثوري، أو بسبب ما اعتُبر تصرفاتٍ تسيء إلى مشاعر (العراقيين).

وحين انتفض الشباب العراقي سلمياً في مدن الجنوب التي تقطنها غالبية شيعية في أكتوبر/تشرين الأول 2019 ضد الفساد وطالب باستعادة الدولة المختطَفة والحد من النفوذ الإيراني، وصف المرشد الإيراني علي خامنئي المظاهرات بأعمال الشغب التي تقف وراءها أجهزة الاستخبارات الأمريكية والغربية وتحظى بدعم مالي من "الدول الرجعية في المنطقة" وينبغي التصدي لها، وهو ما اعتُبر حينها دعوة صريحة إلى استخدام العنف في قمع المتظاهرين، وهذا ما حدث بالفعل. ومنذ ذلك الحين بدأ مسلسل اغتيال الناشطين، وطال العشرات منهم، وما يزال مستمرا حتى الآن. ورغم أن الجناة معروفون، لم تصل التحقيقات التي فُتحت إثر عمليات الاغتيال إلى نتيجة ويبدو أنها لن تصل في ظل الظروف الراهنة.

لن يحول دون استباحة العراق وإطلاق هذا النوع من التصريحات الفجة سوى بناء عراق قويّ موحَّد، ولن تتمكّن الحكومات العراقية مهما كانت قوية من استعادة هيبة الدولة وبسط السيادة والتخلص من الفوضى القائمة والقضاء على الميليشيات الخارجة عن القانون وحصر السلاح بيد الدولة، ما لم تحظَ بدعم جادّ من المجتمع الدولي.

وهذا لن يتحقق إلا من خلال الضغط على إيران للحدّ من تدخلاتها وحل الميليشيات وإجبارها على تسليم سلاحها للدولة -وبالطبع لن ترضخ إيران بسهولة لهذه الضغوط- أو تشكيل تحالف دولي لمحاربة الميليشيات كالتحالف الذي شُكّل ضدّ داعش.

لكن لا توجد أي مؤشرات إلى رغبة حقيقية من قبل المجتمع الدولي بإنهاء المأساة العراقية، وعليه يبدو أن الطريق الوحيد المتاح أمام الشباب العراقي هو الاستمرار في ثورته التي بدأها في نهاية العام 2019 لاستعادة الدولة وهُويتها العربية الأصيلة. صحيح أن هذا الطريق سيكون مكلّفاً، لكن لا بد من دفع الثمن.