مؤتمر بلعين للمقاومة الشعبية
تاريخ النشر : 2013-10-05 23:25

إنعقد مؤتمر بلعين الثامن للمقاومة الشعبية بين 2و4 اكتوبر الحالي، وشكل خطوة نوعية متقدمة قياسا بالمؤتمرات السبع السابقة، ليس لجهة الحضور السياسي والشعبي والاممي، بل في النتائج، التي تمخضت عن المؤتمر. كما في الفعاليات والانشطة الكفاحية، التي تمثلها المؤتمرون في اليوم الثاني، حيث قام النشطاء من رام الله وبيت لحم ونابلس والنبي صالح وبلعين ونعلين والعيزرية وابو ديس بالتوجه لبيت لحم ، ونجحوا في كسر الحصار عن الولجة ودير كريمزان وأزالوا البوابة الحديدية، ثم توجهوا الى حاجز الكونتينر شرق بلدة السواحرة الشرقية، والاعتصام عند الحاجز، بعدما اعتقل جنود جيش الاحتلال الاسرائيلي عددا من النشطاء ، منهم : عبدالله ابو رحمةومحمد الخطيب وناجي، واستمر الاعتصام حتى افرج عنهم، ولاحقا توجهوا الى الى العيزرية وابو ديس "رأس قبسة"، وتمكنوا من إحداث ثلاث ثغرات في جدار الضم والتوسع المطل على القدس الشريف..

مؤتمر بلعين للمقاومة الشعبية الثامن، تميز بالربط العميق بين البعدين النظري والتطبيقي. وكان الحوار والنقاش عميقا وجديا، وارتقى نسبيا إلى مستوى الطموح الوطني من حيث: اولا إطلاق إسم السفير الفرنسي "ستيفان هيسل"، المتضامن الاممي على المؤتمر. وهذا يعكس مدى تطور الصلة بين المؤتمر والاصدقاء الاممييين. وبهذه الخطوة، فإن المؤتمر يخطو خطوة إضافية نحو تعزيز وترسيخ العلاقة مع انصار السلام في العالم بما فيهم الاسرائيليين. ثانيا الاتفاق على تغيير إسم المؤتمر ، ليكون "مؤتمر فلسطين للمقاومة الشعبية، وبذلك تجاوز البعد المناطقي الضيق للمقاومة، بذلك يوسع ويوحد جهود الفعاليات الشعبية في بوتقة مؤتمر واحد. ثالثا لتعميق الفكرة السابقة، قام المؤتمر بتشكيل لجنة تحضيرية واحدة من كل لجان المقاومة الشعبية في المدن والمحافظات المختلفة، وصهرها في لجنة وطنية واحدة. رابعا الاتفاق على توحيد الخطاب السياسي والكفاحي للجان المقاومة، وتوحيد المفاهيم والمصطلحات واليات العمل في كل خطوط التماس والمواجهة مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي وجيش ارهابها المنظم. خامسا والاهم تشكيل إطار قانوني للمقاومة الشعبية لحماية نشطاء المقاومة على الصعد والمستويات المختلفة  المحلية والاسرائيلية والاقليمية والدولية. سادسا تأطير وحصر الدعم المالي واللوجستي للجان المقاومة الشعبية في إطار مؤسسي واحد، ووقف الاتصالات الفردية والمناطقية مع الجهات الداعمة وطنيا وعربيا ودوليا، وفي الوقت نفسه ضمان الشفافية والمساءلة. سادسا وكخطوة جدية على طريق تعزيز المقاومة الشعبية، دعوا لاستنهاض وتوسيع طاقات المشاركة الشعبية وخاصة الشباب، لرفع سوية ودور المقاومة في التصدي لجرائم وانتهاكات الاحتلال الاسرائيلي وخاصة في المصادرة وتهويد الاراضي وهدم البيوت والقرى والحواجز .. إلخ سابعا سلط المؤتمرون الضوء على دور فصائل العمل الوطني، واشار بشكل غير مباشر إلى قصور تلك الفصائل، وغياب فعلها عن شكل النضال الاساس، بمن فيهم تلك الفصائل، التي تدعي انها ضد المفاوضات، ومع ذلك تقف على قارعة الطريق تنتظر من يمسك بيدها لفعل المقاومة، المهم ان المؤتمرين، طالبو الفصائل لتعزيز دورها في المقاومة الشعبية من خلال تصدر المقاومة الشعبية برامجها بمستوياتها ونماذجها ووسائلها واساليبها المختلفة بدءا من مقاطعة السلع والمنتجات الاسرائيلية إلى آخر أدوات فعلها ضد الاحتلال الاسرائيلي. ثامنا  لم ينس المؤتمرون قضية اسرى الحرية، حيث اكدوا على ضرورة  الافراج عن كافة اسرى الحرية والعدالة والانسانية، ودعى المؤتمرون لاستكمال الخطوات التحضيرية للانضمام لباقي المنظمات الدولية وخاصة محكمة الجنايات الدولية . تاسعا طالب المؤتمرون الاصدقاء الامميين في الدول المختلفة بالعمل على توسيع المقاطعة لدولة الاحتلال الاسرائيلية، وسحب الاستثمارات في المستوطنات وذات الصلة في إسرائيل، لمحاصرتها ودفعها دفعا للالتزام باستحقاق عملية التسوية السياسية وترجمة خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967.

الرؤية البرنامجية، التي صاغها المؤتمرون تشكل قفزة نوعية حقيقية للكل الوطني. الامر الذي يفرض على القيادة الشرعية وفصائل العمل الوطني وقطاعات الشعب العامة والخاصة ، كل من موقعه وماكنته العمل على ترجمة وتطبيق البرنامج الكفاحي ، الذي صاغه المؤتمر الثامن. ولا حجة لاي قوة او فصيل او قطاع من قطاعات الشعب بالتلكؤ والمراوحة والانتظار في الالتحاق بركب المقاومة الشعبية ، ومدها بالزخم الشعبي والفصائلي المطلوب في كل القرى والمدن والخرب والاعوار واولا وثانيا ,, في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.

إن قادم الايام يحمل الاجابة على مدى إستعداد الفصائل والقطاعات الشعبية بتفعيل المقاومة الشعبية، التي كانت ومازالت تشكل رافعة النضال الوطني بالتلازم مع النضال السياسي والديبلوماسي والاقتصادي والثقافي والاعلامي والصحي والرياضي .. إلخ