الرواية الفلسطينية تخترق الحصار عبر نتفليكس!
تاريخ النشر : 2021-10-13 09:45

كتب حسن عصفور/ بعد أن اخترق فيلم "الهدية" للمخرجة الفلسطينية فرح النابلسي منصة نتفليكس، مجسدا بتقنية عالية حالة الصراع – المواجهة الفلسطينية مع المحتل، وتركت "ياسمين" الطفلة ووالدها "يوسف" اثرا إنسانيا عاليا، تناولته محطات تلفزية عالمية، ستنطلق مجموعة قصصية فلسطينية جديدة، عبر تلك المنصة الأبرز لعرض الأفلام السينمائية.

يوم 14 أكتوبر 2021، ستشهد القاهرة حضورا فنيا فلسطينيا خاصا، عندما تفتح "نتفليكس" منصتها لعرض أفلام مميزه جسدت "الرواية الفلسطينية" بتقنية عالية، أفلام نالت جوائز عالمية كـ "عودة رجل" لمهدي فليفل، و"كأننا عشرون مستحيل" للمخرجة آن ماري جاسر و"العبور" للمنتجة مي عودة، ومي المصري، وسوزان يوسف، وفرح النابلسي وإيليا سليمان، وآخرون.

سيكون "يوما فلسطينيا" بامتياز بعيدا عن "ضجيج الفصائلية"، لتقدم الرواية الفلسطينية عبر "القوة الناعمة"، دون حاجة لشعارات أو هتافات تبحث "تعاطفا"، تستعرض عمق التجربة الفلسطينية وتنوعها، لتروي قصصًا عن أشخاص عاديين، حياتهم وأحلامهم وعائلاتهم وصداقاتهم وعلاقات الحب التي تنشأ بين بعضهم، ما يكرس ردا على كل أكاذيب الرواية المعادية للحقيقة الفلسطينية، وآخرها تفوهات وزير خارجية أمريكا السابق جورج بومبيو.

في 4 أكتوبر 2021، اعتمدت الحكومة الفلسطينية "الإطار العام لاستراتيجية الإعلام الحكومي بما يعزز الرواية الفلسطينية"، وفي حال كان ذلك حقيقة وسعي لجهد جاد لتطوير أدوات تعزيز الرواية الفلسطينية، فلن يكون هناك، ما هو أكثر تأثيرا لذلك، من وضع رؤية وآليه شاملة للقوة الناعمة، ومنها السينما، التي احتلت مكانة بارزة في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة، وأنجبت من الأسماء التي ستبقى جزءا من الذاكرة الوطنية...من سلافة مرسال حتى رشيد مشهراوي ومي عودة وفرح النابلسي ومي المصري وبينهم ، هاني جوهرية شهيد الكاميرا، ومصطفى أبو علي..وغيرهم الكثير.

الكاميرا، بكل أشكالها وأنواعها من جسد تاريخ الثورة، ولذا مبكرا تم تكوين "قسم السينما والتصوير" ليكون رافدا من روافد الثورة، مجسدا وحاميا للرواية الوطنية، وتطويرا لما كان قبل النكبة من منتجين ومخرجين.

فلسطين، بها من "مواهب" القوة الناعمة كثيرا، كل ما تبحث عنه رعاية حقيقية، لتنتقل من المحلية الى العالمية، وكان فوز مي عودة بجائزة مجلة "فارايتي" الأميركية أكتوبر 2020، عن فيلمها "العبور" حدثا وخبرا لإشراقة فلسطينية تفوز بتلك الجائزة الأهم أمريكيا.

وسبق لفيلم "كأننا عشرون مستحيل" للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، ان أصبح أول فيلم قصير من العالم العربي يكون عرضه الأول في مهرجان كان السينمائي، وفوزه بجوائز عدة، فيما حصد فيلم "يدٌ إلهية" لإيليا سليمان، جائزتين وترشيحًا في مهرجان كان، فاز فيلم "3000 ليلة" للمخرجة مي المصري بجائزة لجنة التحكيم في المهرجان السينمائي الدولي لعام 2016، ومنتدى حقوق الإنسان.

جدية "قرار الحكومة نحو تعزيز الرواية الفلسطينية" يتطلب الانطلاق الفعلي مما تمتلك فلسطين من "قوة ناعمة" باتت عالمية، وخاصة بعد أن كسرت حصارا خاصا عبر منصة نتفليكس، والبداية في عملية تسويق تلك الأفلام، وإعادة عرضها في داخل الوطن، وأن تصبح جزءا من الثقافة الإعلامية – السياسية اليومية.

مطلوب إعادة تفعيل دائرة السينما لتعود الى مكانتها رافدا لدعم الرواية وليس قسما من مباني قائمة، مترافق معها تخصيص كل ما يلزمها ولها أولوية عن دعم "إعلام" مصاب بغرور الساذج، الذي يعتقد انه يحقق ما يراد لترضية "الحاكم بأمره" على حساب "القضة الحاكمة".

ليكن إطلاق قصص فلسطينية عبر منصة نتفليكس في القاهرة، مناسبة لتحريك ما غاب عن الرسمية الفلسطينية، نحو "تصديق قرار وضع استراتيجية جديدة لدعم الرواية الوطنية.

وقبل النسيان، ليت الرئيس محمود عباس وحكومة د.اشتية تعمل على تنظيم فعالية في القدس ورام الله وغزة لتلك الأسماء التي جسدت بفنها مسار قضية شعب ووطن!

ملاحظة: كأن بعض مسؤولي إدارة بايدن "مستقطعين" الرسمية الفلسطينية خالص..قبل كم يوم قالوا ما في حل..بعدها بكم يوم قالوا بدنا نعمل حل...صار الكذب عندهم زي بعض فصائل النكبة..معقول استوردوا شعار "الكذب هو الحل"!

تنويه خاص: الكاتبة الروائية الإيرلندية سالي روني برفضها ترجمة كتبها للعبرية، لم تصفع بني صهيون والفاشية الحاكمة في تل أبيب فحسب، بل "المطبعين بلا حساب"..عجيبة يا فلسطين كم بك سحر البقاء!