تقرير: ذرائع واهية تضعها إسرائيل لإستمرارها إلغاء زيارات أهالي الأسرى من قطاع غزة
تاريخ النشر : 2021-09-30 20:30

غزة – أماني شحادة: عامٌ ونصف من حرمان السلطات الإسرائيلية لزيارة أهالي أسرى قطاع غزة لأبنائهم بالسجون، يمر الوقت عليهم مثل الجمر قاهرًا وحارقًا القلوب، وكأن الاحتلال يعاقب غزة فوق حصاره لها وعدوانه المتكرر.

برنامج الزيارات، ينتظره الأهالي والأسرى بفارغ الصبر؛ ليخف حنين شوقهم لبعضهم، وما زالت السلطات الإسرائيلية تميز قطاع غزة فيه وترفض استئنافه أسوة بباقي محافظات الأرض الفلسطينية.

"ما الخطر الذي أُشكله على أمن إسرائيل وقت زيارة إبني الأسير!"

هذا ما تساءلت به أم الأسير ضياء الأغا (71) عامًا من غزة، أقدم أسير من القطاع في السجون الإسرائيلية، ويدخل هذا الشهر عامه الثلاثين داخل السجون.

أكدت أم الأسير ضياء الأغا لـ "أمد للإعلام" أنها لم تزور ابنها ضياء منذ خمسة أعوام، ولأنها لم تقم بزيارته لم يزوره أحد بحسب القرار الإسرائيلي بحصر الزيارات على أهالي الأسرى من الدرجة الأولى.

"المنع الأمني"، الذريعة الأكثر انتشارًا من الاحتلال لمنع الفلسطينيين من التنقل والزيارات وغيرها، وحصلت أم الأسير ضياء على هذا المنع قبل ثلاثة أعوام، ثم جاءت "كورونا" لتمنعها لمدة عامٍ ونصف من رؤية ابنها.

وقالت أم الأسير ضياء لـ "أمد للإعلام": "أُريد رؤية ابني، الصليب الأحمر لا يتواصل معنا منذ سنوات، لا أعلم ما حال إبني داخل السجون الإسرائيلية"، مشيرة أن الصليب كان في وقت سابق يوصل لها رسائل خطية من ابنها الأسير وترد عليها، وتعلم أحواله، لكن الآن لا.

وناشدت جميع المؤسسات الحقوقية والإنسانية والصليب الأحمر والضمائر الحية، بالضغط من أجل استئناف برنامج زيارات الأسرى من قطاع غزة؛ لتستطيع رؤية ابنها والاطمئنان عليه.

الصليب الأحمر يبذل الجهود

أكّد المسؤول الإعلامي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة هشام مهنا، أنّ هناك جهود تُبذل مع الجهات المختصة وسلطات الاحتلال الإسرائيلي؛ منّ أجل إعادة برنامج زيارات أهالي الأسرى من قطاع غزة، بعد انقطاع لمدة طويلة بسبب جائحة "كورونا".

وأوضح مهنا، لـ "أمد للإعلام"، أن الصليب الأحمر، يُتابع ظروف الاحتجاز للمعتقلين الفلسطينيين، مؤكدًا أن ملف زيارات الأسرى على سلم أولويات الصليب الأحمر، وأن الصليب يبذل جهده من أجل السماح لأهاليهم بالزيارة بأقرب فرصة ممكنة.

وأشار إلى أنّ الصليب على حوار مستمر مع سلطات الاحتلال؛ لبحث سبل استعادة برنامج الزيارات العائلية من قطاع غزة، كما تم استكماله في القدس والضفة، بعد انقطاع فترة طويلة؛ بسبب كوفيد 19، مشيرًا أنّه لحتى اللحظة لا يوجد جديد.

وشدد على أنّ أي معلومات تخص الأسرى بالنسبة لظروفهم الصحية والاعتقالية، يتم مشاركتها فقط مع ذويهم.
 

من حقٍ إلى فُتاتٍ إنسانية تقدمها إسرائيل كيفما تشاء

 أكد عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، أن زيارات أهالي الأسرى من قطاع غزة هي قضية "إنسانية"، وأن إسرائيل صادرت هذا الحق المشروع منذ سنوات طويلة، وحولته من حق إلى لافتات إنسانية تقدما كيفما تشاء.

ونوه إلى أن إسرائيل تمارس العقاب الجماعي على غزة والأسرى وذوييهم، مشيرًا أن موقف الصليب الأحمر غير مبرر، وأن هناك تمييز بحق الأسرى وأهاليهم في محافظات فلسطين، وأنه لا يوجد مبرر لمنع أهالي الأسرى من الزيارة، مكملًا أنه لا يوجد مدة معينة لاستئناف برنامج الزيارات.

وأوضح فروانة لـ "أمد للإعلام"، أنه تم مطالبة الصليب الأحمر بإيجاد بدائل لزيارات أهالي الأسرى من غزة، مثل الفيديو كونفرس، ولكن لا يوجد لحد اللحظة رد من الصليب حول إيجاد الحلول.

وفي حديثه عن الحالة التي يشهدها الأسرى وذويهم خلال وقف الزيارات، قال إنها تشكل عبء وضغط نفسي على الأسير وأهله، وتحرم أهالي الأسرى من تحويل الأموال لأسراهم خاصة أنهم يعيشون داخل السجن على نفقتهم الخاصة، وتمنع توصيل الملابس للأسرى.

وأضاف في حديثه عن بداية الانتهاكات الإسرائيلية لحق زيارات الأسرى من غزة، أن إسرائيل أقرت في عام 1996 م قرارًا يسمح بزيارة الأهالي من الدرجة الأولى فقط، واقتصرت الزيارة عليهم، على عكس ما كان سابقًا الصديق والأخ يزور الأسير، مشيرًا أن هذا الأمر غير مشروع.

وتابع: "فيما بعد أصبحت الفئة الأولى التي تزور الأسرى، يفرض عليها عقبات بذريعة "الرفض الأمني"، فأصبحت هناك معاناة بالزيارات، وهناك أسرى لا يزورهم أحد بسبب التعقيدات الأمنية التي تضعها إسرائيل.

وأردف: "بعد احتجاز الجندي الإسرائيلي شاليط في غزة، وصفقة تبادله مع أسرى، أقرت إسرائيل قرارًا سياسيًا ولمدة 5 سنوات لمنع أي زيارة لأسرى قطاع غزة"، مؤكدًا أن هذه كانت جريمة تُرتكب بحق أسرى وأهالي قطاع غزة.

وبيّن أنه بعد ذلك أصبحت العقبات كثيرة من الاحتلال والزيارات من غزة محدودة جدًا، إلى أن جاءت جائحة "كورونا"، فتوقفت الزيارات بشكل كامل في كل فلسطين.

وأفاد فروانة لـ "أمد للإعلام" أنه بعد جائحة "كورونا" بثلاثة شهور استأنفت برامج زيارات الأسرى في القدس والضفة، ثم توقفت بكامل فلسطين وأُعيد استئنافها، ما عدا قطاع غزة الذي كان متوقفًا بكل الأحوال، موضحًا أن الزيارات وفي حال اجرائها في المناطق الأُخرى في فلسطين، فإنها لم تكن تسير  بشكل صحيح وهي كذلك غير منظمة، وجميع أهالي الأسرى في كافة المناطق يعانون من "المنع الأمني".

وذكر فروانة أنه التقى يوم الأربعاء، بمديرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، وطالبها بضرورة تحرك الصليب الأحمر والعمل المكثف على إعادة برنامج زيارات أهالي قطاع غزة، وأن توفر البديل حتى يتم الوصول لحل.

وطالب أيضًا جميع المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالضغط على السلطات الإسرائيلية، والتحرك الفاعل والجاد لاستئناف برنامج الزيارات لأهالي الأسرى من غزة دون عراقيل.