هزة عبور نفق جلبوع...بدأت ولن تنته!
تاريخ النشر : 2021-09-19 09:30

كتب حسن عصفور/ فجر يوم الأحد 19 سبتمبر اتصل أيهم كممجي مع والده لحظات قبل أن يصل اليه جيس العدو، أعلمه أنه سيسلم نفسه وزميله مناضل نفيعات، كي يحمون من احتضنوهم طوال "زمن الحرية المؤقت"، وحماية للأهل من مطاردة مضاعفة.

وصل جيش الاحتلال الى حيث كان عضوا مجموعة "هز هيبة الكيان"، فرقة العبور الكبير لنفق جلبوع، فسارع رئيس الطغمة الإرهابية الحاكمة في تل أبيب بينيت، ليعلن أن الأمر انتهى..!

إعلان يكشف عمق الأزمة التي مرت بها دولة الكيان، والأثر الذي تركته العملية الأبرز في السنوات الأخيرة، وربما الأهم بعد المواجهة الكبرى 2000- 2004، حيث استطاعت أن تكشف عورات "المنظومة الأمنية" وهشاشتها، رغم الضجيج المدع بجبروت وهمي...!

والحقيقة السياسية الأولى أن الحدث بدأ بفتح مسار وطني جديد، أعاد الحراك العام في مدن الضفة الغربية وصنع لوحة إرباك للمحتلين، وفتح نفقا خاصا نحو مواجهة قادمة، لن تغلق مع الوصول الى حيث كان أيهم ومناضل، وأن طريق التلاحم الوطني يمر عبر مسار فعل المواجه للعدو الذي لا عدو غيره، سوى من يرتضي أن يكون جزءا من منظومته التآمرية، فتنة وقسمة وجرثومة سرطانية في الجسد الفلسطيني.

عاشت فلسطين طوال 14 يوما مشهدا غاب منذ أن نجحت مؤامرة الانقسام، وفرضت مشهدا غير وطني أصبح القاطرة الأهم لخدمة المشروع التهويدي، أيام 14 يوما صنعت ما عجزت عنه حروب غزة العسكرية، وذلك درس سياسي خاص، ان القوة المركزية هي قوة الشعب في مواجهة العدو فوق أرض الصراع المباشر، وكل ما سيكون غيره عامل مساعد لن يصنع نصرا أو ربحا شاملا، بل لن يعيد شبرا من أرض فلسطين، ولأن الصراع على الضفة والقدس وليس غيرها... تلك الحقيقة السياسية التي تصر بعض طراف الحالة الفلسطينية تناسيها، جهلا أو وعيا، وكلاهما ضرر وطني كبير.

ربما يرى قادة الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب، ان قضية نفق جلبوع كانت خروج أسرى واعادة اعتقال أسرى، دون أن ترى الحقيقة الأبرز، وهي أن تلك العملية أعادت بكل قوة مسألة الأسرى بكل مكوناتها الى النور، وكسرت النفق والى غير رجعة، ولذا ردا على مقولة انتهى الأمر، نقول للفاشي الصغير بينيت، لقد بدأت الحكاية من جديد.

المعركة القادمة، ليس بحثا عما كان، أي كانت تفاصيله، فالبطولة الوطنية سجلت ذاتها ضمن السجل التاريخي للشعب الفلسطيني، وستكون "حكاية الستة أبطال" جزءا من الذاكرة الشعبية، كما هي ذكرى أبطال سجن عكا الثلاثة، عطا الزير محمد جمجوم وفؤاد حجازي، حاضرة لا تنتهي...

 فما يجب أن يكون كيفية مواصلة المعركة الأكبر في مواجهة دولة الكيان، وإعادة تفعيل كل ما له صلة بقضية الأسرى، وألا تكون رهنا لوعد ما بصفقة ما قد تكون أو لا تكون، والى حينها، وهي تحت كل الظروف لن تفك كل أسرى الحرية، بل بعضا منهم، ولذا مطلوب من الرسمية الفلسطينية بحكم تمثيلها في المؤسسات الدولية، ان تبقي ملف أسرى الحرية حاضرا، بكل قوة.

يجب أن تكون قضية الأسرى جزءا مركزيا من خطاب الرئيس محمود عباس القادم في الأمم المتحدة، وأن يذكر أبطال عبور نفق جلبوع، اسما إسما موجها لهم تحية خاصة، ووعد منه أن تكون قضيتهم جزء حيوي من جدول الأعمال الوطني.

وحدة فعل قوى الشعب ميدانيا للرد على الحدث لا يجب أن تصاب بخدوش، بل عليها زيادة حركة الرد بأشكال عدة، كي يتأكد العدو أن الأمر لم ينته...ولن ينتهي سوى برحيله من أرض دولة فلسطين.

ملاحظة: عضو كنسيت من قائمة الحركة الإخوانية في أرض 48 يختار استمرار البقاء حليفا للفاشيين في حال الحرب على غزة... دوما تصدق مقولة الخالد: الإخوان مالهمش أمان..فلا تأمنوهم حيث وجدتموهم!

تنويه خاص: هل يقوم وفد من أعضاء التنفيذية ومركزية فتح بزيارة لعائلات أبطال عملية عبور النفق الكبير...صراحة لو ما عمولها يبطلوا يحكوا عن القضية خالص...ويخلوها لمن يستحق من أهلهم واصحابهم، ومن يملك قدرة تحدي لعدو مش مرتعشين!