"همسات" الشاعرة السورية ديانا مريم  
تاريخ النشر : 2021-09-18 14:11

وصلني الكترونيًا من الصديقة الشاعرة السورية المتألقة ديانا مريم، باكورة أعمالها الشعرية الورقية ديوانها "همساتي" الصادر حديثًا عن دار توتول للطباعة والنشر والتوزيع، وقدم له محمد الدمشقي، وهو ثمرة إبداعها وتجربتها الشعرية الممتدة، التي شهدت نموًا وتطورًا من ناحية الرؤى والأدوات الفنية. 

ديانا مريم ابنة الريف التي عشقت الطبيعة، وابنة السلمية التي شغفت بالكتابة، تكتب الخواطر والومضات والهمسات والنصوص النثرية والقصة القصيرة، ولها محاولات متواضعة جدًا في الشعر الموزون، تنشر كتاباتها في المواقع الالكترونية والمجلات والصحف الورقية، واشتركت في ديوان الكتروني جماعي في الجزائر ترجم للروسية والفارسية، وديوان آخر ورقي مشترك هو "حديث الياسمين". 

ديانا مريم شاعرة مرهفة الحس، تعشق الصورة والجمال، تنتقي الجزالة، تتميز بوافر عطائها الجميل، وبقصائدها النثرية المتميزة المتماسكة في ضوابط معانيها، وتحلق في آفاق الصورة الشعرية البعيدة عن التعقيد والغموض والتأويلات التي ترهق القارئ، وتتسم بطابع البساطة والوضوح والعفوية والشفافية الجميلة وصدق التعبير. 

يقع ديوانها "همساتي" في 115صفحة من الحجم المتوسط، ويضم 47 نصًا نثريًا، وتتفاوت النصوص في طولها وقصرها ومستوياتها وجمالياتها، ومن يقرأها يستمتع بها، فهي ومضات وخواطر روحية وهمسات وجدانية ورومانسية تعانق السماء، صاغتها بلغة جميلة سلسة، وعبرت عن احاسيسها وهواجسها وافكارها العميقة بأسلوب جذاب وخلاب.  

يشتمل الديوان على قصائد وجدانية متعددة الأغراض الشعرية في الحب والوله والوجد وعشق الوطن والجمال والطبيعة وهموم الذات، والهم الإنساني العام، مسبوكة بلسمة ندية ونضرة هادئة ونبضات قلب، ونكهة السحر والجمال، وتضفي عليها أجواء أخاذة من النشوة الحسية والروحية التي تنعش القلوب وتروي النفوس بكل صدق وانفعال، لنسمعها تقول في هذا البوح الأنيق وتعبيراتها المخملية في قصيدة "في معبدِك": 

 كنتُ أريدُ  

أن أكتبُ حروفي  

قبلَ أن يصل.. 

المطر!! 

وأريدُ أن أتعلمَ  

كيف للعناق.. 

أن يغفوَ قبلَ أن احضرَ  

وأتعلمَ قراءةَ الحكايات  

وتمتمات العاشقينَ في الروايات  

قبل أن أتعلمَ طقوسَ السهر  

وكم أريدُ أن أمشي حافيةَ القدمينِ  

وأنا في معبدِكَ 

ناسكةً أتعبد  

أخلعُ عباءاتِ الليل  

لأرى عينيكَ  

وألمسَ بيديَّ خدَّك 

وأرتلُ في صمتِ صلاتي 

أخاطبُ طيفَكَ الآتي  

كحلمي السرمدي 

كبوحِ القصائدِ المنقوشةِ  

على جدرانِ معبدكَ 

لن يعتقَني الوقتُ  

سجلتُ حضوري  

اعترافًا  

وصلاتي  

على تيمٍ من طهرِك 

همسات ديانا مريم محلاة بكثير من العبق والنسيم المعطر والدفء الروحي، تتصف بحس مرهف ثاقب، وعاطفة متفجرة، ورؤى حالمة عميقة. إنها سمفونيات عشقية باذخة الجمال، مؤطرة بطاقة تعبيرية رفيعة المستوى، وكأنها لوحات فنية رسمت بالكلمات المتوهجة بالعشق والنجوم والأقمار والطيوب وعبير الزهور، ولا نلمس في بوحها سوى الصدق والشفافية والرهافة. ويمكننا القول باقتضاب أن أشعار الحب والعاطفة والوجدان عند شاعرتنا تشكل أناقة لغوية وشدة في التدفق. 

أهنئ الصديقة الشاعرة السورية الشامية الهوى، ديانا مريم بصدور ديوانها الشعري "همساتي"، متمنيًا لها مستقبلًا شعريًا زاهرًا، ومزيدًا من العطاء والتطور والنجاح والتألق.