ياسر عرفات ...ومحاولة البعض تسميم يوم "الوفاء الوطني"!
تاريخ النشر : 2021-08-04 09:16

كتب حسن عصفور/ ضمن سياق "الوفاء السياسي – الإنساني"، كان يجب أن يكون 4 أغسطس مظهرا من مظاهر التوحد الوطني، تجسيدا لذكرى ميلاد قائد الثورة الفلسطينية المعاصرة وزعيهما الخالد، مؤسس الكيانية الأولى فوق أرض فلسطين، والذي غادر متحديا دولة العدو، مقاتلا الى لحظة النهاية الحياتية...ياسر عرفات.

ولكن، يبدو أن البعض المصاب بـ "عقدة مزمنة" اسمها ياسر عرفات يعتقد أن الأمر غير ذلك، فعشية ذكرى يوم "الوفاء الوطني"، أصر على تسميمها بقرارات "غبية"، كشفت صبيانية سياسية عكست ما في "العقل الباطني" نزعة انتقامية من مكانة الخالد، التي تتعمق رغم الغياب.

عشية يوم "الوفاء الوطني"، أصر من لا يستطيع مغادرة "مربع الحقد السياسي"، تشويه المناسبة باستخدام مؤسسة ياسر عرفات، قرارات لفرض أسماء خارج الصلة مع الخالد في معركة البقاء الوطني ورفض تهويد القدس التي انطلقت من كمب ديفيد 2000 حتى مغادرة الخالد شهيدا وليس طريدا كما اختار، وكأنها فعل لإزالة "آثار تلك المواجهة الأطول مع دولة الكيان وقواتها الاحتلالية".

محاولة فرض شخصيات كمقدمة لتحويل المؤسسة من فعل يحافظ روح المؤسس الى نمطية بليدة، تتماثل مع المشهد العام، خالية من "دسم الثورة"، والذي كرس المؤسس حياته لها، فرفض عدد كبير من أعضاء مجلس الأمناء "قرارا بيروقراطيا خال من الانتماء العرفاتي"، لتغيير تشكيلة المجلس وفقا لاستبدال منهج الإخلاص لروح الخالد الى الإخلاص لصاحب "ميزانية المؤسسة"، وكانت استقالة عمرو موسى امين عام الجامعة العربية السابق، ونبيل فهمي وزير خارجية مصر، وغيرهم من شخصيات أردنية وفلسطينية، صفعة لمن أراد استبدال نص بنص، وتحويل مسار المؤسسة وفقا لهوى الحاكم بأمره.

وكي لا يبدو الأمر "نصرا" لصاحب الأمر غير الذكي، فياسر عرفات ليس فردا، وحضوره الطاغ ليس لوجود "مؤسسة" تحمل اسمه، فهو لم يغادر يوما ذاكرة الشعب الوطنية، ولا حاضرها السياسي بعد الغياب منذ فعل الاغتيال 11 نوفمبر 2004.

ياسر عرفات، زعيم وقائد ومؤسس وليس رئيس صدفة، ولم يستخدم منصبه لتصفية حسابات مع بني جلدته، بديلا عن تصفية ارث احتلالي، خالد كان وسيبقى لأنه رفض أن يصبح "أسيرا وطريدا" فاختار أن يكون شهيدا، وهو من كان يستطيع أن يبقى لو كانت المناصب السلطوية هي خياره.

ياسر عرفات بذاته حراك متواصل ينتج كل أشكال الفعل، وليس بحاجة لمن يتحكم بمسيرته عبر قرار إداري – مالي، لا يحتاج الأمر انتظارا لمرسوم ما كي تتفاعل حركة الإحياء للشهيد المؤسس، واسمه ملك عام لمن اختاروا مساره الكفاحي وليس غير ذلك.

وكي لا يشعر أصحاب قرار تصفية مؤسسة ياسر عرفات بـ "نشوة فرح"، مما أصابها، يجب التفكير في خلق ما يخيب ظنهم عبر حالة إبداعية لحمل مشعل استمرارية روح الخالد المؤسس ياسر عرفات، فعل يحافظ على توافق الاسم بالمسمى، وهناك من الأشكال كثيرا، التي يمكنها ان تكون.

في يوم "الوفاء الوطني" ميلاد الخالد ياسر عرفات له ولكل قادة الثورة والشعب الذين ذهبوا رافعين راية قضيتهم عاليا سلاما...وخلود الخالد لن يكون عبر نص خال من روحه التي أصابت كارهيه بهلع ولا تزال تطاردهم حيث هم قابعون!

ملاحظة: عندما يفكر "السياسي" بعقلية "الثأر القبلي" عليه ان يغادر مكانه فورا...فخطره يصبح مضاعفا...ضعفا أمام ثقافة محصورة أو غطرسة بحجم من يتحصن بهم...!

تنويه خاص: لا تزال حركة العداء لشركة بن وجيري من قبل غلاة الصهاينة متواصلة...ولايات أمريكية تهدد الشركة ما لم تعترف بتهويد أرض فلسطينية عبر بوابة الاستيطان...الا تستحق هذه الشركة طرفة عين من الجامعة العربية ودولها...!