الجراح في بلاد الأتراح
تاريخ النشر : 2021-07-29 07:10

نعيش في الوطن العربي الكبير، صاحب الماضي العريق، وأما حاضرنُا كالغريق!!؛ كُنا للأعداء كالصواعق، وبين الأمُم كالبيارق، وأما اليوم فنحنُ نقهر من ينطُق بالحق، ويُحارب السَمِق، والمتألِق، وقد يُعَلق بالمشَانق، أو توضع أمامهُ العوائِق، والحرائقِ، ويُصِبح كالمحروق، وقد يُكَرم اللص السارق، والخَانِق، ونرفع المخَزوق، وتزداد الخوازيق، والطارقِ، والمطاريق، والمَطرُوق، ومن قد ظل الَطريق السحيق!.   

فلقد تبدلت وتحولت أحوال أغلب الناس في زماننِا المُعاصِّر من الأفراح إلى الجراح، وتَوشَح المواطنُ العربي بِوشَاح  الهَمِ، والَحُزنِ، والغم، والأتراح، وأصبح الشوقُ يروحُ بنا للأيامِ المِلاحَ، والافصاح بالبوحُ الفواح السواح، والارتياح، بِسماع كلامِ العليمِ الفتاح، الذي يستريح لهُ كُل من يسمعُه، ويقرأهُ، فيرتاح، وتفتح عليهِ الأبواب من غير مُفتاح؛؛ وتسرح الروح، وتفرح  بماءٍ ضَحضَاح فيهِ البراح، والانشراح، والأفراح، بدل الأتراح، وتُنيرُ نفسهُ كالمصباح، وتُشرقُ كضوء الصَبَاح، وكَالمسك يُداوي نَزف الجراح؛ بعدما اكتسح الناس اجتياح مَنْ هُّو مفُترس مثل التمساح الكاسِح السفاح، والذي التهم السَماح، وغير الأفراح لأتراح، وصياح، وجراح، وحروب، ونيِاح، ورِماح، وهذا حال كُل حَاكمٍ ظالم كَسِّيِحَ شحيح، غير صحيح، ولا واضحٍ، أو صريح، وصوته كفحيح الأفعى قبيح!؛ وهو لأهل الحقِ، والكِفاح ذَبَاح، وقَاتل، فاضِح، وفضَاح، فَكل شيءٍ عندهُ مُستَبَاح.

 إننا نعيشُ في زمانٍ العَدلُ فيهِ انِزَاح، ورَاحَ، وانطَرحَ، وأصابتهُ كل القروح، والرماح!؛ وذُبِّح أصحابُ الصح، والالحاحِ في الاصلاح، واقتلعت الريح العاتيةُ الأدوَاح، وصار بعض الحَرام مُبَاحَ، ودمٍ الشُرفاء وأهل الكفاحِ مُستباح، وانكفأ ضياء المصباح، وحَل الظلامُ بعد الصباح، والجراح، والأتراح بدل الأفراح، ولم نعُد نشتم عبق عطر  البوح الفواح لأهلِ الطُهرِ، والسماح، وتغيرت حياتنا بروائح الَبارود، المُنبعِث من فوُهةِ السلاح، ولا يزال أغلب الأُمة نيام، وعندهم نِواح، في يومٍ أجلح، فيهِ الرجل الطِرِمَّاحُ مجروح مَطْروح مرميٌ على وجههِ طريح، في وطن عربي مملوء بالأتراح. وذلك لأننا نفتقد اليوم  لأمثالِ أَبِي الدَّحْدَاحِ،  وأُمَّ الدَّحْدَاحِ، فكَمْ الأن مِنْ عِذْقٍ رَدَاحٍ لأَبِي الدَّحْدَاحِ في الجنة، وذلك بِمَا تركهُ من الصلاح، والإصلاح، والصفحِ الصحيح، والسماح، والانشراح، والمراح، والافصاح، والبراح، والوشاح، وإن ما قدموه لم، ولن يذهب بعد خروج الروح أدراجَ  الرِياح!؛ فمتي نصحو، ونطبب الجراح؟