في الطريق إلي الانتفاضة الثالثة
تاريخ النشر : 2013-11-08 20:35

مقومات الانتفاضة الثالثة أصبحت اليوم موجودة في أراضي السلطة وهي تنمو يوما بعد يوم فالمواطن الفلسطيني لم يعد ينتظر حلولا من إسرائيل بسبب المماطلة والتسويف وتقزيم المفاوضات وإفراغها من مضمونها , وهو يري أرضة تسرق أمام عينية وتقام عليها مستوطنات جديدة في كل يوم وتقسيم الأقصى أصبح قاب قوسين أوأدني, والوضع الاقتصادي في حالة هبوط مستمر, كما أن عمليات الاعتقال وقتل الشباب ترتفع وتيرتها بشكل ملحوظ.

المناطق الفلسطينية تعيش انسدادا للأفق السياسي والاقتصادي وإسرائيل تحكم قبضتها علي السكان ولا يمكن لأي فلسطيني ممارسة أي نشاط دون الموافقة الإسرائيلية, ولا ترغب إسرائيل في التنازل عن أي شبر من أراضي السلطة سوي مسطحات المدن المكتظة بالسكان كما أن الخارطة السياسية الإسرائيلية لا تشمل منح الفلسطينيين دولة مستقلة فالنظام الحاكم حاليا متطرف ويعتقد أن دولته قوية وليست بحاجة إلي سلام مع جيرانها وهي تأخذ كل شيء تريده من الفلسطينيين والعرب بالأمر وليس بالتفاوض.هذه السياسة المتغطرسة تزيد من الغضب الشعبي الفلسطيني ومن نفاذ صبر الناس.

وفي الجانب الآخر تطالب إسرائيل الجانب الفلسطيني بالاعتراف بيهودية الدولة كشرط لتحقيق السلام وهي تري أن عدم موافقة الفلسطينيين علي هذا الشرط هو بمثابة إنكار للوجود اليهودي في المنطقة, كما تري أن انقسام الفلسطينيين فتح في الضفة وحماس في غزة لا يوفر شريكا للتفاوض من أجل السلام, وتري أيضا إن مطالبة الفلسطينيين للإسرائيليين بتنفيذ الثوابت مثل حق العودة وإطلاق سراح الأسري والمياه والحدود والقدس غير قابلة للتطبيق وكل ما تريد أن تقدمة إسرائيل للفلسطينيين هو دولة ذات حدود مؤقتة أي بمعني آخر إبقاء الوضع الحالي علي ما هو علية مع إضافة بعض التحسينات علي الاقتصاد الفلسطيني برعاية الدول المانحة ويبقي الأمن والحدود والمعابر والجو والأغوار تحت السيطرة الإسرائيلية ما يعني إعادة تموضع القوات الإسرائيلية وإبقاء الاحتلال بشكل أو بآخر جاثما علي صدور الناس.

لا أعتقد أن الفلسطينيين سوف يقومون بالتنازل عن الثوابت التي وافق عليها الشعب وهي تلبي الحد الأدنى من طموحات الشعب الفلسطيني, واعتقد جازما أن الشعب لدية ساعة داخلية وبوصلة وهو يحدد متى وكيف سيتحرك آزاء الجمود في المفاوضات والثورة ضد البناء المتواصل للمستوطنات التي تلتهم أراضي الدولة الفلسطينية المزمع إقامتها.

الجو العام في أراضي السلطة مشحون بالغصب والكراهية لإسرائيل ويمكن أن يؤدي حادث سيارة أو مواجهة علي أي حاجز من الحواجز الإسرائيلية المنشرة في كل أرجاء الضفة الغربية إلي إشعال الانتفاضة , وربما تكون إسرائيل لديها رغبة في هذه الانتفاضة للانتقال إلي مرحلة جديدة من الصراع مع الفلسطينيين .