بي بي سي تفصل الصحفية الفلسطينية تالا حلاوة
تاريخ النشر : 2021-07-14 17:04

لندن: فصلت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" الصحفية الفلسطينية تالا حلاوة، على خلفية تغريدة نشرتها عبر "تويتر" خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2014، قبل انضمامها للهيئة بثلاث سنوات.

وذكر الصحفية تالا حلاوة، أنّ هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" فصلتني بعد 4 سنوات من العمل لديها كصحفية على خلفية تغريدة نشرتها على تويتر عام 2014، أي قبل انضمامي لـBBC بثلاث سنوات.

وأضافت حلاوة عبر منشور لها عبر صفحتها "الفيسبوك"، أن "جاء القرار بعد شهر من إجراء تحقيق داخلي تجاهلت المؤسسة فيه تقييم أدائي المهني، ومطالبات من زملائي للإدلاء بشهاداتهم حول مهنيتي"، مشيرًة إلى أنّها "خضعت للتحقيق والفصل على أثر تغريدة واحدة مسيئة نشرتها قبل 7 سنوات، خلال قصف الجيش الإسرائيلي لغزة في 2014، تحديدا أثناء الهجوم على حي الشجاعية والذي أسفر عن استشهاد 55 مدنيًا فلسطينيًا منهم 19 طفلًا و14 امرأة خلال 48 ساعة فقط، وبعد أيام معدودة على اختطاف المستوطنين للطفل محمد أبو خضير وإحراقه حيًّا".

وأشارت إلى أنّها "كشابة فلسطينية كانت وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة الوحيدة المتاحة لي وسط ما أشهده من وقائع مرّوعة وموت فلسطينيين أبرياء وسط صمت دوليّ. لقد أخطأت حين استخدمت هاشتاج شائعًا دون تفكير أو وعي، تحت ضغط تلك الأوقات العصيبة".

وأكدت أنّ "التغريدة المسيئة لم تعبّر عني ولا عن آرائي آنذاك ولا اليوم ولا في أي وقت، ولم أتردد في الاعتذار عنها والاعتذار لكل من تسيء إليهم من ضحايا، وأتمنى أن يقبل اعتذاري كل من آذته تلك التغريدة".

ولفتت إلى أنّ "بدأت الحملة بعد إعدادي وظهوري في تقرير ل بي بي سي يتحدث عن الثمن الذي يدفعه المشاهير حول العالم عند دعمهم للقضية الفلسطينية، وبمجرد نشر التقرير قامت جماعات متطرفة داعمة لإسرائيل بالنبش في حسابي على تويتر والترويج للتغريدة المسيئة".

ونوهت حلاوة، إلى أنّ التحقيق الذي أجرته معها بي بي سي سبب الآثار النفسية والجسدية، مؤكدًة على أن المؤسسة وضعتها في مكان المتفرج الصامت على ما يحدث على الإنترنت من نزع لإنسانيتها وتشهير بعملها الصحفي، وشنّت جماعات منظمة ومدرّبة هجوماً عليّ لتدمير سمعتها والتهديد بالقضاء على مستقبلها المهني". 

وأردفت: "يحزنني أن الـ بي بي سي، بدلًا من البحث عن سبل لدعمي وحمايتي والدفاع عني كصحفية عملت في مؤسستهم ولها سجل مهني مميّز، قرّرت أن تستسلم لهذه الجماعات، بل إن فصلي بحد ذاته اعتبر قصة نجاح لهذه الحملات التي تهدف بإجراءاتها للقضاء على صوت الفلسطينيين، وأي صحفي غير داعم لإسرائيل أو ناقد لها، في الحياة العامة والمؤسسات الإعلامية الكبرى حول العالم".

واستذكرت حلاوة، أن "منذ أن بدأت بالعمل لدى BBC عام 2017 لم أواجه أي انتقاد حول مهنيتي أو عملي الصحفي، على العكس لطالما تلقيت العديد من رسائل الشكر حول عملي وآخرها مشاركتي في تغطية التصعيد الأخير على قطاع غزة، وفي النهاية اختزلت المؤسسة كل سنوات عملي وخبرتي وأفكاري ومواقفي في تغريدة واحدة لا تعبر عني ولم أتردد بالاعتذارعنها بكل الكلمات الممكنة.

وأعربت عن أسفها من أن نمطاً جديداً من مهاجمة الصحفيين العاملين في الشرق الأوسط أصبح رائجاً ومن خلال الحملات الالكترونية المنظمة التي تهدف لكسر مصداقية الصحفي وقدرته على التغطية بسبب جنسيته أو خلفيته الثقافية، مشيرًة إلى أن  العديد من الصحفيين عبروا عن مخاوفهم حيث أصبحت حملات التشهير الالكترونية مصدر تهديد لكل صحفي من الأقليات يعمل في المؤسسات الدولية.