الخارجية الليبية: البلاد حققت تقدمًا في قضية المرتزقة وتأمل انسحابهم في الأيام القادمة
تاريخ النشر : 2021-06-23 18:47

برلين: انطلقت، يوم الأربعاء، في العاصمة الألمانية برلين أعمال "مؤتمر برلين 2" بشأن ليبيا بمشاركة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والصين وتركيا وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "نحن هنا اليوم للبناء على التقدم المحرز في مؤتمر (برلين 1) من خلال التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وخريطة طريق منتدى الحوار الليبي".

وأضاف غوتيريش في رسالة مسجلة في افتتاح المؤتمر، أن الأمم المتحدة قلقة إزاء تدهور الوضع الإنساني في ليبيا، مشددًا على أن تحسين الأمن في ليبيا سوف يسهم في التقدم على المستوى السياسي.

ودعا الأمين العام الأممي إلى معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار في ليبيا، ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان هناك.

كما حث غوتيريش الحكومة الليبية على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المعتقلين وآلاف المهاجرين من العنف.

وفي مؤتمر صحفي مشترك في برلين قبيل انطلاق المؤتمر، طالب وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والألماني هايكو ماس بإجراء الانتخابات في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وسحب سائر القوات الأجنبية من ليبيا.

وقال وزير الخارجية الأميركي إن بلاده وألمانيا تشتركان في الأهداف نفسها بشأن ليبيا، وهي استمرار وقف القتال، ومغادرة القوات الأجنبية، وإجراء الانتخابات في موعدها، وشدد على أهمية استقرار ليبيا.

ومن ناحيته، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش، أن برلين ستعمل على أن يتم سحب كل القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.

وشدد هايكو ماس، يوم الأربعاء على أن بلاده لن تتوانى في ذلك.

وبدوره، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية، سيرغي فيرشينين، يوم الأربعاء، أن بلاده تعتقد بأن تطور الوضع في ليبيا يسير في الإتجاه الصحيح بفضل القرارات الدولية.

وقال فيرشينين: "إن المشاركة الروسية في التسوية الليبية كان لها تأثير إيجابي ولا يجب التشكيك فيها".

وأوضح بأنه "لا ينبغي التشكيك في المشاركة الروسية، فعلاوة على ذلك، أنا مقتنع بأن وجود روسيا كقوة رئيسية ذات تأثير تقليدي وعلاقات تقليدية مع الليبيين، مفيد للغاية للعملية السياسية، وهم بحاجة إليها".

وقال فيرشينين عقب مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا: "أعتقد أن هناك فرصة اليوم لتحقيق السلام والاستقرار. إذا سألتم عن السرعة التي يمكن أن يتم بها ذلك، فإن الإجابة الصادقة: يمكن القيام بذلك، ولكن يجب القيام به بشكل منهجي طوال الوقت ويستغرق وقتًا وجهودًا متسقة من جميع الأطراف".

من جهتها صرحت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بأن بلادها حققت تقدما في قضية المرتزقة وتأمل انسحابهم في الأيام القادمة.

وقالت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية إن الحكومة رغبت في إرسال عديد الرسائل إلى المجتمع الدولي من خلال مشاركتها في "مؤتمر برلين الثاني" مفادها "دعونا نعمل بشكل مشترك لتعزيز الاستقرار في ليبيا".

واعتبرت المنقوش في ختام مؤتمر برلين أن الاستقرار أمر ضروري لتحقيق انتخابات حرة ونزيهة في 24 ديسمبر المقبل.

وأكدت أن هناك متطلبان أساسيان لتحقيق الاستقرار، الأول يتمثل في تنفيذ المسار الدولي وهو مسار برلين، وتنفيذ المسار الذي تقوده ليبيا والذي يضمن استقرارها والمتمثل في مبادرة استقرار ليبيا.

وبدوره، طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بضرورة البدء في عملية إخراج القوات الأجنبية وعناصر المرتزقة على نحو عاجل من ليبيا، باعتبار ذلك ركيزة أساسية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين أعضاء اللجنة العسكرية (5+5) في جنيف، في نوفمبر الماضي.

وقال أبو الغيط، في كلمته يوم الأربعاء، أمام مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا: ”لقد كان المأمول أن تنتهي عملية انسحاب الوجود العسكري الأجنبي من ليبيا خلال 3 أشهر، ولكن ذلك لم يحدث، بل لم تبدأ هذه العملية إلى اليوم، وهو ما يُمثل ثغرة واضحة في المسار الليبي، لا بد من الانتباه إليها، والعمل على تجاوزها“.

وأضاف ”القرار الصادر في مارس الماضي عن مجلس الجامعة العربية، والمعبر عن الإرادة الجماعية للدول العربية، أشار بوضوح إلى إخراج القوات الأجنبية من ليبيا باعتباره السبيل إلى تمكين السلطة التنفيذية الجديدة من إنجاز الاستحقاقات الدستورية المقررة في مواعيدها المتفق عليها“، مشدداً على أن الجامعة العربية تعتبر هذا الأمر ضرورة لإحلال سلام مستدام وشامل في ليبيا.

وتابع ”هذا المؤتمر يطرح مسألتين أراهما مترابطتين أشد الارتباط، الأولى الالتزام بعقد الانتخابات البرلمانية في موعدها، والثانية إخراج القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة، جنباً إلى جنب مع تفكيك وتسريح الميليشيات المسلحة، تحقيقاً لمبدأ أساسي لا يترسخ الاستقرار في غيابه، وهو عدم منازعة السلطة المركزية احتكارها الشرعي للسلاح“.

وأوضح أنه ”لا يجب أن يكون في ليبيا سوى سلاح واحد، وهو سلاح الدولة الليبية ومؤسساتها، من جيش وشرطة، ولا يجب أن تكون هناك شرعية سوى تلك التي يمنحها الليبيون بإرادتهم الحرة في الانتخابات في ديسمبر القادم، ولذلك فإن المسارين متلازمان ومتكاملان، وينبغي أن يسيرا معاً“.

ومن ناحيته، حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري، في كلمته بالمؤتمر، من خطورة استمرار وجود القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا، مشيرا إلى ارتفاع أصوات الليبيين المطالبة بضرورة مغادرة جميع القوات الأجنبية والعناصر المسلحة الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.

وأضاف شكري، إنني لعلى يقين من أنكم تدركون أهمية التطبيق الكامل لاتفاق جنيف لوقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن رقم 2570 بما فيه من نص صريح على مغادرة القوات الأجنبية والمرتزقة من كامل التراب الليبي دون مماطلة، وأنه ليدعو للقلق ما لمسناه خلال المداولات من محاولات للتنصل من هذا الالتزام الواضح والذي أقره مجلس الأمن“.

وعبر وزير الخارجية المصري عن ارتياحه البالغ للمواقف الواضحة والشجاعة الصادرة من داخل السلطة التنفيذية الجديدة ومن أبناء الشعب الليبي الواعين لخطورة استمرار وجود القوات الأجنبية والمرتزقة على سيادة ليبيا وأمنها واستقلالها الوطني ووحدة أراضيها.

وثمن التوافق الدولي الكبير وغير المسبوق الداعي للخروج الكامل والفوري لكافة القوات الأجنبية من الأراضي الليبية في أسرع الآجال دون أي تأخير، على نحو يسمح لليبيين بأن يعبروا عن خياراتهم وأن يعتمدوا مشروعهم السياسي بعيداً عن تأثير القوات الأجنبية والميليشيات المسلحة.

كما عبر عن تقديره للجهود الدافعة نحو وضع أطر زمنية واضحة لانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا بشكل متزامن ومتوازن وسريع قبيل الانتخابات؛ لإعطاء الزخم المطلوب لانعقادها وفقاً للإرادة الحرة للشعب الليبي.

ودعا الأطراف الفاعلة كافة داخل ليبيا وخارجها لإعلاء مصلحة الليبيين، والتصرف بمسؤولية وبمنطق رشيد، والكف عن العبث بالمقدرات الليبية بما يخرج ليبيا من أزمتها.

وبدوره، شدد وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم على أن بلاده لن تدخر جهدا لإنجاح المصالحة الليبية، معربا عن قلقه من تأخر سحب القوات الأجنبية من ليبيا وخرق حظر توريد الأسلحة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان حول مشاركة بوقادوم في مؤتمر "برلين 2"، إن وزير الخارجية أكد ضرورة توحيد المؤسسات خاصة تلك القائمة على شؤون الدفاع والأمن.

واختتم مؤتمر "برلين 2" أعماله مساء الأربعاء، وسط تسمك دولي كامل بانسحاب المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، والمضي قدما في مسار انتخابات ديسمبر 2021.