حركة فتح.. إلى أين؟!
تاريخ النشر : 2021-06-22 11:34

فتح ( حركة التحرر الوطني) الاسم اللامع في عقول محبيها وحتى كارهيها من أعدائها، أصبحت محطة أنظار القريب والبعيد، ومن عرفها ومن حاول تجاهلها، جميعهم عجزوا في كيفية الاطاحة بالنواة الصلبة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبوصلة الكفاح الفلسطيني ، وهو ما رسخ في العقول "إن كانت فتح بخير فالوطن بخير".

منذ انطلاقتها حتى وقتنا الذي نعيشه تعرضت( فتح) لهزات كبيرة من قبل أعدائها وخصومها، لكنها أم الرجال أبت الاستسلام والخنوع لأنصاف الرجال، فمن لا يعرف فتح حتماً سيفنى في صحراء عاصفتها.فتح التي كانت ولا زالت الارث التاريخي للكل الفلسطيني، أبت الانكسار في

زمن الانكسار، رغم أنف من أراد لها الانكسار ممن تسلقوا وتدرجوا وتخفوا داخلها ليصبحوا قادة الصدف واللحظات، بعد استشهاد قائدها الزعيم الراحل ياسر عرفات

لا أحد يكترث لحجم الجرائم والموبيقات الموجودة في حركة فتح بشقيها ،وأبنائها لا يمتلكون سوى أضعف الإيمان وهو الدعاء لها ،لأن لقمة عيشهم محفوفة بالمخاطر فإن صرح برأي أو موقف مخالف او معارض وهذا يرجع إلى سبب عدم فصل الانتماء عن الوظيفة ، التي هي حق لكل مواطن ولكل منتمي ولكل مناضل.

إن غياب التجديد للأجيال المتعاقبة في عشق فتح جعل من القرار هنا وهناك في حركة فتح فردي أو يمتلكه فئة وتبحث عن مصالحها الشخصية فبالتالي لا يوجد استقلالية بالقرار بل يخشى الكثير اتخاذ قرارات أو أراء قد تجعله يدفع وحده ثمنها سواء في طرده أو فصله أو تهديده أو تهميشه واهماله.

حركة فتح تمتلك شرائح مختلفة من كافة الأطياف والأجيال ولكنها تعيش بين فئة وفئة فجوات عميقة أخطرها تمسك الجيل القديم في مفاصل مهمة وخطيرة بالحركة وعدم ازاحته لإتاحة الفرصة للأجيال التالية والأخطر من ذلك أنه لم يتم تهيئة الأجيال للقيادة أو للإمساك بدفة القيادة عمدا وليس بمحل الصدفة ،كما نفتقد لوجود قدوة حية تتخذها هذه الأجيال لاستكمال مسيرة الحركة كما أن هذه الأجيال فقدت الثقة في كافة من يمتلكون مسميات قيادية بالحركة .

إن صحوة التاريخ لن ترحم من تسبب في هلاك حركة فتح وعمل على تفتيتها، وكل من جعلها غارقة في مشاكلها الداخلية ليحقق مآربه المشبوهة وفقاً لأجندات ومصالح خارجية. ففتح التي تربينا في كنفها ليس بخير كما الوطن الحزين ليس بخير، ولم تعد أجنحتها المفككة قادرة على حماية ولملمة صفوف أبنائها.

إن الصراع الذي ينخر بين الأخوة الأعداء في قياداتها جعلها لقمة صائغة ليلتهمها خصومها، بل أصبحوا يعتاشون على مخصصاتها وامتيازاتها من أجل البقاء، وسط العيون التي ارتابتها الغرابة من حال فتح ورجالها، بينما تجرأ البعض سرقة تاريخها وحتى انكارها !
إنها الحالة الأولى إن لم تكن الأخيرة في انقسامات حركة فتح ليس على برنامجها الوطني ، بل على صراع قياداتها على المناصب والعداوات الشخصية التي سرعان ما يتولد عنها أخوة أعداء بين الأجيال إن بقيت على ما هي عليه!

إن الأغرب من ذلك هو محاولة تمسك المتخاصمين بفتح بمصالحهم من منطلق أحقية كل طرف بقيادة الحركة التاريخية، دون الالتفات لمعالجة قضايا ابنائها الداخلية، وسط خسارات جماهيرية متتالية، تدفع فتح لدفع فاتورة بقائها!

إن حالة حركة فتح والحديث هنا عن شقيها وليس واحدة دون الأخرى يرثى له والحقيقة انها تعيش في غرف الإنعاش أفهل ابقائها في حالة الغيبوبة مقصود ؟! وان كان هناك هدف من ذلك فهل يمكن لهذه الحركة العظيمة مفارقة الحياة ؟!وماذا عن هذه الاجيال التي انتمت لهذه الحركة دون أن تعرف تفاصيلها لمجرد انها آمنت في تاريخها او الراحلين منها؟!!