سخنين: مركز التراث يفتتح أبوابه للزوار بمعرضه الجديد "الذاكرة السخنينية - ذاكرة بلد"
تاريخ النشر : 2021-06-21 23:43

سخنين: يعرض في هذه الأيام على جدران مركز التراث الشعبي في مدينة سخنين وذلك بالتعاون بين جمعية جوار في الشمال ومركز التراث مع وزارة الثقافة والرياضة المعرض الجديد من " الذاكرة السخنينية – ذاكرة بلد" والتي يتم من خلاله عرض عدد كبير من اللوحات والصور والوثائق السخنينية والتي وثقتها عدسة بعض الأشخاص من المدينة ومن خارجها.

وتم المعرض بجهد متواصل من إدارة مركز التراث المتمثلة بالأستاذ أمين أبو ريا، والذي له أياد بيضاء في جمع كل تلك الوثائق، لا سيما أن ذلك إستغرق وقتاً طويلا لتوفير كل هذه الوثائق ليتم عرضها بحلتها هذه أمام أعين الزوار من المدينة وخارجها.

وتعرض اللوحات والصور مواقف مشرفة لأيام وطنية في تاريخ الشعب الفلسطيني قبل وبعد النكبة، عادات وتقاليد وتصوير الحياة اليومية للمواطن، العامل، الفلاح، والسياسي، المقامات، الشخصيات الاجتماعية، البطوف، المل، يوم الأرض، الحرف والمهن، أماكن العبادة من المساجد والكنائس، خلال عشرات سنوات قد خلت.

فالذاكرة هي إحدى قدرات الدماغ التي تُمكِّنه من تخزين المعلومات واسترجاعها. وتدرس الذاكرة في حقول علم النفس الإدراكي وعلم الأعصاب. وهناك عدة تصنيفات للذاكرة بناء على مدتها، طبيعتها واسترجاعها للحالات الشعورية. هي عملية الاحتفاظ بالمعلومات لمدة من الزمن لغرض التأثير على الأفعال المستقبلية. إذا كنا لا نستطيع تذكر الأحداث السابقة، لن نکون قادرین علی أن نطور اللغة، العلاقات، أو الهوية الشخصية.

الذاكرة السخنينية

وفي سياق هذا المعرض" ذاكرة سخنينية " ومن خلال الصور والوثائق التي تم جمعها على مدار سنوات مضت يتم التأكيد على الذاكرة الجماعية للمجتمع العربي السخنيني بمركباته وما مر عليه من احداث متوالية تأبى النسيان بكافة المفاهيم ذات الصلة سواء كانت احداث اجتماعية او احداث سياسية اثرت في حياة المواطنين كافة حين حدوثها لتنغرس في الذاكرة لكل من عاشها او كان هدفا لحدوثها بإرادته او غصبا عنه لينقلها بدوره الى الأجيال القادمة عبر ذاكرته الشخصية واحساسه الخاص وفكره الذي اقتنع به لتشكل هذه الذاكرة في المحصلة التاريخ الاجتماعي والتاريخ الشفهي والهوية الثقافية للشعب بكافة اجياله واطيافه لتكون في نهاية المطاف الذاكرة الاجتماعية والتاريخية والثقافية التي يجتمع عليها كل انسان ينتمي الى هذه الشريحة ولهذا الشعب ويرى في قضاياه كأنها قضيته الخاصة.

فمتحف سخنين والذي يعتبر أول وأكبر متحف داخل الخط الأخضر، حيث يمثل شهادة حية على حضارة الشعب الفلسطيني وتراثه، وذلك للصمود أمام محاولات الاحتلال الإسرائيلي وتشويه التاريخ.

وعبر أكثر من ثلاثة آلاف قطعة تراثية، يحاول القائمون على هذا المتحف الوقوف في وجه محاولات الاحتلال الإسرائيلي تهويد تفاصيل حياة الفلسطينيين في الداخل، إلى جانب ترسيخ مفاهيم التراث عند الأجيال المقبلة للتمسك بقيمته الحضارية وأصالته التاريخية.

وتشكّل مدينة سخنين في الجليل -التي يقطنها حاليا قرابة ثلاثين ألف نسمة- شاهدا حيا على عبق التاريخ وعراقة حقب زمنية مرت عليها، حيث توالى عليها عهد عثماني وانتداب بريطاني، إلى أن حلَّ بها الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى بكل إمكاناته إلى تهويد تفاصيل حياة سكانها.

ولإثبات الانتماء للوطن والحفاظ على تراثه، وقع الاختيار على مبنى سرايا الوالي خلال الحقبة العثمانية في سخنين، ليكون أول وأكبر متحف عربي في الداخل يجسّد تراث الشعب الفلسطيني وقيمة أصالته ونهضته الحضارية. وبين جنبات وممرات وغرف وديوان الوالي العثماني حينها، توزعت أكثر من ثلاثة ألاف قطعة تراثية جمعها القائمون على المتحف البلدي العربي للتراث الشعبي الفلسطيني منذ عشرات السنين، من قرى صحراء النقب جنوبا إلى الجليل الأعلى شمالا في الداخل الفلسطيني.

ومزجت تلك القطع بين أصالة التاريخ وحداثة الحاضر من خلال العثور على مقتنيات منزلية فخارية وزراعية ومشغولات يدوية وثياب مطرزة، إلى جانب خزفيات ونحاسيات، فضلا عن وجود ثلاثة معارض تضم قرابة ثمانون لوحة فنية.

ويستمر تعزيز الارتباط بالتاريخ من خلال تفعيل زيارات مدرسية أو جامعية لهذا المتحف، والوقوف من قرب على حياة الفلسطينيين والحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم.

المعرض – ذاكرة بلد

كان افتتاح المعرض الاول كجزء من ارشيف بلدنا الحبيبة سخنين "سخنين في الذاكرة" بحضور جمهور غفير من بلدتنا سخنين والقرى المجاورة. وقد شمل المعرض العديد من الصور القديمة والتي تم التقاطها في حقب زمنيه متفاوتة غالبيتها في مطلع القرن الماضي توثق معالم سخنين من بيوت وأشجار ومقامات وبوابات وشخصيات كان لها الشأن الكبير والباع الطولي في تقدم ورقي هذا البلد, كما شمل المعرض على الوثائق الاساسية الاصلية التي تداول بها شعبنا في العهد التركي وعهد الانتداب البريطاني بحيث تم عرض النسخ الاصلية من الوثائق.

وفي حديث مع عضو الكنيست السابق مسعود غنايم واحد زوار المعرض قال:" نحن في معرص صور قديمة والشكر للأستاذ أمين أبو ريا الذي جمع كل هذه الصور واعتقد أن هذه الصور والوثائق كنز، وهذه هامة جدا للأجيال الشابة التي لم تعرف سخنين كيف كانت ملامحها السابقة، ونحن نتحدث عن العلاقة الوطيدة بين الزمان والمكان وحكاية الانسان، وبما أننا شعب يتجذر في أرضه، ويريد أن يؤكد عروبة هذه الأرض بكل ما فيها، فإني أوصي الشباب بزيارة المعرض وان تتعرف على الملامح والمعالم القديمة للآباء والأجداد".

وفي حديث مع الأستاذ امين أبو ريا مدير مركز احياء التراث العربي – المتحف البلدي في سخنين وممثلا عن جمعية جوار في الشمال قال:" أولا نضع بين ايديكم المعرض الثاني على مركباته القديمة الجديدة والتي استطعنا تحضيرها في الفترة الأخيرة لتوضع بين ايديكم وتخدم طلابنا ومثقفينا في ابحاثهم وتثري محتويات متحفنا المعروضة لجمهور الزائرين والسياح الوافدين الى هذا البلد المعطاء تحت عنوان " ذاكرة بلد –الذاكرة السخنينية".

وأضاف أبو ريا:"نهيب بمواطني بلدنا الحبيب اولا واهالي المنطقة ثانيا بأن يزودونا بما لديهم من وثائق ومستندات لإغناء العرض الموجود واضافة زوايا وابواب جديدة لم يكن باستطاعتنا طرقها في هذا المعرض الفريد من نوعه لأننا على ثقة تامة ان هذا المعرض يتجدد وسيظهر بحلة جديدة من فترة لأخرى ليستطيع كل مواطن في هذا البلد الوصول للمعلومة التي يرتجيها. هذا وحفاظا على تاريخنا، حضارتنا وهويتنا فأننا بصدد ارشفة وتوثيق كل هذه الصور والوثائق وما يستجد في مشروع اصدار كراريس وكتيبات لتضمن وصولها الى الاجيال القادمة".

ومن الجدير بالذكر ان تلك المعروضات من صور ووثائق سوف تنشر على الموقع الالكتروني الخاص لجمعية جوار في الشمال.