ملاحظات خلال وبعد ملحمة سيف القدس
تاريخ النشر : 2021-06-20 08:17

لم يعد هناك اثنان يختلفان حول ما حققته ملحمة " سيف القدس " من نتائج هامة ومهمة في سياق الصراع وإدامته مع الكيان الصهيوني ، على غير صعيد ومستوى ، إلاّ الذين يتعمدون التقليل مما جرى ، ولا يريدون رؤية تلك النتائج ، التي يتحدث عنها قادة الكيان أنفسهم . وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال ، أنّه لم تسجل ملاحظات خلال وبعد انتهاء المواجهة الملحمة ، كجولة من جولات المواجهة المفتوحة مع العدو وكيانه المحتل .
ومن الملاحظات التي تمّ تسجيلها:-
1. غياب غرفة العمليات المشتركة ، وكأنّ دورها قد انتهى مع بدء المواجهة العسكرية ، وهذا ما ظهر بوضوح من خلال بيانات الكتائب المسلحة للمقاومة ، كل باسمها وناطقها وبيانها العسكري . وما العروضات العسكرية التي نظمتها العديد من الكتائب المسلحة ، كل على حدا ، إلاّ الدلالة على إدارة الظهر لغرفة العمليات ، وانتهاء دورها .
2. ما كان من المفترض ، أن تتضمن بيانات الناطقين العسكريين ، أعداد الصواريخ التي ستطلقها المقاومة ، والمناطق المنوي قصفها .
3. رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار ، وخلال إطلالته بعد وقف إطلاق النار ، تحدث عن الأنفاق وطولها ، وما تضرر منها . صحيح هي رسالة لقادة الكيان أنكم فشلتم بما عملتم عليه خلال عدوانكم على القطاع . ولكن في هي معلومات يجب أن تبقى طي الكتمان ، وعدم الإفصاح عنها .
4. أيضاً وخلال إطلالة السنوار ، تحدث عن القبول بدولة في حدود العام 1967 ، وعاصمتها القدس . الأمر الذي اعتبره البعض على أنه رسالة لمن يعنيهم الأمر في الواقع الدولي والإقليمي بما فيهم الكيان ، عن استعداد حماس الانخراط في مسار سياسي تفاوضي حول ذلك ، وإن بطريقة عن مباشرة .
5. كذلك قول رئيس الحركة في قطاع غزة ، إذا ما أراد الكيان إطالة عمره ، عليه عدم المساس بالقدس والمسجد الأقصى
6. غياب السلطة وحركة فتح ، خلال أيام المواجهة ، وتحديداً الأيام الثمانية الأولى من معركة سيف القدس . وهذا ما أظهرها ضعيفة ، وكأنها غير معنية ، مما سبب لهما الحرج الكبير أمام ما تتعرض له القدس وغزة وأهلنا في أراضينا المحتلة عام 1948 .
7. السلطة وسعيها وراء أن تكون هي مرجعية إعادة ما دمره الاحتلال الصهيوني خلال العدوان على قطاع غزة . وكأن الهدف فقط هو الاستحواذ على أموال الاعمار . وهذا ما نُسب إعلامياً لكل من عضوي اللجنة لمركزية لحركة فتح ، عزام الأحمد وجمال محيسن . الأحمد قال :- أرسلنا نائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو بمذكرة احتجاج موجهة للقيادة المصرية ، بعد تهميش السلطة ومحاولة تجاوزها في موضوع الإعمار ، واستلام التبرعات . وأضاف الأحمد ، طالبنا المصريين بضرورة حصول السلطة على جزء من المساعدات ، لوجود ضائقة مالية لديها . أما محيسن فقال :- القيادة المصرية تعمل بشكل انتهازي ومتفرد في موضوع إعمار قطاع غزة ، ومن دون الرجوع للسلطة الفلسطينية . مضيفاً أنّ مصر تريد أن تحقق مكاسب اقتصادية وسياسية تخدم مصالحها . ونحن لن نكون أداة بيد أي من كان ، وعليه أبلغنا المصريين اعتذارنا عن حضور أي لقاء فصائلي . وختم محيسن كلامه ، بالدعوة إلى تصحيح المسار عن طريق إيداع كافة المبالغ المقدمة لإعمار القطاع في خزينة السلطة الفلسطينية .
8. الفصائل الفلسطينية المنخرطة في الحوارات إلى جانب حماس وفتح ، لا زالت تعاني من فصام عدم القدرة على اتخاذ مواقف عملية ، والإرتقاء إلى وضع آليات عمل تجعل منها نداً سياسياً حقيقياً إلى جانب الحركتين ، لما تمتلكه من إرث نضالي كفاحي عمدته دماء الآلاف من شهدائها وجرحاها ، والآلاف من الأسرى على مدار ما يزيد من نصف قرن من الزمن وحتى يومنا الراهن . وتأجيل أو إلغاء جولة الحوارات الأخيرة خلال شهر حزيران الجاري ، من دون الأخذ برأيها ، إنما دللّ على أنّ تلك الفصائل ، وعلى الرغم من مواقفها التي يعتد بها ، إلاّ أنّ دورها هو مباركة ما تتوصل إليه حركتي حماس وفتح من تفاهمات أو توافقات ، فقط ليس إلاّ .
9. وأخيراً ، لا يمكن أن تستقيم العلاقات الوطنية بين الفصائل ، إذا ما استمرت عملية الاستحواذ والاستفراد ، التي يستشم منها ، التعاطي بالاستعلاء وبطريقة الأستذه .