اجهاض المصالحة الفلسطينية تساوق تام مع أهداف الاحتلال
تاريخ النشر : 2021-06-16 07:55

لا يمكن الحديث عن تطبيق الوحدة الوطنية والمساهمة في نجاح السيطرة والتغلب على الام الماضي في ظل استمرار التناقضات بالمواقف والسعى للبحث عن من تلتقى اهدافهم مع الاحتلال ليكونوا جسرا لتمرير صفقة القرن الامريكية والمشروع التصفوي للقضية الوطنية والهوية الفلسطينية وبالتالي نحن بحاجة للمصالحة والحوار والالتقاء الوطني الشمولي والبحث عن مخارج تكون بقدر المرحلة التاريخية التى نمر بها ولا نريد تكرار التجارب الماضية التي اثبتت فشلها وولدت الفجوات بين الوطن الواحد وتركت اثار بالغة الصعوبة لم نتمكن من تجاوزها لحتى الان وكانت عائقا حقيقيا امام النهوض بالواقع الفلسطيني وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية وما دمره الاحتلال خلال السنوات الماضية.

بعد الحرب الاخيرة والعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني اختلفت وقائع المشهد فنحن في مرحلة حرجة في ظل استمرار هذا الانقسام اللعين الذي يجهض القضية الفلسطينية والواقع الفلسطيني في حقيقة الامر يحتاج الى اعادة تقييم فبعد كل هذا الدمار لم يعد هناك مجال لاستمرار الاجتهادات الشخصية واستغلال معاناة الشعب الفلسطيني في تحقيق مصالح حزبية ضيقة والتعامل مع المصالحة الفلسطينية بشكل مشروط او مصلحة حزبية فهذه اللغة سئمها الشعب الفلسطيني ولم تعد منها اي فائدة وبات على قيادة الفصائل الفلسطينية ان تتحمل المسؤولية لدعم الجهود المصرية من اجل استئناف الحوار وإطلاق قطار المصالحة وإعادة اعمار قطاع غزة ووضع حد لسياسة الاحتلال الاسرائيلي ومعانة ابناء الشعب الفلسطيني .

ما يتعرض له المشروع الوطني الفلسطيني بات يحتم على الفصائل الفلسطينية كلها وبدون استثناء احد الوقوف وقه رجل واحد في غزة والضفة والاتحاد والتعاون ووضع برنامج وطني يلبي احتياجات الشعب الفلسطيني من خلال وحدة الموقف المشترك وتجسيد عملي للشراكة السياسية ووضع حد لمشروع الاحتلال ومخطط الضم وأهدافه السياسية وخاصة بعد تشكيل حكومة الاحتلال الاكثر تطرفا والتي ترفض قيام دولة فلسطينية وتستغل وضع الانقسام فلم تعد المرحلة يمكن تحملها والواقع يشتد خطورة على مستقبل الشعب الفلسطيني فإما ان نكون ونحافظ على المشروع الوطني وأما ان يدمرنا هذا الانقسام بمسمياته المختلفة القائمة على عروض الاحتلال واستبداده السياسي الذي يرفضه الشعب الفلسطيني ويرفض ان يتعاطى مع تلك المشاريع المشبوهة والتي تخدم الاحتلال عبر دعم قيام امارة في غزة على حساب الضفة ووضع السلطة الفلسطينية التي باتت تخوض حربا مفتوحة مع الاحتلال فالمطلوب فلسطينيا الالتفاف حول منظمة التحرير وإعادة بناء مؤسساتها بما يخدم التطور والواقع القائم فلسطينينا وتفويت الفرصة على برامج وأطماع الاحتلال المجانية.

الاحتلال الاسرائيلي بات يعمل ضمن سياسة الارض المحروقة ويستغل الوضع الفلسطيني القائم ويبدأ في تنفيذ احلامه ومخططات اليمن المتطرف وهى قائمة على بث سموم الخلاف ودعم التناقضات بين ابناء الشعب الفلسطيني من خلال سيطرة بعض المأجورين والمارقين على المشروع الوطني الفلسطيني للتأثير على مفاصل العمل الوطني خدمه للاحتلال ولوضع الانقسام الفلسطيني القائم وتؤكد سياسات الاحتلال القائمة على استغلال كل الظروف لاستمرارها في تطبيق مخطط صفقة القرن وتمريرها بكل هدوء مقابل شراء المواقف واللعب على التناقضات تارة مستغلا اموال المقاصة والمستحقات المالية الخاصة بالسلطة وتارة اخرى مستغلا الاموال القطرية واحتياج قطاع غزة لهذه الاموال وتحويل الشعب الفلسطيني لمجرد شعب متسول يلهث وراء الاموال ومشاريع اعادة الاعمار لتمرير مخطط القضاء على القضية الفلسطينية وطموحات الشعب الفلسطيني وتدمير اليات الصمود والمقاومة الفلسطينية .