هل تعيد حماس الاعتبار لتمثال "الجندي المجهول"!
تاريخ النشر : 2021-06-12 09:03

كتب حسن عصفور/ بعد 4 أيام من انقلاب حركة حماس 14 يونيو 2012، أقدمت مجموعة "مجهولة" على تحطيم تمثال الجندي المجهول في وسط مدينة غزة، في تزامن مع عمليات تحطيم لمؤسسات إعلامية ومدرسة دير اللاتين، في يوم راه الفلسطيني "يوما أسودا" في تاريخه عكست مفاهيما غريبة شاذة، ليست جزءا من ثقافته، وبداية لعهد من زمن تكفيري.

ودون البقاء أسرى سواد ثقافي عبر صفحات "غير مضيئة" من حياة سياسية أنتجت العهد الأكثر انحدارا وطنيا، فما يجب البحث عنه، كيفية التعامل مع دلائل تلك الأحداث التكفيرية، عبر إعادة الاعتبار لما طالتها، والأبرز منها أحد علامات قطاع غزة تمثال "الجندي المجهول"، والذي تم تحطيمه مرتين، الأولى عام 1957 بأيدي قوات العدو الإسرائيلي قبل خروجها من قطاع غزة، والثانية بأيد فئات تمثل بفكرها قوة احتياط للعدو القومي، بتحطيمه بعد 50 عاما، لا زال اسما حاضرا بقوة في الذاكرة الشعبية الوطنية، ومسمى لا يزول بزوال رأسه.

العمل على ترميم تمثال "الجندي المجهول"، وإعادة الجسد الى المكان بتلك الإشارة الشهيرة نحو القدس، يتوافق تماما مع حركة نمو الوعي العام لقيمة التمثال وحركة الإصبع المبكرة، بعد معركة سيف القدس، يصبح ضرورة وطنية أولا، وترميما لجزء من الثقافة ليس لقيمة التمثال بذاته، بل للقيمة الحضارية لذلك الفن الذي يخلد أحداثا في تاريخ الشعوب.

الترميم، ليس لحجر ونصب يشير الى حدث ما، بل درس سياسي مستحدث مع أبعاد المعركة الأخيرة، انتماءا لوطن وتاريخ، ورسالة لجيل جديد، بأن الفعل الكفاحي الفلسطيني ليس وليد عدة أيام، أو معركة أحدث هزة في الوعي العام نحو فلسطين القضية وعاصمتها الأبدية، وتذكيرا بأن شعب فلسطين لم يكن يوما سوى رافعا القبضة والبندقية والقلم، وعيا وفعلا في مواجهة تحالف سياسي بحث تسويد تاريخ الشعب قبل مصادرة الأرض، عمل بكل ما أمكنه تزويرا لتاريخ، وتهويدا لما لن يُهود.

تتحمل حركة حماس بحكم سيطرتها على قطاع غزة، حكومة وأجهزة أمنية، مسؤولية البحث عن سبل ترميم ذلك النصب الذي يخلد بعدا وطنيا خاصا، وعل الظروف مناسبة تماما في ظل حركة إعادة الإعمار التي تقودها الشقيقة الكبرى مصر، ان يتم معها إعادة الجندي الى مكانه توافقا مع أيام الحدث الفلسطيني التي هزت سكونا سياسيا، وأصابت غطرسة عدو برعشة قد تطول...

ربما تكون إشارة البدء لإعادة الجندي الى موقعه، فرصة لتكريس "وحدة" الأيام الـ 11 التي سرقتها "الحزبوية" سريعا، وكأن الحالة الوحدوية كانت بفعل فاعل غير فلسطيني، فرصة تصويب مسار أصابه انحراف برقي، خاصة بعد أن أغلقت القاهرة بابها لجولة كان يراد لها انتاج "فراغ الكلام"، ليذهب معه قيمة حدث وطني كبير عبر دهاليز التقاسمية الحزبية.

هل تفعلها قيادة حماس وأداتها الحكومية وتعيد بث رسائل "الانتعاش الوطني" التي سادت 11 يوما، وبدأت تفقد بريقها بأسرع مما يظن مجعجعي الكلام...مسألة تستحق لو حقا أن الأمر خدمة وطن وقضية وليس غيرها!

ملاحظة: منصور عباس المرتد وطنيا، وافق على تهويد الضفة الغربية واستخدام المسمى العبراني التوراتي لها...ان تكون انتهازي فتلك حالة، ولكن أن تتهود على حساب أرض وشعب فلسطين، فتلك قضية تستوجب الرجم بكل أشكاله!

تنويه خاص: سريعا ردت حماس على عدم حدوث لقاء القاهرة بتغيير رئيس حكومتها ونصبت جديدا، كمقدمة لتغيير أشمل...القسمة السياسية – الوظيفية باتت كأنها الخيار الممكن الى حين!